وفاة الأخ عبد الكريم مخلوف – أبو غسان – نضال حمد
في شهر كانون الثاني 2008 وفي أجواء مثلجة وقاسية وشديدة البرودة تعرفت على الأخ الراحل عبد الكريم مخلوف – أبو غسان- وعلى إخوة فلسطينيين آخرين في العاصمة الرومانية بوخارست. في ذلك اليوم فاجأتني الثلوج التي كانت تغطي المدينة وشوارعها وأبنيتها وكل شيء فيها. مع أنني وصلت إليها قادماً من العاصمة النرويجية أوسلو، الشهيرة بالثلوج والبرد وربما صارت تشتهر أيضاً منذ سنة 1993 بجهل وهبل المفاوض الفلسطيني مقابل دهاء وحنكة المفاوض الصهيوني.
في بوخارست مع رفاق وإخوة آخرين وصلوا إلى هناك قادمين من مدن وعواصم وبلدان أوروبية مختلفة، إلتقينا لعقد الاجتماع الدوري للأمانة العامة التي انبثقت عن مؤتمر برشلونة 2007، للجاليات والفعاليات والمؤسسات والشخصيات الفلسطينية في الشتات – أوروبا.
خلال زيارتنا تلك أقامت رابطة الفلسطينيين في رومانيا حفلاً فلسطنيا كبيراً بحضور جماهيري كبير من الرومان والفلسطينيين، وتميز خلاله حضور ومشاركة العائلات والأطفال والشبيبة. هذا بالإضافة لوفد الأمانة العامة للاتحاد. أقيمت الأمسية الفلسطينية في مكان ما ببوخارست لم أعد أذكر اسمه. أتذكر فرقة شعبية رومانية من الصغار والكبار قدمت معزوفات وعدة أغاني صفقت لها كما الحضور طويلا.
أما رابطة الفلسطينيين في رومانيا فقد أتحفت الحضور بزهراتها اللواتي دبكن لفلسطين وأنشدن للأرض والوطن. فأنسجمنا أنا وصديقي الدكتور رمزي أبو عياش ورفيقنا أبو ربيع مع أغاني الفنانين الفلسطينيين زيد وصالح القادمان من هولندا وألمانيا. حتى أن الأخوين أبو الفهد القادم من اليونان وفؤاد الأسدي القادم من برشلونة برفقة الدكتور على الأسدي من بوخارست شاركا في الدبكة الشعبية الفلسطينية.
كما شارك في الحفل أيضاً سياسيون رومان وبعض السفراء العرب المعتمدين في بوخارست. لكن لفت الأنظار غياب ممثل السلطة الفلسطينية في رومانيا عن الحفل. وفي هذا الخصوص أقول رب ضارة نافعة. في حين أننا قبل الحفل قمنا أنا (النرويج) والأخ أبو الفهد (اليونان) والدكتور المرحوم جورج نقولا (النمسا) بجولة في العاصمة المتجمدة زرنا خلالها قصر الرئيس الروماني الراحل تشاوشيسكو. كما أذكر أننا تناولنا الطعام في مطعم لشخص فلسطيني من مدينة جنين المحتلة.
يومها استضافت رابطة الفلسطينيين في رومانيا اجتماع الأمانة العامة للجاليات والفعاليات الفلسطينية في الشتات – أوروبا، حيث عقدت اجتماعاتها على مدار يومين كاملين. كما إلتقت الأمانة العامة بأعضاء الرابطة ومع بعض الوجهاء الفلسطينيين في رومانيا مع حفظ الألقاب والأسماء. حيث لبت دعواتهم التي دلّت على تمسكهم بالعادات والتقاليد الفلسطينية العربية الأصيلة.
كان يومها ضمن الحضور الأخ عبد الكريم مخلوف – أبو غسان، الذي ترك انطباعاً طيباً عند الجميع ولدي بما كان يملك من رصيد لا ينضب من النكات الجميلة، ومنها النكات الفلاحية والشعبية الفلسطينية. وقد أضفت نكاته وأحاديثه جواً مرحاً وفكاهياً بين الحاضرين، فأمسى نجم تلك الأمسية الطويلة والجميلة. أحببت الاستماع الى أحاديثه ونكاته وهو يقدمها بلهجته الفلسطينية الضفاوية، وإلى كل نكتة جديدة كان يطلقها في تلك الليلة، التي جمعتنا على مائدة العشاء في فندق ربما إسمه فندق فينيسيا. شارك في اللقاء اخوة عديدين من رومانيا بالإضافة لوفد الأمانة العامة القادم من المانيا واسبانيا واليونان والسويد والنرويج وهولندا والنمسا… الخ. ربما أن نكات المرحوم أبو غسان مخلوف كانت أجمل ما عشناه تلك الليلة تعلى العشاء وبعد نقاشات وأحاديث سياسية فلسطينية عادة ما تكون مسببة لصداع في الرأس.
أمس الجمعة الموافق 25-02-2022 وبالصدفة في الفيسبوك ومن خلال بروفيل الصديق والرفيق عمر منصور في الضفة الغربية المحتلة، علمت بوفاة الصديق عبد الكريم مخلوف في رومانيا ولا أدري لغاية الآن ما هو سبب الوفاة. لكن من خلال النعي علمت أن المرحوم أيضا كان صديقاً لصديقي عمر وأنا كما رفيقي عمر لم أكن أعرف ذلك. رحم الله أبو غسان الأنسان الفلسطيني الطيب.
نضال حمد
26-02-2022
مصدر الصور الخاصة بموقع الصفصاف القديم هنا على الرابط :