وعد بلفور جريمة لا تغتفر- د. راضي الشعيبي
إن التاريخ هو قاموس وأطلس وموسوعة يروي الحقائق التاريخيه للماضي ، مهما حاول الذين باعوا أقلامهم وألسنتهم لتزييف الحقيقة يسرد كل اﻷحداث الكونيه ، من كوارث بيئيه ووبائيه وحربية ودينية وسياسيه وحضاريه ، إلى المآسي اﻹنسانيه والعلاقات البشريه بالسنة واليوم . إنه شاهد العيان اﻷمين على كل ما يحدث .
هو مرجعية ومدرسة ﻷجيال الحاضر والمستقبل، هو تصوير وتنوير وتحذير للجيل الحاضر والمستقبل ﻹستخلاص العبر .
نستقي من التاريخ اننا عدنا اليوم لنعيش تحت سيطرة إستعمارية إمبرياليه حاقدة وعنصريه ومتآمره ، تقودها الحركه الصهيونيه العالميه وفاعلة يهوديه نازية وفاشيه بالتنسيق مع الولايات المتحده وحلفاؤها في أوروبا بريطانيا الخبيثه والماكره المتآمرة اﻷولى والمجرمه المسببة الوحيده لمأساتنا اﻹنسانيه والوطنيه والقوميه ومعها فرنسا العنصريه البغيضه امتصهينه والمتهوده ، وإستعلاء تركي عثماني أردوغاني ظلامي جديد بعد خمسة قرون سوداء من التسلط وحكم السلاطين اﻷتراك ، الذين إغتالوا كل القيم والشيم العربية واﻹسلاميه، وعمموا الفقر والجهل وسحقوا العداله والمساواه واﻹخاء والوفاء . نعيش تحت طغوة المال السياسي اﻷسود لرعاع الخليج وآل سعود الذين عاشوا عالم العبودية والعبيد ” اﻷمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز ” متعهد اﻹرهابيين واﻹرهاب هو إبن عبدة. شرذمة من الخونه والعملاء واﻷجراء أغواهم الشيطان والمال الحرام ليصبحوا أعداء الله والعروبة واﻹسﻻم القيم .
مضى قرن من التاريخ على نشوب الحرب العالمية اﻷولى وكسر شوكة العثمانيين اﻷتراك وهزيمتهم وتحرير اﻷمة العربيه من نير حكمهم لكن الفرحة والبهجة لم تتم فقد وقعنا في شباك عدو شرس لئيم وقذر كان هو المنتصر وينسق مع الحركة الصهيونيه العالميه التي لم تنم لها عين في دهاليز التآمر لتنفيذ خطة إقامة وطن قومي يهودي في فلسطين العربيه بينما كنا نحن الشعب العربي نعيش في سبات عميق .
أي مضى 99 عاما على وعد بلفور الذي كان بمثابة الضوء اﻷخضر للصهاينه اليهود بالبدء بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين العربيه . ومنذ هذا الوعد المشؤوم والجائر وإنشاء الوطن القومي اليهودي الكارثي للشعب العربي الفلسطيني مسلميه ومسيحييه واﻷمتين العربيه واﻹسلاميه لم يستغرق إلا 32 عاما ، وعندما تتمحص في اﻷمور بواقعية ومعرفه تتوصل إلى عوامل وأسس النجاح .
* لم يكن هناك أي عميل أو خائن يهودي يعمل ضد آمال وأهداف إخوته الصهاينه اليهود .
* ألوحدة الوطنيه والقوميه بين أبناء صهيون في جميع أصقاع اﻷرض رغم تشتتهم . متن وحدتهم اﻹضطهاد الذي تعرضوا له في أوروبا . تجمعهم زعامة واحده وإستراتيجية هادفه وإرادة عارمه ، الفرد يتفانى في خدمة المجتمع والمجتمع كله يقوم في خدمة ورعاية ومساعدة الفرد. ، كلهم يؤمنون حتى في أوهامهم وأساطيرهم الدينيه التي شرعتها الصهيونيه منذ آلاف السنين .
أما نحن الشعب العربي وخاصة الفلسطيني واﻷمة اﻹسلاميه جمعاء، نعيش منذ قرون تحت مظلة الفقر والقهر والجهل واﻷسر السياسي والحكم العسكري المخابراتي وأخيرا المال السياسي . جنسيات وهويات وتبعيات ، حكام دكتاتوريون خونة وعملاء ، تعدت وقاحتهم كل اﻷصول اﻷخلاقيه واﻷدبية والسلوكيه والدينيه والعقائديه ، وهناك بعض رجال دين حقراء وأجراء، يقومون باﻹفتاء لمصلحة الزعماء .
