وداعا احمد صدقي الدجاني
نضال حمد
توفي في العاصمة المصرية القاهرة يوم الأثنين المفكر الفلسطيني المرموق والمعروف، العضو السابق المستقيل في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد صدقي الدجاني عن 67 عاما، وذلك بسبب المرض الذي جعله يقضي الشهر الأخير من حياته في صراع معه. وسيشيع جثمان المفكر الفلسطيني احمد صدقي الدجاني (1936) الى مثواه الأخير اليوم الثلاثاء حيث سيدفن في مدافن الأسرة في القاهرة.
يعتبر الفقيد الدجاني من مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية مع المرحوم المناضل احمد الشقيري سنة 1964، وشغل عددا من المناصب الهامة في اللجنة التنفيذية للمنظمة وفي المجلسين الوطني والمركزي الفلسطينيين، كما مثل فلسطين في مؤتمرات الحوار العربي الأوروبي، وشارك في تأسيس المؤتمرين القومي العربي والإسلامي الذي تأسس سنة 1994، وكان الراحل أول منسق عام لهذا المؤتمر.
وسوف يسجل التاريخ الفلسطيني المعاصر للدجاني موقفه الوطني المشرف الذي توجه بالاستقالة من عضوية اللجنة التنفيذية للمنظمة احتجاجا على اتفاقيات أوسلو السيئة الذكر، حيث استقال هو والمناضل شفيق الحوت والشاعر محمود درويش، احتجاجا على التفرد في اتخاذ القرارات المصيرية والاستفراد في الهيمنة على المنظمة، واحتكار القرار من قبل قيادتها التي مررت اتفاقية أوسلو من وراء ظهر الشعب الفلسطيني ومؤسساته الشرعية والوطنية، مع علمها المسبق بأن الاتفاقية لا تلبي الحد الأدنى من الطموحات الفلسطينية وتتنازل عن كل الثوابت الوطنية الفلسطينية، وأثبثت الأحداث فيما بعد صحة تلك المواقف ومدى الوهم الذي كان يعتاش عليه أصحاب سلام الشجعان.
كان الدجاني شغل منصب رئيس مركز الدراسات الفلسطيني في معهد البحوث والدراسات العربية، وهو حاصل على شهادة دكتوراه في التاريخ من جامعة القاهرة، كما كان حصل سابقا من دمشق على شهادة في الآداب قسم التاريخ بالإضافة لعلوم القرآن الكريم والفقه والسيرة، وللفقيد عشرات المؤلفات والكتب وآلاف المقالات، ومن أهم كتبه :
– المعرفة والتقنية والتنمية آفاق ومخاطر وضوابط
–أضواء على الصين اليوم
–النظام العالمي الجديد من وجهة نظر عربية
–الطريق الى حطين احياء الذكرى بعد ثمانية قرون
–المستقبل برؤية مؤمنة مسلمة.
كما ان الراحل الدجاني الذي تعود اصوله لعائلة فلسطينية معروفة من القدس العربية المحتلة حيث ولد وعاش بداية سنين طفولته. ثم بدأ تعليمه في مدينة يافا… له مناصب هامة وحيوية كان يشغلها أو شغلها في السابق ومنها عضويته في :
–المجامع اللغوية العربية في مصر وسوريا والأردن
– عضو مؤسسة آل البيت
–نائب رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان
–عضو منتدى الفكر العربي
–عضو الأكاديمية الملكية المغربية
سوف يبقى الراحل الدجاني واحدا من المفكرين الفلسطينيين الذين أعطوا لقضيتهم وقدموا سنوات عمرهم لأجلها، فرحم الله الفقيد احمد صدقي الدجاني، الذي كان مثله مثل كل لاجئ فلسطيني يرفض التفريط بحق العودة والتنازل عنه ويرفض نهج الاستفراد بالقضية والاستيلاء والهيمنة على المؤسسات الفلسطينية، فكان رجلا عزيزا وقويا يوم قال لا كبيرة لأوسلو ولا لمن وقفوا خلف اتفاقيات أوسلو، ولا للمساومة والتفريط بحق العودة، ولا للتنازل عن الأرض الفلسطينية … ونعم لاستمرارية النضال الفلسطيني حتى الحرية والنصر.