وضع الفلسطينيين في الضفة الغربية خطير جداً.
كتب نضال حمد رئيس تحرير موقع الصفصاف من اوسلو:
إلى المتضامنين الأوروبيين مع نضال شعب فلسطين، بعض مما لدي عن الوضع الفلسطيني المعقد ولكي لا يستعصي عليكم فهمه .. توضيحات وملاحظات لا بد منها.
أريد بهذا السرد السريع والمبسط جداً شرح اسباب ما يجري من استشباكات مسلحة ف يمخيمات الضفة الغربية بين أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية ومجموعات فدائية من حركة المقاومة. وتأتي الاشتباكات في حين تستعد قوات الاحتلال “الاسرائيلي” لمذابح في الضفة الغربية على غرار ما فعلته وتفعله في قطاع غزة منذ أكثر من سنة. فكل ما قامت به (اسرائيل) منذ اكتوبر ٢٠٢٣ من اغتيالات واقتحامات وعدوانات في مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية لم ينجح في انهاء حالة المقاومة ضدها. اليوم يجرب بعض وكلاء وعملاء الاحتلال تصفية المقاومة بأيدي فلسطينية.
لكن وكما هو معروف تاريحياً في فلسطين لن ينجح شخص عميل في تغيير نهج أي شخص وطني. تدخل أجهزة أمن سلطة الحكم الذاتي المحدود (سلطة عباس)، التي تنسق عملها مع قوات الاحتلال لم ولن ينجح ومكتوب عليه الفشل. بل سوف يزيد من عداء الفلسطينيين للسلطة الفلسطينية التي تقف عكس التيار ومع الاحتلال بدلاً من أن تقاتل لأجل الاستقلال والحرية والدولة الحقيقية.
هذه السلطة التي لا تحظى بتأييد شعب فلسطين ليست سوى شكل من أشكال استمرار الاحتلال والاحتيال على الرأي العام الدولي، لأنها تظهر وكأن الفلسطينيين لديهم دولة وسيادة وأن “اسرائيل” قدمت لهم الأرض ولم تعد قوة محتلة. في حقيقة الأمر لا يوجد سلطة فلسطينية مستقلة عن الاحتلال ولها سيطرة أو قرار، بل هناك اداة من أدوات الاحتلال.
موقف السلطة الفلسطينية وتصرفاتها تعرض الوحدة الوطنية والشعبية والمقاومة الفلسطينية للخطر الشديد وتخدم الاحتلال “الاسرائيلي”. فمنذ بدايات انشاء هذه السلطة وغالبية الشعب الفلسطيني رفضت وترفض التنسيق بينها وبين العدو وكذلم ترفض ملاحقة أعضاء حركة المقاومة الفلسطينية.
كما ترفض أيضاً الحياة تحت الاحتلال باسم اتفاقيات اوسلو للسلام وهي اكذوبة العصر الحديث. فتلك الاتفاقيات يمكن القول انها كانت مفيدة فقط للعدو وانها أعادت الحركة الوطنية الفلسطينية عشرات السنين الى الوراء، كما انها شقت صفوف الفلسطينيين، وصدعت وحدتهم الوطنية وغيّبت دور منظمة التحرير الفلسطينية كيانهم الوطني وممثلهم الشرعي والوحيد، لصالح مجموعة من المنتفعين والمنسقين الأمنيين مع الاحتلال على حساب المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا.
فقد سهلت الاتفاقيات عملية ضم واستيطان واحتلال الضفة الغربية فأصبح الجيش “الاسرائيلي” محتلاً بدون كلفة وبلا دفع أثمان. كما تعزز الاستيطان وتكاثر المستوطنون في الضفة الغربية ليتجاوز عددهم المليون مستوطن بعدما كانوا قبل اتفاقيات السلام سنة ١٩٩٣، أكثر من ١٠٠ ألف فقط. على كل حال فإن كل المستوطنات في الضفة الغربية هي ذات طبيعة استيطانية استعمارية وعسكرية وأمنية واحتلالية ومرتبطة مباشرة بحلم دولة “اسرائيل” الكبرى الممتدة حسب المشروع الاحتلالي من نهر الفرات الى نهر النيل. وكل ما نشاهده من هجمات واعتداءات ومن ليالي “كريستال” بيضاء في الضفة الغربية هي من بطولة وتنفيذ المستوطنين في مستعمرات الضفة الغربية.
أحببت شرح هذا الأمر بشكل سريع كي لا ترتبكوا ولكي تفهموا أو على الأقل تأخذوا فكرة عما يجري الآن في الضفة الغربية المحتلة من اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وأجهزة الأمن الفلسطينية ومن جهة أخرى الحملة العسكرية “الاسرائيلية” على المقاومة، والتي بحسب ما ورد اليوم في موقع “والاه العبري” الاخباري، ستشتعل على غرار غزة في المستقبل القريب.
فموقع “والاه” نشر ما يلي: ( تستعد القيادة المركزية “الاسرائيلية” لسيناريوهات مرعبة، إغلاق الطرق وتنفيذ هجمات متزامنة في عدة مواقع في جميع أنحاء الضفة الغربية، على غرار ما حدث في 7 أكتوبر ٢٠٢٣.).
هذا الأمر وارد لأن نتنياهو ووزراء حكومته تحدثوا فيه وعنه كثيراً منذ اكتوبر سنة ٢٠٢٣ وهم عملياً على الأرض يمارسون هذا الدور يومياً. خاصة وأن الدول الغربية لا تحاول حتى لفظياً وبالكلام وليس بالأفعال منع “اسرائيل” من مواصلة إبادة الشعب الفلسطيني. فيما الدول العربية باستثناء عدد قليل منها إما متحالفة مع العدو أو مغلقة عينيها وصامة اذنيها عما يحدث في فلسطين ولبنان وسوريا.
على الفلسطينيين الجلوس والحوار والبحث عن طريقة للخروج من هاوية اوسلو والعودة للاطار الوطني الجامع في منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، شريطة أن لا تقودها وتهيمن عليها المجموعة التي تحتكرها وتسيطر عليها الآن وهي مجموعة سلطة الحكم الذاتي المحدود في الضفة الغربية المحتلة. لكي ينتهي دور هذه الفئة من الفلسطينيين المنبوذين شعبياً يجب اجراء انتخابات ديمقراطية تضمن للشعب الفلسطيني داخل وخارج فلسطين المحتلة انتخاب ممثليه للبرلمان الفلسطيني. حيث يتم فوراً بعد الانتخابات البث في مصير اتفاقيات اوسلو والسلطة الفلسطينية ومستقبل منظمة التحرير الفلسطينية ومواجهة الاحتلال. كما سيتم البث وبالتأكيد تأكيد من قبل ممثلي شعب فلسطين المنتخبين دينقراطياً على التمسك بكافة حقوق شعب فلسطين في العودة والحرية والاستقلال والمقاومة لاجل تحقيق ذلك. والتأكيد على اعادة بناء غزة وملاحقة ومحاكمة مجرمي الحرب “الاسرائيليين” هم ومن ساعدهم وسلحهم لارتكاب المذابح والابادة.
نضال حمد – موقع الصفصاف – وقفة عز
٢٠/١٢/٢٠٢٤