هيئة شؤون الأسرى: الاحتلال يحتجز الجثامين كعقاب جماعي للشهداء وذويهم وأحيانا للمساومة والابتزاز
نثمن الجهود اللافتة للجنة الوطنية لاسترداد الجثامين
غزة- 28-8-2017 – قال عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة، أن احتجاز جثامين الشهداء هي واحدة من أبشع الجرائم الأخلاقية والإنسانية والدينية والقانونية التي تقترفها دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين بشكل علني ومتعمد وفي إطار سياسة منظمة.
واضاف: إنها تخافهم بعد استشهادهم، وتخشى تأثيرهم على الأحياء وتحريضهم لهم، فتلجأ لمعاقبهم والانتقام منهم بعد موتهم، وتسعى لردع الأحياء من بعدهم، وفي أحيان كثيرة استخدمتهم كورقة للضغط والابتزاز والمساومة، وفي هذا السياق احتجزت منذ العام 1967 مئات الجثامين لشهداء فلسطينيين وعرب. بعضهم تحرر في “صفقات التبادل” والبعض الآخر في إطار “العملية السلمية والجهود القانونية”.
وأوضح فروانة بأنها ما زالت تحتجز في ما يُسمى “مقابر الأرقام” أو “ثلاجات الموت” نحو (249) جثمان لشهداء فلسطينيين وعرب، استشهدوا في فترات متفاوتة وظروف مختلفة، بعضهم استشهدوا في سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وتمنع ذويهم من الوصول إلى أضرحتهم أو حتى الاقتراب من المقابر التي يدفنونفيها، ومن بينهم (19) جثمان لشهداء سقطوا خلال الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014، ولم يُكشف عن اسمائهم، إضافة الى جثامين لعشرة شهداء استشهدوا خلال “انتفاضة القدس”.
وأكد فروانة على أن دولة الاحتلال هي الوحيدة في العالم التي تمارس هذه الجرائم بشكل متعمد وفي إطار سياسة ممنهجة في تحدي صارخ للقانون الدولي لاسيما اتفاقيات جنيف كافة التي كفلت حق الموتى في التكريم. وألزمت دولة الاحتلال بتسليم الجثث إلى ذويها، ومراعاة الطقوس الدينية اللازمة خلال عمليات الدفن، بل وحماية مدافن الموتى وتسهيل وصول ذويهم إلى قبورهم، واتخاذ الترتيبات العملية اللازمة لتنفيذ ذلك.
ودعا فروانة كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى التحرك الجاد والتدخل الفاعل لوقف هذه الاجراءات المنافية للقانون الدولي، ووضح حد لتلك الجرائم، والافراج عن كافة جثامين الشهداء المحتجزة لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي وتسليمها الى عائلات الشهداء لاكرامهم واعادة دفنهم بما يليق بهم.
يذكر بأن الفلسطينيين يحيون “اليوم الوطني” لاسترداد جثامين الشهداء في 27 من آب/أغسطس من كل عام. وهو اليوم الذي اسست فيه الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء عام 2008. وفي هذا السياق ثمن فروانة الجهود اللافتة التي تبذلها الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، على المستوى الشعبي والقانوني وكذلك في في المتابعة والتوثيق، وذلك من منذ تأسيسها.
—
عبد الناصر فروانة
أسير محرر، و مختص في شؤون الأسرى
رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين
وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة