وفاة عبد الرؤوف المحتسب أيقونة فلسطين التي لا تقدر بثمن – نضال حمد
الرجل الذي رفض أن يصبح مليونيراً على حساب الخليل والمسجد الابراهيمي وفلسطين.
عبد الرؤوف المحتسب الذي نحتسبه عند الله شهيداً، فهو شهيد الحفاظ على أرض فلسطين من دنس المحتلين والمستوطنين.
توفي هذا اليوم الأربعاء الموافق ٢١-١٢-٢٠٢٢ نتيجة أزمة قلبية في الخليل. حيث عاش مرابطاً، مناضلاً، رافضاً ومتحدياً للمستوطنين وجيش الاحتلال على مر عشرات السنين.
هذا الرجل الفلسطيني الذي عاش للأسف فقط ٦١ عاماً، قضاها صامداً في منزله ومتجره رافضاً بيعهما لليهود الأمريكيين المستوطنين مقابل مبالغ خيالية وصلت الى ١٠٠ مليون دولار. قصته قرأناها وشاهدناها في وسائل الاعلام المرئية والفضائيات وفي مواقع التواصل الاجتماعي حيث انتشرت كما النار في الهشيم.
عبد الرؤوف المحتسب كان صاحب منزل ومتجر بالقرب من الحرم الابراهيمي في الخليل – هذا الحرم – الذي تخلت عنه سلطة أوسلو ووافقت على تقاسمه مع المستوطنين اليهود المحتلين في واحدة من أكبر جرائم قادة مدرسة الأوسلة في فلسطين.
رغم أن عبد الرؤوف المحتسب في حياته تعرض لمضايقات كثيرة ولأغراءات مادية ومالية تلين لها قوى ودول إلا أنه ثبت ورفض بيع أي متر أرض للمستوطنين والمحتلين ولو مقابل ملايين الدولارات.
بدأ الصهاينة محاولاتهم معه عبر عرض أول ب 6 ملايين دولار ثم رفعوا العرض الى 40 مليون دولار، وأمام أصرار المحتسب على رفض اغراءاتهم قدموا له عرضاً خيالياً بقيمة 100 مليون دولار ولكنه رفض كل عروضهم واغراءاتهم… وقال لهم أرض فلسطين وشعبها ليسا للبيع ولو دفعتم كل مال الدنيا.
هذا الرجل كان واحداً من ممثلي شعبنا الشرعيين والوحيدين، من الفلسطينيين بحجم وكن وأمة، وأمثاله كثرٌ وكثيرات في فلسطين المحتلة وبين الفلسطينيين، من أم ناصر حميد وأبو باسل الأعرج وابو الشهيدان رعد وشقيقه في مخيم جنين الى أمهات الشهداء في الضفة وغزة والشتات، الى وليد دقة وماصر ابو حميد وآلاف غيرهم، الى عبد الرؤوف المحتسب وكل أمثاله ومثيلاته من الذين واللواتي نحتسبهم ونحتسبهن ممثلين شرعيين وممثلات شرعيات لشعب فلسطين. فلا شرعية شعبية فلسطينية لأحد غيرهم وغيرهن.
لا يجب أن نفكر أو نعتقد بأن أولاد المرحوم وورثته قد يفرطون بإرث والدهم العظيم. اعتقد أنهم سوف يحافظون على إرثه المشرف وموقفه المثالي، وسوف يسيرون على نهجه ويرفضون أية اغراءات جديدة من قبل أعداء الأرض والإنسان.
المجد والخلود والرحمة للفقيد عبد الرؤوف المحتسب وعلينا الاستفادة من تجربته والوفاء لوقفة عزه المشرفة التي تصلح أن تدرس في كل مدارسنا وكلياتنا وجامعاتنا ومساجدنا وكنائسنا الفلسطينية والعربية.
نضال حمد
٢١-١٢-٢٠٢٢