هل وجدت جائزة (البوكر) ممولين معادين للتطبيع؟! – رشاد أبوشاور
كان هذا أوّل سؤال تبادر إلى ذهني عندما قرأت أن جائزة البوكر أعلنت عن ( القائمة القصيرة) لدورتها هذا العام.
فهل تقدّمت جهة مستقلة نزيهة، غير مطبعة، معنية بأقدس قضية للأمة: قضية فلسطين..بتقديم التمويل اللازم لاستمرار الجائزة، في حال تخلّت عن تمويل (أبناء زايد)؟!
بعد اندفاع حكّام الإمارات، أبناء زايد، على طريق التطبيع مع الكيان الصهيوني، أصدر عدد كبير من المثقفين العرب بيانا يدينون فيه أولئك المطبعين، حكّام الإمارات، وحاكم البحرين، ودعوا المثقفين العرب في الوطن العربي الكبير، وخارجه، أن يقاطعوا كل ما يتعلق بحكّام التطبيع، وإدانة من يتعاملون معهم.
ومن بعد أصدر عدد من الروائيين العرب بيانا، ممن فازوا بجائزة البوكر، أو وصلت رواياتهم للقائمة القصيرة، أو تقدموا برواياتهم للجائزة، دعوا فيه لمقاطعة الجائزة الممولة في كل دوراتها من دولة الإمارات التي يحكمها أبناء زايد، ودعوا، حفاظا على الجائزة، إلى البحث عن جهات بديلة تموّل الجائزة، تكون غير مطبعة، أو مشبوهة..وحريصة على الثقافة العربية المنتمية لقضايا الأمة.
واضح أن التمويل ما زال من أبناء زايد المطبعين، والذين أمعنوا في التطبيع مع العدو الصهيوني، بإعلانهم عن توظيف 10 مليارات دولار أمريكي في الكيان الصهيوني خدمة لاقتصاده!
أبناء زايد غير معنيين بدعم اقتصاد أي بلد عربي محتاج، فهم باتوا حرصاء على أمن، واقتصاد، وقوّة الكيان الصهيوني، الذي يرون فيه حليفا على حساب شعب فلسطين، والقضية الفلسطينية التي ينظر إليها ملايين العرب مشرقا ومغربا كقضية عربية ستراتيجية في الصراع مع الاحتلال الصهيوني الذي يتهدد حاضر ومستقبل الأمة العربية.
لا يمكن أن يتجاهل من تقدموا برواياتهم للبوكر ما يفعله أبناء زايد من إضعاف للشعب العربي الفلسطيني المقاوم، الذي يخوض يوميا معارك الدفاع عن أرضه، وعن قضيته، ويتصدى بأبسط الوسائل التي تتوفر له في مواجهاته اليومية!
بالتأكيد قرأ الروائيون الذين أداروا ظهورهم، وصمّوا آذانهم، بيانات المثقفين العرب، وبيان زملائهم الذين طالبوا بعدم التقدم لجائزة البوكر ما دامت تتموّل من أبناء زايد،وهذا يعني أنهم اقترفوا فعلتهم هذه دون اكتراث، ولعلهم اعتبروا أن السياسة شئ..والجوائز الثقافية شئ آخر، حتى لو جاءتهم من متآمرين على فلسطين، يقترفون جرائم في اليمن، تلحق أفدح الضرر بمصالح أمتنا العربية، بخاصة في جنوب اليمن حيث يحتلون جزيرة سوقطرة، ويهيمنون على الموانئ اليمنية بمشاركة صهيونية، ناهيك عن دور أبناء زايد الإجرامي في الحرب الدائرة في ليبيا!!
لقد اختار القائمون على جائزة البوكر شاعرا عربيا كبيرا لبنانيا، هو شوقي بزيع، ليكون رئيسا للجنة التحكيمية لهذه الدورة، وهم بهذا عمدوا إلى توريطه واستغلال اسمه، هم الذين يتآمرون على المقاومة في فلسطين، وفي لبنان بلده، وإنني لشديد الإستغراب لوضع شوقي بزيع نفسه في هذا الموقع غير اللائق، والضّار جدا بسمعته وتاريخه الشعري!
على كل من ورد اسمه في قائمة البوكر القصيرة، وكل من تقدموا للجائزة الزايدية، أن يقدموا توضيحا عن فعلتهم التي لن تنجو سمعتهم منها أبدا..وأنا، وكثيرين غيري، نطالبهم بإعلان سحب رواياتهم ما دامت الجائزة ما زالت تموّل من أبناء زايد.
لدي كلام كثير، وأكثر حدّة أقوله، وسأنتظر توضيحات ممن سعوا/ وسعين، للبوكر، وستبقى الأهم مواقف الروائيين العرب، وبخاصة من ترفعوا عن جائزة باتت ملطخة بدم الفلسطينيين، واليمنيين، والليبيين.
هل وجدت جائزة (البوكر) ممولين معادين للتطبيع؟! – رشاد أبوشاور