وفاة الدكتور الجليل أحمد عبدالعال في وارسو…
المصريون والعرب فقدوا اليوم قامة عروبية كبيرة
بقلم نضال حمد
قرأت قبل قليل خبراً ونعياً في الفيسبوك في بروفيل الصديق عمر فارس، منقول عن بروفيل الأخ علي عزالدين، نشرته الجالية المصرية في بولندا، نعت فيه البروفيسور الجليل أحمد عبد العال، أحد اقدم العرب الذين وطأت أقدامهم بولندا في زمن الدولة الاشتراكية والنظام الشيوعي الحاكم. ربما وصل إليها في ستينيات القرن الفائت طالباً جامعياً، انتهى به المطاف للاستقرار فيها حتى وفاته هذا اليوم السابع من أيار- مايو 2023 في وارسو.
جاء في خبر النعي المقتضب:
“انتقل الى رحمة الله تعالى اليوم البروفيسور أحمد عبدالعال أفضل أبناء الجالية المصرية في بولندا وأحد أهم أعمدتها فالرجاء الدعاء له بالرحمة والمغفرة و خالص العزاء للأسرة.”.
خسارة كبيرة هذا الشيخ الجليل فقد عرفته إنساناً متواضعاً، طيباً ومثقفاً موسوعياً وموضوعياً والأهم عروبياً…
كما أنه من أوائل المثقفين والعروبيين الذين تعرفت عليهم في وارسو سنة 1984. وكنت يومها في سن العشرين عاماً شاباً ثورياً في بداية تكوينه الثوري والفدائي، حملت عصا ترحالي وجراحي لأجد نفسي في مشفى قرب العاصمة وارسو، حيث أجريت لي عمليتين جراحيتين في يدي وساقي المصابتان بجراح على أبواب مخيم صبرا وشاتيلا في أيلول – سبتمبر 1982، اثناء محاولتنا التصدي لدبابات العدو المتموضعة حول مخيمي صبرا وشاتيلا. أذكر أنه يومها كانت معنا رفيقة عربية مصرية قاتلت وصمدت وصبرت واستطاعت الانسحاب بعد احتلال بيروت من قبل جيش الارهابي شارون، الذي كان دفن في صحراء سيناء الأسرى من الجنود المصريين وهم أحياء.
رحب بي الدكتور عبد العال خير ترحيب ولاقاني ككل عربي عروبي كان في ذلك الوقت يتوق للقاء المناضلين والفدائيين الخارجين من بيروت، ومنهم من خرج على عكازتين أو عربة متحركة تاركاً خلفه بيروت، ميناء الثورة المستمرة. لاقاني الرجل بما يليق بالشهامة المصرية، فكان أخاً ومضيافاً ومحدثاً ومثوراً عروبياً سأذكره بالخير طوال حياتي.
كما كان البروفيسور أحمد عبد العال رجلاً بجحافل.. مكتبة عربية علمية ثقافية قومية ثابتة في بدايات وصولنا الى وارسو وبولندا. تردد عليها الطلبة العرب وترددت عليها أكثر من مرة حيث استعرت منها ما تيسر من كتب ومراجع، ثم أعدتها للمكتبة بعد الانتهاء من قراءتها.
رحم الله البروفيسور أحمد عبد العال، ختيار العرب والمصريين في بولندا فقد كان مكتبتنا العربية في وارسو… كان كذلك في زمن لم يكن فيه في بولندا كتباً عربية سوى في مكتبته المتواضعة التي أقامها بحهد شخصي ومن ماله الخاص، واعتنى بها طوال سنوات ما عرف بالحرب الباردة.
لم ألتقِ به ولم أعد أعرف عنه اي شيء منذ ما قبل إنهيار معسكر الدول الاشتراكية وسقوط حلف وارسو وتبدل النظام في بولندا. لكنني أشهد للتاريخ بأنه في ذلك الوقت كان من الرجال الشجعان، العروبيين المستنيرين وكان إنساناً ذو علم ومعرفة وثقافة وانتماء، رحمه الله.
نضال حمد
في السابع من أيار – مايو 2023