وثيقة حماس : اتركونا في القطاع – محمود فنون
منذ مدة ووسائل الإعلام تسرب مضمون وثيقة حماس بل وحماس تتعمد تسريب الوثيقة الخطيرة جدا على الناس والمريدين كي يسهل طرحها في الوقت المناسب .
إن الوثيقة تستهدف القول : ” تبنا يا ناس فسامحونا” وحماس بوثسقتها تسير على طريق مطروقة سارت عليها قيادات السبعينات من فتح والجبهة الديموقراطية والحزب الشيوعي الفلسطيني ووصل مآل هذه الطريق إلى أوسلو والتنسيق الأمني ثم عادت “إسرائيل” وألغت فعليا بنود مهمة مثل مناطق أ وب وجز
إنها في الأساس تمثل ما وصلت إليه تنازلات حماس الآن وهي لن تقف عند هذا الحد .
وهي موجهة للحصول على مباركة فريق معين كما قال أحد الفلاسفة
نشر أحد الفلاسفة كتابا في الفلسفة لم يعجب الناس بمعنى الفلاسفة والمثقفون والطلاب ؟
هو في الحقيقة لم ينشر كتابه هذا من اجل نيل إعجاب هؤلاء .
ولا من أجل ان يقيموا كتابه تقييما جيدا ويقبلوه ككتاب فلسفة
فقال : يكفيني ان يعجب أنصار الحقيقة … أي يعجب رجال الدين والإقطاع والسلطة الحاكمة
ولم تقصد حماس ان تنال وثيقتها إعجاب مريديها ولا القوى الوطنية والمثقفين وانصار تحرير فلسطين .
هم يريدون نيل إعجاب
أولا : العرابين الذين اشتغلوا ليل نهار وسنوات من أجل اقناع حماس بالتنازل عن أهدافها كما حددها بيان الإنطلاق وكل مواقفها ومنطلقاتها . وهم يقدمون الإغراءات والعصا والجزرة ويدفعون حماس للتفاوض مع نفسها من أجل إعادة صياغة موقفها .
وهذه المرة تمت إعادة صياغة المواقف من خلال بيان عام رسمي وثيقة رسمية وقبلا كان الموقف الجديد يطرح نفسه من خلال تصريحات وبيانات وخطابات .
ثانيا :يريدون نيل إعجاب تركيا . فتركيا راعية الإسلام تعترف ب”إسرائيل” وتقيم معها علاقات دبلوماسية وأمنية وعسكرية وتركيا تمنح “إسرائيل” امتياز العمل على الأراضي التركية .
وتنال إعجاب قطر التي تنسق كل شيء مع إسرائيل ولمصلحة “إسرائيل”، ومن الجهة الثانية بيدها تغطية مصاريف حماس
وتنال إعجاب كل الدول الرجعية العربية
إنها تريد الإنتقال إلى صف آخر فسعت لنيل رضاه
وهي تريد الإنفصال جذريا عن ماضيها وهي ماضية في ذلك
ولكن لن ترض عنها “إسرائيل” ما لم تسلم أسلحتها الثقيلة . وسبق أن سلم ابو عمار سلاح المقاومة في الأردن كما سلمه في عام 1982م في بيروت . ودون ان تشارك في التنسيق الأمني كذلك.
وسبق أن ناضل قادة فلسطينيون من اجل ان ينالوا لقب معتدل مقابل لقب مخرب ومتطرف وفاز بعضهم بهذا اللقب في وسائل الإعلام الغربية واستشهد بعضهم وهم يحملون هذا اللقب ” الكبير “
إن الهدف النهائي هو لنيل رضى امريكا و”إسرائيل” ومن خلال سياسة العصا والجزرة التي تتبعها امريكا و”إسرائيل”.
“عفارم ” لكل تنازل لكل نزول عن درجة من درجات السلم .
والتهديد بالقصف والإجتياح عند كل استعصاء .
والعرابون يفتحون كيس المال ويغلقوه حسب التقدم في المفاوضات .
ولكن ماذا عن الإعتراف ب”إسرائيل”؟ هذا موجود في صلب الوثيقة وسوف يأتي التصريح به في أوانه .
إن الفكرة كلها تقوم على الإعتراف يحق “إسرائيل” في أراضي 1948 م مقابل اعتراف “إسرائيل” بحماس كما اعترفت بالمنظمة وصياغتها ” إننا نكف عن المطالبة بأراضي 1948م ونتقدم لكم ليس بطلب الإنسحاب من أراضي 1967م بل نحن غيرنا شعارنا من تحرير كل فلسطين إلى المطالبة بدولة في الضفة والقطاع “. ولسان حال حماس يقول : “وكما تعلمون يا أمريكا و”إسرائيل” نحن حماس غير مهيئين لخوض صراع يجبركم على الإنسحاب من أي بقعة من فلسطين رغما عنكم ، ولذلك نكون ممنونين لكم جدا ان تركتمونا في قطاع غزة كما نحن عليه الآن مع فتح معابر وادخال بضائع .. هذا هو سقفنا ..”
لا لا لالا أبدا لن نعترف ب”إسرائيل” هي تعني نحن نعترف ي”إسرائيل” واحتلالها لفلسطين ونتمنى على “إسرائيل” ان تعترف يحماس وكفى الله الإسلام شر القتال.
أما كيف ستدافع حماس عن انقلابها على فلسطين وشعبها ؟ هذا سيكون بالقرآن والسنة وتراث الصحابة وكل ما في الدين سيتم تجنيده للدفاع عن “إسرائيل” وإقناع المريدين والراي العام بان حماس أخذت الخطوة الصائبة والمعززة بالقرآن والسنة دفاعا عن “إسرائيل” واحتلالها لفلسطين وسنأتي على ذلك بالعودة لتحليل الوثيقة ومقارنتها ببيانات التأسيس وتصريحات القادة السابقون .