وفد عالمي تضامني يزور “عامل” في الذكرى الـ40 لمجزرة صبرا وشاتيلا
مهنا يعلن عن اطلاق مركز تضامني – توثيقي لمجزرة صبرا وشاتيلا بالتعاون مع “بيت أطفال الصمود” و”لجنة كي لا ننسى صبرا وشاتيلا”
“عند كل جريمة تاريخية، يراهن السفاحون على وهن الذاكرة، ومرتكبي مذبحة العصر في صبرا وشاتيلا ظنوا كغيرهم، أننا سننسى من هول الصدمة، وحجم الرعب الذي شهدناه بأم العين، مجزرة صبرا وشاتيلا، وسنسقط حقنا وحق الإنسانية كله بتحقيق العدالة، ولكننا هنا اليوم على بعد أربعين عام من 16 أيلول 1982، نجتمع سوياً من كل أنحاء العالم في جنوب لبنان المحرر من الصهاينة، نتذكر سوياً صبرا وشاتيلا، نناضل من أجل الحق، ونعلن أن مركزاً توثيقياً تضامنياً سينطلق مع حلول الذكرى ليكون شاهداً على الجريمة وكلمة حق في وجه عالم جائر”.
بهذه الكلمات استقبل د. كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية وبحضور السيد قاسم عينا منسق نشاطات “لجنة “كي لا ننسى صبرا وشاتيلا وحق العودة” في لبنان ورئيس جمعية أطفال الصمود، والدكتور عمر نشابة وعقيلته والدكتور رضا اسماعيل والحاج عطالله حمود، وأعضاء الهيئة الإدارية في “عامل” د. ابراهيم بيضون وفريجيني لوفيفر ود. زينة مهنا، وفد التضامن العالمي الذي يزور لبنان لإحياء الذكرى الـ40 لمجزرة صبرا وشاتيلا بعد انقطاع عامين بسبب تفشي جائحة كوفيد19، وقد كانت اللجنة قد منحت الدكتور كامل مهنا جائزة ستيفانو تشياريني تكريماً لنضالاته المستمرة من أجل العدالة لضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا ولكل أبناء الشعب الفلسطيني عام 2021 في العاصمة الإيطالية روما.
ولفت مهنا إلى أن مؤسسة عامل الدولية التي كانت من أول الواصلين لضحايا المجزرة المروعة، التي حدثت في عام الاجتياح الصهيوني الثاني، العام الفعلي لانطلاقة “عامل” (الهيئة الوطنية للعمل الشعبي)، هي المؤسسة التي ولدت من رحم المعاناة رداً على محاولات كسر لبنان وتجريده من كرامته وصموده، وكان عملها الإنساني المتعالي عن كل الانقسامات، جزءاً من الرد الشعبي والاستجابة لآثار وتداعيات الاعتداءات الصهيونية المتكررة، مؤكداً أن “عامل” كانت وستبقى في صلب المقاومة ضد العدو الصهيوني وكل أشكال الظلم في العالم بالفعل لا بالأقوال وحسب.
وعن المركز التوثيقي التضامني لمجزرة صبرا وشاتيلا، أشار مهنا إلى أن المركز سينطلق في الـ16 من أيلول بالتزامن مع حلول الذكرى الأربعين للمجزرة، بالتعاون مع بيت أطفال الصمود ولجنة “كي لا ننسى صبرا وشاتيلا وحق العودة”، ودوره هو جمع وتوثيق شهادات وذكريات الناجين وأبنائهم وحماية آثار الضحايا وبقايا أشيائهم التي أصبحت موجودة داخل مركز “عامل” الصحي – التنموي في حارة حريك حيث أقيم معرض مجزرة صبرا وشاتيلا الدائم، والتعاون مع الجهات الحقوقية المحلية والعالمية، إضافة إلى تدريب الشباب على مختلف وسائل مناصرة القضايا الإنسانية والنضال الحقوقي وتدريب النساء على انتاج الحرف اليدوية الفلسطينية وخصوصاً التطريز الفلسطيني، صوناً للتراث الذي يتعرض للسرقة الممنهجة من قبل الاحتلال، لتكون قضية العدالة لضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا في مقدمة القضايا التي تنتصر فيها الإنسانية على الظلم وعلى التعتيم الذي يمارس بحق الكثير من الجرائم والارتكابات التي ترتكب بشكل يومي في بلادنا تحت غطاء دولي.
