هل تجوز فلسطينياً وشرعاً وحدة المقاومين مع المنسقين الأمنيين؟

24-7-2023: موقع الصفصاف – وقفة عز – نضال حمد:
أكيد لا تجوز لأن الوحدة تكون عادة بين جماعات من الوطنيين تجمعهم قضية الشعب والوطن والعدو الواحد والبرنامج الواحد. في حالتنا الفلسطينية الراهنة لا تتوفر بعض هذه الشروط الأساسية في طرف من أطراف ما يسمى الحوار الوطني في القاهرة أو حوار الوحدة الوطنية. فعباس ومن معه ليسوا في حالة حرب مع الاحتلال وليسوا ضده كما أنهم اعترفوا ويعترفون بوجوده على 78% من أرض فلسطين التاريخية المحتلة. ووقعوا معه اتفاقيات ومعاهدات سلمية وأمنية واقتصادية والخ. لم يلتزم العدو بها لكنهم التزموا ويلتزمون بها حرفياً… بينماعلى الجهة المقابلة فإن فصائل المقاومة في حالة حرب دائمة مع العدو ولا تعترف به وترفض احتلاله والتنسيق معه وتعمل على سحقه وازالته وتحرير كامل تراب فلسطين.
أقول هذا مع علمي أن كل ما يقال عن الوحدة وإنهاء الانقسام حكي فاضي ومضيعة للوقت وترقيع بترقيع والكل يعرفون ذلك لكنهم يشاركون في اللعبة. تتذكرون أن مسلسل انهاء الانقسام والوحدة الوطنية أصبح مثل الأفلام الهندية والمسلسلات التركية الطويلة الأمد.
وصلتني منذ ساعة تقريباً رسالة اخبارية مفادها أن حركة “حماس” ستشارك في لقاء القاهرة بالرغم من أن السلطة تعتقل وتلاحق وتضطهد أنصارها ومنتسبيها هي وحركة الجهاد في الضفة الغربية. كما جاء في الخبر أن عضو المكتب السياسي للحركة خ الحية قال: “تلقينا دعوة لحضور اجتماع الأمناء العامين للفصائل ونحن ذاهبون وسنقوم بكل ما يمكننا لنجاح الاجتماع”.
ماذا يمكنكم فعله؟
هل ستقبلون بلاءات عباس التي لم يتنازل عنها؟
هل سيقبل بما تطالبون به أنتم ومن معكم من الفصائل؟
هل ستقبلون بمطالبه الواضحة وهي أن تركبوا قطاره الاستسلامي وتصبحون جزءً من منظومة السلطة الفلسطينية التي تقولون عنها عميلة.؟
هل ستتخلون عن سبب وجودكم وهو المقاومة؟
خذوا العبرة من تجربة فتح وقيادتها فقد كانت رائدة العمل المقاوم في زمن الثورة ولما تخلت عنه في أوسلو، انتهت كحركة وطنية مقاومة ولم يتبقى منها سوى بعض الشرفاء، الذين يحاولون إصلاح الأمر لكنهم للأسف يصارعون سمك القرش الأوسلوي ودينوصورات الحركة والمنظمة والسلطة.
حركة الجهاد اتخذت موقفاً يعتبر خطوة متقدمة نوعاً ما حيث قالت على لسان أمينها العام أنها لن تشارك في الاجتماع قبل أن تطلق السلطة سراح الذين اعتقلتهم من عناصر الحركة. هذا برأيي المتواضع ومع محبتي الشديدة للأمين أبو طارق وللحركة هذا يعتبر نصف الموقف المطلوب، لأن المطلوب مقاطعة السلطة التي هددت المقاومين في مخيم جنين باستعراض عسكري تشبيحي واستفزازي قاده عباس بنفسه. المطلوب وقف اللقاءات مع السلطة حتى توقف تنسيقها مع الاحتلال وتلغي اتفاقياتها معه وتعود للخط الوطني. أعرف أنكم حريصون على تعزيز وتقوية بعض العقلاء في فتح والفصائل الذين لا يريدون الذهاب بعيداً في مواجهة المقاومة حفاظاً على وحدة شعبنا، لكن هؤلاء مع احترامي لهم ولكم، ليسوا هم أصحاب القرار لا في فتح ولا في المنظمة ولا في السلطة.
بقية الفصائل وخاصة ما تسمى فصائل المنظمة ومعها الصاعقة والقيادة العامة سوف تشارك مع علمها المسبق أن مشاركتها تخدم فقط ما يريده عباس وسلطته من اجتماع القاهرة.

نضال حمد
٢٤-٧-٢٠٢٣
موقع الصفصاف – وقفة عز