وداعاً أيها الناصر الأمين والصادق المؤتمن..
من الكلمات الأخيرة في الخطاب الأخير للشهيد السيد حسن نصر الله:
“هذا الطريق سنكملُه، لو قُتلنا جميعًا، لو استُشهدنا جميعًا، لو دُمّرت بيوتنا على رؤوسنا، لن نتخلّى عن خيار المقاومة الإسلاميّة”.
نعم هكذا قال في الخطاب الأخير.. وها هو اليوم سيّد الروح المقاومة ينال الشهادة التي تمناها. فالحزب الذي قاده وعزز مكانته ودوره في رسم خارطة الشرق العربي والعالم الاسلامي، هو حزب مقاوم يؤمن بالدرب الكربلائي، أي درب الامام الحسين والقتال حتى الشهادة أو النصر.
في بيان صيغ بالدم والدمع والتأكيد على استمرارية المسيرة الجهادية الفدائية بالرايات الحيسينية الكربلائية، أعلن حزب الله يوم ٢٨ ايلول – سبتمبر ٢٠٢٤ استشهاد الأمين العام السيد حسن نصرالله في الغارات الصهيونية على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم أمس الجمعة.
لا يفقد الحزب وحده قائد رجال الله في الميادين بل تفقده الأمة من غزة فلسطين الى صنعاء اليمنيين مرورا بحيث توجد قضية نضالية عادلة لشعب مظلوم.
لا أريد التطرق إلى مسيرة السيّد حسن فهي مثل كنز لا يفنى، واضحة ومعروفة لكل مهتم بالشأن العربي والاسلامي والفلسطيني وبمعركة تحرير فلسطين ومواجهة الكيان الصهيوني.
لقد كان السيد حسن حتى يوم امس وسوف يبقى كذلك، من أعظم القادة العرب واللبنانيين والمسلمين المقاومين الذين أنجبتهم الأمة خلال ال ١٠٠ عام الأخيرة. فبعد نحو ٣٠ سنة من قيادته المظفرة لحزب الله وللمقاومة اللبنانية والاسلامية، تمكن من توجيه الضربات الساحقة وإلحاق الهزائم العديدة بالعدو الصهيوني. كما توج قيادته المظفرة بتحرير لبنان من الاحتلال.
كان للسيد حسن دوره الجذاب والريادي والخطابي التثويري الذي جمع شباب الأمة المقاومة. فكان جمهوره الممتد على كل الكرة الأرضية ينتظر خطاباته يلستمع اليها ويتعلم ويستفيد منها. كما كان الصهاينة أنفسهم ينتظرون خطاباته لأنهم كانوا يثقون بما يقوله أكثر من ثقتهم بقادتهم.
كان السيد واضحاً جداً في مواقفه ولا يجامل فيها أي كان ويعرف اين يجب أن يكون وأين يجب عليه التموقع في معركة الدفع عن الأمة. فهو مع فلسطين وكان يحيا لأجل تحرير القدس والأقصى من رجس الكيان الصهيوني الغاصب. وقف مع فلسطين بكل قوة ورفض الرضوخ لكل التهديدات والاغراءات المقدمة له ولجمهوره مقابل التخلي عن غزة. وقف مع المقاومة في غزة بالفعل وبالنار والايمان. ظل وفياً لذلك حتى اغتياله يوم أمس.
الفقد جلل وصعب ويؤلم القلب وينتزع من الأمة فلذة من فلذات الكبد ويختطف أحد صمامات ديمومتها وعزتها. لكنها الحرب حيث يمكن أن يستشهد فيها أي واحد من المناضلين.
القلب مجروح ومكلوم لكن رايات سيد أروح المقاومين لاتزال مرفوعة والبنادق والصواريخ في الجنوب والبقاع والضاحية تواصل التصدي للاحتلال ودك المستوطنات والمعسكرات الصهيونية في فلسطين المحتلة..
فالمقاومة الصلبة في لبنان تواصل بعد اغتيال قادتها وأمينها العام إسناد المقاومة في فلسطين المحتلة، مؤكدة على التلاحم والوحدة والمصير المشترك والمعركة الواحدة. ستواصل المقاومة في لبنان وكل الوطن العربي مسيرة الكفاح من بعد السيد حسن كما واصلتها من قبل من بعد السيد عباس الموسوي.. ومن بعد القادة الفلسطينيين الشهداء وهم بالعشرات.
أيها الناس!
من آمن بالنهج الجهادي للسيد حسن نصرالله وبطريق القدس والطوفان سيواصل مسيرته الجهادية لأجل تحرير القدس والأقصى وكل فلسطين العربية…
استشهد السيد حسن نصرالله في يوم 27 سبتمبر – أيلول 2024 وهو ذكرى وفاة الزعيم العروبي والقومي الخالد جمال عبد الناصر.
على العهد اوفياء للأمين الصادق ولكل الشهداء.
ففلسطين القضية المقدسة لكل المناضلين الحقيقيين سوف تنجب البدائل النقية ويقيني أنها جاهزة منذ الآن لملء الفراغ ولا خيار سوى المقاومة.. المجد والخلود للسيد ولكل للشهداء وعلى الأمة الوفاء كل الوفاء.
نضال حمد
٢٨ ايلول سبتمبر ٢٠٢٤
موقع الصفصاف – وقفة عز