هل هذا العالم الذي نعيش فيه عالم إنساني أم متوحش ولا إنساني؟
نضال حمد:
منذ نحو ١١ شهراً يقف العالم بغالبيته الساحقة متفرجاً على ابادة الفلسطينيين في قطاع غزة وتصفيتهم ببطء في الضفة الغربية. تقوم “اسرائيل” بارتكاب جرائم حرب ضد البشرية وتصفية عرقية وابادة جماعية وتدمير شامل لكل معالم الحياة في غزة.
هناك 172 مركزا لإيواء النازحين استهدفها القصف الصهيوني منذ السابع من أكتوبر فتسبب في قتل وجرح آلاف المدنيين النازحين. في غضون ١٠ شهور ونيّف وصل عدد الضحايا الفلسطينيين، المعروف لغاية الآن الى أكثر من١٤٠ ألفاً بين قتيل وجريح ومعتقل ومختطف ومفقود.
بالرغم من ذلك يرفض الشعب الفلسطيني مغادرة دياره في غزة والضفة الغربية ويقاوم ويصمد ويصبر ويقدم التضحيات لاسقاط المشروع الصهيوني الأمريكي الغربي، الذي يريد تصفية الفلسطينيين جسدياً وسياسياً وعسكرياً.
تمارس “اسرائيل” ومعها الولايات المتحدة الأمريكية مؤامرة خطيرة ضد وكالة الأنروا والأمم المتحدة. لكن بالرغم من تجفيف ينابيع المساعدات الدولية والاقليمية للانروا وللاجئين الفلسطينيين إلا أن الشعب الفلسطيني مازال وبقوة يدافع عن وطنه وأرضه ضد الاحتلال “الاسرائيلي” وأعوانه.
ماذا يعني أن تقوم دولة الاحتلال والارهاب “إسرائيل” بإغلاق المعابر واستهداف قوافل المساعدات وقتل العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية وفي مؤسسات الانروا والهلال الأحمر والجمعيات الانسانية والطبية والحقوقية والمجتمعية والخ ..
ماذا يعني أن “اسرائيل” تمنع إجلاء المرضى والمدنيين والجرحى ولا تسمح بإدخال الأدوية واللوازم الطبية والصحية ومواد التنظيف والمعقمات، وتدمر شاحنات وسيارات ومعدات النظافة وآبار وخزانات وموتورات المياه والكهرباء، وتقصف وتخرب وتحرق المستشفيات والعيادات، كما وتنشر الأوبئة والأمراض …
ماذا يعني أن جيش الاحتلال “الاسرائيلي” وقادة كيان الارهاب يتركون الشاحنات المحملة بالمساعدات على الجانب المصري لشهور عديدة مما يتسبب في تعفن وتلف آلاف أطنان المساعدات وبالذات الغذائية.
كل هذا يعني أن “اسرائيل” الدولة اليهودية الصهيونية، دولة احتلال واستعمار خارجة عن القانون ولا تلتزم بالقوانين والأعراف الدولية. كما أنها ترتكب جرائم حرب متكررة ضد الإنسانية تندرج تحت جريمة الإبادة الجماعية التي تمارسها على أرض الواقع.
هذا يعني كذلك أن من يقف متفرجاً على الابادة هو شريك في الجريمة ومن يقف الى جانب “اسرائيل” ويساعدها أيضاً هو مرتكب لجريمة الإبادة ويجب أن يخضع للمحاسبة وللمحاكمة وللعقاب.
نضال حمد
٦ آب ٢٠٢٤
Wszystkie reakcje:
10Adnan Al-Aydi, Jamal Hishme i 8 innych użytkowników