هل تتمد حفرة الانهدام إلى رام الله؟ – عادل سمارة
هو الاسم الذي يُطلق على الأخدود الممتد على طول شرقي فلسطين بعاصمته اريحا التي قيل ما قيل فيها في الأساطير عن المعاصي.
رم الله اليوم المثقلة بأبنية تتزاحم أفقيا بما يحول دون مرور الهواء بينها وترتفع عامودياً لتخنق المآذن وأجراس الكنائس وحتى أبراج الاتصالات التي تبيع الهواء لنا بأموال تُفرغ الجيوب وبكلفة لا نظير لها عولمياً.
ترى، هل تتحمل القشرة الأرضية تحت هذه المدينة هذا الثقل؟ أم سوف تنكسر ذات وقت لتكون رام الله مقبرة للبشر والحجر!
ماذا فعلت بنا المصارف/البنوك؟ كل المحتل 1967 ممددّ مصلوب على أرضية هشة من أوراق القروض والشيكات. بل الكل منشبك مع الكل. كل فرد دائن ومدين، ولا رابح سوى المصرف الذي ليس له سوى دور بيع وشراء العملات ليربح في كلتيهما. وهذا المدخل “الأفضل” لنهاية الإشتباك مع العدو الذي لم يعد عدواً لقشرة أخطر من العدو نفسه. ولم يبق للقضاء سوى أن يستسلم بالقول: نحتاج لكل شخصين قاضٍ.
كيف تأتي هذه الأموال؟ من هم الشركاء فيها؟ كيف تتم تغطيتها إن كانت مغسولة بمياه الأطلسي، أو كانت صهيونية بأغلفة محلية، أو كانت هاربة من الضرائب في الغرب، أو هي أموال الريع النفطي القطري والإمارات والسعودي التي تشتري ولا ندري لمن ستبيع!
تتحول هذه الأموال إلى كتل من الحجارة تنوء بها الأرض سياسيا قبل طوبوغرافياً. لكن الشقق الفارغة لا تنوء ولا تضجُّ بالساكنين! لأن أجرتها اعلى من المتوسط، واكثرية المواطنين تحت ما دون دون دون المتوسط.هنا بيوت فارغة هل تملكها البنوك؟ لماذا الدفع بسخاء؟ شقق فارغة وعشرات في غرفة؟
هل هناك رأسمال مغسول بوسعه مراكمة الحجارة بدل السيولة التي لديه منها ما يكفيه “شر” التأجير غير الاستعراضي/البرجوازي؟ ما حصة اليهود فيه؟ هل ستؤول البيوت لهم في عصر “السلام القاتل” كما حال التعاقد من الباطن في المشاغل والمصانع؟ ربما يجيب على هذا “ماركسيو/وكمبرادور” الدولة الواحدة مع كل مستوطنيها أي تحت إبط كل مستوطنيها.
إهمال الأرض اصبح مثابة إيديولوجيا وحل محل المشروع الوطني. جامعات تقذف إلى الشارع بعشرات الآلاف من الخريجين الذي تأدلجوا بالبحث عن وظيفة في السلطة سواء مدنيا أو أمنياً، أو وظيفة في الأنجزة، سواء بحثيا أو تقاريرياً، المهم لا عملا إنتاجيا بأي معنى.
الأرض قليلة ، نعم، ولكن حتى ما تبقى لم يفقد رحمه القدرة على الحمل والولادة. تمر بجانب أرض صادرها العدو تجدها مثمرة خضراء، وإلى جانبها أرض لم تصادر بعد وقد بدا وجهها عبوسا مُكشرا بأشواك “النتش، والجوارير، والزعرور والعليق والدُّرِّيس …الخ” فإذا كانت هذه تنمو فلماذا لا تنمو بها الأشجار والحبوب؟
إنها مصيدة الريع! جريمة قبول الريع، وجريمة الريع نفسه الذي مشروعه: “إغراق مالي لتمرير مشروع سياسي تصفوي”.
ليس ما ورد أعلاه كل تمظهرات المال المسموم، هناك الجريمة المتزايدة، وهناك الكثير من الانحرافات الجنسية والتي منذ اعوام نشرت عنها “اليونيفيم” كراساً فكيف هي اليوم؟
ويبقى السؤال: ما العمل؟ وهذا لا يجيب عليه شخص بعينه، لكن أهم مدخل للإجابة هو أن يقوم كل شخص، حزب، طبقةن بتحطيم الصنم الذي عبده فساهم في كل هذا.