كما أكد مهنا أن مؤسسة عامل لم تكتف يوماً بالتضامن المعنوي مع القضية الفلسطينية بل تعمل على دعم مستدام وفعّال، ويأتي اطلاق المركز التضامني بهذا الإطار، وكانت قد ساهمت مؤخراً في مبادرة على مستوى لبنان بالتعاون مع دار نلسن جمع من خلالها أكثر من 100 ألف كتاب ليتم ايصالها إلى قطاع غزة، الذي شهد عدواناً استهدف الحجر والبشر والثقافة وتدمير العديد من المكتبات، داعياً كل مناصري القضية الفلسطينية في العالم للتضامن الفعلي من خلال اتخاذ اجراءات فعالة، ومن بينها التعاون مع “عامل” لاقامة سلسلة معارض تضامنية لمجزرة صبرا وشاتيلا في أوروبا وحول العالم لتكون أداة للضغط على الرأي العام الدولي والدفاع عن عدالة القضية ومشروعية النضال من أجل تحرير فلسطين وكل أرض محتلة.
وأشار إلى أن “عامل” وبالتعاون مع “بيت أطفال الصمود” ستوفر مجموعة من آثار الشهداء (ملابس وأغراض شخصية) ليتم عرضها حول العالم، قائلاً: “من خلال إقامة المعارض والمراكز التضامنية، ننتصر على وهن الذاكرة والزمن، ونقض مضاجع الظلام عبر تعريف الجيل الجديد بالحقائق والوقائع وحشد التأييد للنضال الفلسطيني في كل المستويات”.
وختم بالقول: “إن مؤسسة عامل الدولية والتي تقود المقاومة الإنسانية في العالم، تعتبر أن العمل الإنساني لا يمكن أن يكون فعالاً من دون التزامه بقضايا الشعوب المحقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إلى جانب ضرورة رفض ازدواجية المعايير بين الشرق والغرب والنضال من أجل توزيع عادل للثروات وإقامة دولة العدالة الاجتماعية، وإن عامل التي تناضل من أجل صون كرامة الإنسان منذ خمسة عقود، مستمرة في بذل رسالتها التغييرية عبر 30 مركزاً و6 عيادات نقالة ووحدتي تعليم نقالتين ووحدة رعاية لأطفال الشوارع بقيادة 1400 عامل من جيل الشباب والشابات وذوي الخبرة المؤيدين بالمعرفة والأدوات وطبعاً الالتزام الأخلاقي والإنساني.
من جهته، أشاد الدكتور قاسم عينا بجهود مؤسسة عامل ونضالاتها الإنسانية والاجتماعية في كل المجالات تحت قيادة المناضل الدكتور كامل مهنا الذي جعل من حياته قرباناً في سبيل الدفاع عن قضايا الشعوب العادلة وفي مقدمتهم القضية الفلسطينية.
استهلت الجولة في زيارة لمعتقل الخيام، ومن ثم إلى مركز عامل التنموي – الصحي في بلدة الخيام الحدودية مع فلسطين المحتلة، والذي يخدم أبناء المنطقة من مواطنين ونازحين منذ أكثر من 40 عاماً في عدة مجالات، أبرزها الرعاية الصحية الأولية، مشروع رعاية المسنين، حماية الأطفال والتدريب المهني للشباب والنساء، حيث جال المتضامنون في أرجائه واطلعوا على أحوال المستفيدين وأقسامه والبرامج التي يعمل من خلالها.
المحطة الثانية كانت عند مخيم للنازحين السوريين الذي يضم حوالي 1500 نازحاً، اذ تفقد الوفد أحوالهم واطلعوا على نشاطات العيادة المتنقلة التي تقدم الرعاية والبرامج المتخصصة للنازحين، إضافة إلى باص التعليم الجوال الذي يساهم في ايصال الحق بالتعليم للأطفال السوريين في المخيمات المهمشة وغير القادرين على الالتحاق بأي مؤسسة تعليمية أخرى.
وقد اختتمت الجولة بغداء على نهر الحاصباني، حيث كانت كلمة شكر للدكتور مهنا خص فيها المناضل قاسم عينا لجهوده في إحياء القضية الفلسطينية على صعيد عالمي ومحلي، وحيّا الوفد المشارك على التزامهم الإنساني وشجاعتهم لدعم هذه القضية العادلة، وعلى أهمية دورهم في المحافظة عليها وايصال الصوت الفلسطيني لكل أنحاء العالم.
جدير بالذكر أن الوفود المشاركة والتي تتألف من 60 ناشطاً ستشارك بعدة أنشطة في مخيم صبرا وشاتيلا ومن ضمنها المسيرة التضامنية التي تنظمها بيت أطفال الصمود في 16 أيلول بمناسبة الذكرى، إضافة إلى زيارة لمركز “عامل” الصحي التنموي في حارة حريك للمشاركة في افتتاح المعرض التضامني الدائم لذكرى المجزرة، يليها جولة على المنظمات الأهلية الفلسطينية وحضور عدة مناسبات ثقافية للاضاءة على المجزرة والقضية بشكل عام.