وفاة الأسير المحرر حسن مسالمة في مستشفى بمدينة رام الله المحتلة
عاني هذا البطل معاناة كبيرة مع السجن والسجان والحقد الصهيوني ومع سرطان الدم الذي أخذ ينهش بجسده ببطء. ورغم كل المصائب التي حلت عليه بقي صابراً وصامداً ومناضلاً متسلحاً بالايمان بالنصر والتحرير والعودة والحرية.
البطل مسالمة دخل سجون الاحتلال الاستعماري الصهيونية الهمجي منذ أن عتقل من قبل الجيش “الاسرائيلي” عام 2002. في وقت سابق من العام الفائت كنت كتبت باللغة البولندية تعريفاً عن حالة الأسير مسالمة ومعاناته مع السجن والمرض القاتلين..
عقب اعتقاله سنة 2002 صدر بحقه حكماً بالسجن لمدة عشرين عاما أمضى منها هذا البطل الأنموذج نحو تسعة عشر عاماً في السجون والزنازين وأقبية التعذيب خلف القضبان. في تلك المرحلة من الحياة بلا حرية وفي السجون وبظروف صعبة وقاسية وغير انسانية، أصيب خلالها الأسير البطل مسالمة بسرطان الدم. ليبدأ معاناة ونضال من نوع جديد ضد المرض اللعين والفتاك وضد المرض الأساسي ألا وهو الاحتلال الصهيوني.
تتعمد ادارات السجون الصهيونية اهمال الأسرى وعدم معالجتهم وتركهم ليموتوا ببطء. فبسبب سياسة الإهمال الممنهجة، التي تتبعها مصلحة السجون فيما يسمى “اسرائيل” مع الأسرى الفلسطينيين، مات عدداً منهم بسبب المرض والإهمال. تلك سياسة متعمدة ومعتمدة تؤدي لقتل أبطالنا الأسرى وأخواتنا الاسيرات ببطء. في ظل صمت عالمي ودولي وتجاهل للارهاب الصهيوني وخرقه لكل الشرائع والأعراف والقوانين الدولية والربانية والانسانية.
عندما أصبحت حالة الأسير مسالمة في خطر شديد وربما أيقن الصهاينة أنه أصبح حالة صحية ميؤوس منها وبعدما تدهور وضعه الصحي وأصبح في حالة الخطر الشديد وعلى أعتاب الموت. قاموا بنقله من السجن الى المستشفى قبل أشهر. لكنه للأسف لم يستطع مواصلة المواجهة مع العضال اللعين حتى الشفاء، ففي هذا اليوم فارق الحياة تاركاً خلفه سيرة مقاتل فلسطيني بطل قدم كل حياته لأجل تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني.
له المجد والخلود وعلينا الوفاء والعمل بكل قوة لتحرير الأسرى وتحرير فلسطين كل فلسطين.
نضال حمد
23-09-2021