هنا النرويج – بقلم نضال حمد
هنا الحياة روتين
في البدء تكون
بلا طموح
وبلا فيتامين.
هنا المقهى روتين
مثل الرصيف والشوارع والميادين.
هنا الرصيف اوسع من شارع ضاق في بلادي..
والحديقة ارحب من سهل جرفته الايادي الغريبة.
هنا ماعاد الوطن حقيبة
ولا الحقيبة وطن الغجر
فالإمعاء ليست فارغة
والجيوب تتسع لبعض الحبوب
والمأوى متوفر للجميع…
والسكر لا يتكاثر فقط في الدم
بل ايضا في المطبخ..
ويصبح للانسان موقف سيارة
مع موقفه الوطني …
هنا ان جاع الفقير
يذهب الى بيت المال
فيمنحه مالا وطعاما ومسكنا
ويرسله الى المدرسة
كي يتعلم.
والى المصحة
كي يتطبب
والى الطبيب النفساني
كي يعالجه من حالة مزمنة
حملها معه من بلاد الربيع.
هنا من يريد ان يتطور يمكنه التطور
ومن يريد ان يتعلم يمكنه التعلم
ومن يريد ان يتألم بصوت مرتفع يمكنه التألم ..
ومن يريد ان يصرخ بصوت عالٍ يمكنه الصراخ
دونما خوف من الشرطة والمخابرات ورجال الأمن ..
هنا تبدأ حياة الشخص من الصفر
وتصعد ثم تصعد وتصعد
فيصبح الشخص اقوى من إرث القمع
واقوى من خفافيش الليل
و أكثر وضوحا
واكثر صراحة وفصاحة
واقوى من موروث الربيع
ثم يغدو مع الزمن
عربيّا حقيقيا ..
ويصبح نرويجيّا
و يمكن ان يتحول أمميا ..
نضال حمد – تشرين الثاني 2012
* هنا لن يفهم بالضبط ما كتبته هنا إلا الذين عاشوا التجربة…