هل تتذكرون الشاب عبدالله بلاطة ؟، مات اليوم بعدما خذله قلبه – نضال حمد
الى أصدقائي وصديقاتي وكل الذين تبرعوا مالياً قبل سنتين في 2019 لانقاذ حياة الشاب عبدالله محمود بلاطة في مخيم عين الحلوة، وذلك عقب النداء الذي وجهته لهم ولهن .. هذا الشاب الصابر والثابت عبدالله الوسيم، الذي عاش معركته مع قلبه والمستشفيات وانتصر بفضل محبة الناس وتكاتفهم وتضامنهم معه، سقط اليوم شهيداً بعدما خذله قلبه. هذا القلب الذي اجتمعنا واجتمع آلاف الناس لتأمين ثمنه للمستشفى قبل سنتين.
قبل سنتين قمت بالمساهمة من طرفي في حملة التبرعات لانقاذ حياة الشاب اللاجئ الفلسطيني في مخيم عين الحلوة بلبنان، عبد الله محمود بلاطة (23 عاماً) الذي كان يعاني من قصور في عضلة القلب التي تعمل فقط 15% وكذلك قصور في عمل القلب وهو كان بحاجة إلى عملية زرع قلب اصطناعي.
يومها في ربيع سنة ٢٠١٩ عندما كنت في زيارة الى مخيم عين الحلوة في لبنان سمعت بالخبر وبقصة هذا الشاب المريض وقلقه وقلق عائلته. كما علمت بالحملة الجارية في عين الحلوة لتأمين المبلغ لعلاجه. تلك الحملة التي سرعان ما إمتدت تلقائيا الى كل مخيمات لبنان، ثم الى العالم أجمع وحيث يوجد فلسطينييون. في ذلك الوقت عاد ليظهر من جديد التضامن الفلسطيني الشعبي وبأجمل صوره التي اشتقنا لها منذ سنوات طويلة.
عندما سألت واستفسرت من مصادر موثوقة عن حالة الشاب عبدالله محمود بلاطة، اكتشفت انه من جيران أهلي في المخيم، من نفس الحارة التي ولدت وعشت وترعرت فيها طفلاً صغيرا وفتى تعلم أبجدية الكفاح والعودة والتحرير وحب فلسطين بين زواريبها. فبيته لم يكن يبعد عن بيتنا كثيراً.. ولطالما مررت بالقرب من منزل عائلته قبل أن يرى هذا الفتى النور وعندما كنت لازلت فتى ناشئاً وشاباً متحمساً لازال وقتها في مقتبل العمر، ربما بعمره يوم كان مريضا ومستلقٍ في المستشفى بانتظار انتهاء حملة التبرعات لاجراء العملية وزرع قلب له يعيده الى الحياة.
قررت أن أساهم مالياً من جيبي الخاص. ثم قررت أيضاً أن أساهم من خلال علاقاتي ومعارفي في العالم. فساهمت في حملة التضامن تلك حيث قمت بنشرها على موقعي الالكتروني الصفصاف وقفة عز، كما عممتها ووزعتها عبر حساباتي بفيسبوك وواتس أب وماسنجر وتويتر وغيرها. فذهب الخبر عبر الأثير وانتشر ووصل الى كل العالم، حيث أبناء وبنات فلسطين. فأتصل بي أصدقاء وصديقات من أمريكا وأوروبا يستفسرون ويستفسرن عن طريقة التبرع. بفضل تكاتف شعبنا تم انقاذ حياة الشاب عبدالله بلاطة ليعود سالماً ومعافياً الى عائلته، بقلبٍ فلسطينيٍ، عربيٍ وأمميٍ ينبضُ تضامناً ومحبةً بين الناس.
اليوم علمت من مصادر في مخيم عين الحلوة أن عبدالله توفي اليوم بعدما خذله قلبه. عبدالله الشاب الذي كتبت له الحياة من جديد قبل سنتين مضى اليوم تاركاً خلفه طفله الصغير، الذين ترونه في الصورة بين يديه.
مع السلامة يا عبدالله بلاطة فأنت الآن بين يدي الله وفي رحابه.
نضال حمد
5-3-2021
هل تتذكرون الشاب عبدالله محمود بلاطة ؟ .. مات مات اليوم بعدما خذله قلبه – نضال حمد