هيومن رايتس ووتش والإبادة في غزة
موقع الصفصاف – وقفة عز:
اهتمت وسائل الاعلام بتصريحات “هيومن رايتس ووتش” ومديرة شؤون الأزمات فيها السيدة أكشايا كومار، التي نشرت على موقع المنظمة عبر منصة “أكس” قولها: إن “حجب الأموال عن الوكالة الأممية (الإنروا) وهي الأكثر قدرة على توفير الغذاء والماء والدواء الضروري بشكل فوري لأكثر من 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، يُظهر لامبالاة قاسية تجاه ما حذر منه كبار الخبراء في العالم من خطر المجاعة الذي يلوح في الأفق”، موضحة أن أهالي قطاع غزة بمن فيهم الأطفال والأشخاص ذوو الإعاقة والحوامل يعتمدون بشكل كبير على خدمات الأونروا.
السيدة كومار التي تعرف جيداً مدى خطورة قرار الدول الغربية وقف دعم الانروا والانصياع للسياسة “الاسرائيلية” والأمريكية، التي بدورها ما فتأت وعملت منذ سنوات طويلة على اغلاق وكالة الانروا ووقف خدماتها من أجل التمكن من تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين. كومار أشارت في معرض حديث لها نشره موقع بي دي ان من نيويورك إلى أنه “رغم تزايد مخاطر المجاعة والأمر الملزم الصادر عن المحكمة الدولية، أعلن وزير خارجية الاحتلال “الاسرائيلي” أنه سيسعى بشكل سافر إلى “إغلاق الوكالة الأممية التي تتحمل المسؤولية الأكبر في تقديم المساعدات المنقذة للحياة”.
لم يذهب عن بال السيدة كومار التذكير بجرائم الاحتلال الصهيوني لافتة الانتباه إلى أنه قطع منذ تشرين الأول الفائت الخدمات الأساسية، بما فيها المياه والكهرباء، عن الفلسطينيين في قطاع غزة، كما ومنع دخول جميع أنواع الوقود والمساعدات الإنسانية الضرورية، وهي أعمال عقاب جماعي ترقى إلى جرائم الحرب.
يعرف كل العاملين والعاملات في المؤسسات الدولية في غزة ان الصهاينة يرتكبون جرائم حرب بشكل يومي في غزة. فسياسة استخدام الحصار والتجويع كسلاح حرب في غزة، عبر تعمد عرقلة إدخال المياه والغذاء والوقود والمساعدات الإنسانية والدواء، وتدمير المناطق الزراعية وآبار المياه والبنى التحتية والمنازل والبيوت والمدارس والمستشفيات والجامعات والمساجد والكنائس والمقابر والمنشآت الرياضية والخدمات الاجتماعية والخ … جرائم حرب واضحة.. كذلك حرمان الفلسطينيين في غزة من المواد الضرورية لبقائهم على قيد الحياة بموجب سياسة وضعها الاحتلال الصهيوني هي أيضاً جرائم ضد الانسانية وابادة.
في تصريحاتها التي نقلتها وكالة الأنباء العربية السورية سانا طالبت السيدة كومار باسم المنظمة الدولية، دول الغرب، ولا سيما الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا بتعليق (المساعدات العسكرية ومبيعات الأسلحة) لكيان الاحتلال “الإسرائيلي” الذي ترتكب قواته انتهاكات خطيرة وواسعة النطاق ضد الفلسطينيين ترقى إلى جرائم حرب. لكن تلك الدول بدلاً من معاقبة ومقاطعة كيان الاحتلال تقوم بمعاقبة وحصار وتجويع الشعب الفلسطيني بالشراكة الكاملة مع نتنياهو وحكومته وجيشه وكل الارهابيين الصهاينة.
نضال حمد
٣-٢-٢٠٢٤