بيننا حدود وسدود في اﻷرض والبحر والسماء . تخلينا عن الثوابت ولم نتأقلم على التغيرات ، غفلنا عن الحقائق ونتخبط بين اﻹفتراضات واﻹشاعات ، فقدنا الوسائل والغايات . بانوراما حالكة السواد أوقعنا فيها اﻷتراك العثمانيون واﻹنجليز رعاة وحماة وحلفاء الصهاينه اليهود ، إننا نكره ونمقت الصهيونيه ﻷنها تبني قوميتها على أنقاض غيرها . إحتلالها لفلسطين هو إحتلال لقلب ووجدان وضمير اﻷمة العربيه .
ما هي يدي التي تكتب ، إنما قلبي هو الذي يسطر ، ووجداني هو الذي يملي .
علينا نحن شعب فلسطين إحتراف النضال لا إمتهان السياسه ، يجب أن يكون البيت والمدرسه منهلا للوطنيه والتحرر اﻹنساني والتثقيف العقلي والفكري من جديد فقد تم تطويع العقل العربي في منتصف السبعينيات وصهينته .
مدة قرن من الزمان إقتصر عملنا على الندوات والخطابات واﻹنفعالات الموقته وأثبت لنا الواقع المرير أنها ليست الوسيله لتحرير فلسطيننا العربيه التاريخيه وقدسنا ومقدساتنا . إن الدرب الوحيد إلى قدسنا هو توحيد البندقيه رغم تعدد الرايات والتحرر الفوري من التبعيه إلى الرجعية العربيه والمال السياسي الملوث والمشروط التي يقودها ويتزعمها آل سعود ووهابيتهم الظلاميه التكفيريه وقراءتها النازية الفاشيه التي إرتبطت دوما بجسور خفية وباطنيه مع قادة اﻹجرام واﻹحتلال الصهاينه اليهود وأجهزتهم اﻹستخباريه وتبادل المعلومات ، لقد كشفت أجهزة اﻹعلام الصهيونيه اﻹسرائيليه العلاقة المتينه بين شيوخ القبائل والعشائر أمراء الفجور والخمور واﻹستعباد
يجب إسقاط سلطتي رام الله والقطاع ، فالاولى عميلة بإمتياز ، أجرمت في حق الوطن والشعب وخانت الثوابت الوطنيه والقوميه الفلسطينيه لمنظمة التحرير الفلسطينيه ودماء الشهداء الفلسطينيين اﻷكابر واﻷسرى العظام ، ومضت صكوك اﻹنهزام واﻹستسلام والتنازل عن حق العوده مع العدو المحتل في ضباب أوسلو ، والثانيه ﻷنها تنتمي إلى حركة اﻹخوان المسلمين الشياطين التى أنشأها اﻹنجليز لوقف المد العربي القومي التقدمي ، وﻷنها تتحرك بريموت حكام دوحة الصهاينه اليهود وقرارات سلطان أنقره التركي العثماني الواهم المغرور العدو اللدود لدول محور المقاومه الخادم لكيان دولة اﻹحتلال والعضو الفعال في الحلف اﻷطلسي العدائي للأمة العربيه . لقد طعنت هذه الحركه التي تستخدم المقاومه للوصول إلى مآربها ومصالحها سوريا الصمود والمقاومه التي دفعت ثمنا باهظا بسبب تسليحها وحمايتها ورعايتها وتسويقها . كما يجب إبعاد الزعامات الكرتونيه الصوريه التي تظهر فقط وفجأة عندما تتواجد وسائل اﻹعلام المرئيه لنقل الحدث وكشف مصادر اﻷموال التي في حوزتها . لنخرج من عهد التقليد وندخل عهد التجديد . علينا الوقوف بحزم أمام المؤامرة الخليجيه الصهيوأمريكيه التركيه التي يقودها محمد الدحلان رمز من رموز الفساد واﻹفساد الذي تحالف وانضم إلى اﻹرهابيين الذين يحملون الجنسية السوريه لا الهويه القابعين في الرياض وإستنبول ودوحة الصهاينه وباريس ولندن وتل أبيب .
يجب الملاحقة والبحث عن المليارات من اﻷموال الممنوحه للشعب الفلسطيني التي كانت في حوزة خالد سلام ومجموعة من المتاجرين الخونه .
هناك سباق بين صقور الصهاينة اليهود لتصعيد العدوان والتعنت والتشديد وتجذير اﻹحتلال وبناء المستوطنات وإستقدام المستوطنين ، يجب أن نقابله بالبسالة الفلسطينية المستميته ولن يتم ذلك إلا بالوحدة الوطنيه الصادقه لشعبنا المناضل في الوطن المحتل وفي مخيمات أرادوا لها أن تكون للذل والهوان فتحولت الى مصنع للرجال والبطولات في الشتات والى نسيان الذات وتوحيد البندقيه والتنسيق التام مع دول محور المقاومه .
لا صلح ولا إعتراف ولا مفاوضات .