هنا يا أحبتي توجد اوسلو غير اوسلو التي جلبها الى بلادنا وشرقنا متأوسلوا فلسطين
تسألني يا صاحبي عما رايت في بلادٍ منحتني ملاذا آمناً و سقفاً و حرية حركة و حواز سفر أدخلني كل بلادي المقسمة ..
يا صاحبي رأيت هنا ما لم أره هناك شرق المتوسط … رأيت نفسي تعيد لملمة شظاياها و رأيت جسدي يعيد تركيب ما فككه من أعضائه أعداء قضيتي.
في هذه البلاد التي أوصلتنا إليها المأساة رأيت نفسي من جديد بساقين من جديد. ورأيت نفسي أمشي مثلما أحب أن أمشي .. عنوان الصراع ليس على كتفي لكنه في قلمي وكلمتي. في ميادين عديدة وأماكن كثيرة.
هنا أستطيع أن أجلس براحتي في بث تلفزيوني مباشر مع أي كان من قادة البلاد لأقول موقفي دونما أي حساب .. ولا أكتب قبل اللقاء وصيتي. أنتقد وأهاجم موقف أي كان هنا وهناك .. أقول بصوت عالٍ وبلغة واضحة أنا مع مقاومة شعبي وأمتي.
هنا تعرفت على أنواع جديدة من النضال كنت أجهلها تماما .. هنا تعرفت على أصناف جديدة من المناضلين الانسانيين المخلصين الذين يحملون فلسطين في قلوبهم وعقولهم وضمائرهم.
هنا تأكدت أن فلسطين هي فعلا قضية كل الشرفاء والأحرار في العالم. قضية الراحل الكبير شيل بيغستاد، قضية الدكتور مادس غلبرت والدكتور اريك فوسه والمرأة النرويجية التي تشارك في كل تظاهراتنا ونشاطاتنا على ساق واحدة مثلي تماما.
هنا رأيت فلسطين القضية مع المناضلين النرويجيين كبارا وصغارا، رجالا ونساءا، أطفالا، وشيبا وشبابا. مؤسسات ولجان وتجمعات واتحادات ونقابات وأحزاب وشخصيات.
هنا أعتز بما لفلسطين هنا .. بأصدقاء وصديقات قضيتنا، بالكم الهائل من الالتزام والتضامن والوفاء والمناصرة لفلسطين.
هنا يا أحبتي توجد اوسلو غير اوسلو التي جلبها الى بلادنا وشرقنا متأوسلوا فلسطين.
نضال حمد – اوسلو