وقفة مع البدايات
بقلم نضال حمد
في البدء وقفنا نبكي على أحبة
بحثوا عن الحياة في بقايا الصمت …
في البدء كنا صغارا
كنا نجوب المخيم حارة حارة …
كنا نلف الجبل مغارة مغارة..
كنا نبحث عن الصوت
صوت أجدادنا
في صمت الموت
فلا نجد سوى الصدى
صدى كلماتنا المتعبة…
كنا طلاب هوية وأصحاب قضية
لم نفهم منها إلا فلسطين
وما رواه كبار السن
عن وطن أضاعته الخيانة
فغدا الأهل لاجئين
وولدنا نحن الأطفال لاجئين بلا وطن
هكذا قبل أن نولد وقبل أن نرى النور كانت الدنيا سوداء قاتمة ومظلمة..
كنا أطفالا وكان المخيم ملكوت دنيانا ومدرسة للحنين ولحب فلسطين..
هناك تعلمنا الحب صغارا وتعلمنا المبادئ
هناك عَجَنا الفقر المسلح بالخبزِ الحافي
وهناك تآخينا مع الأخامصِ والمنافي
فغدت المدرسة كلية مبادئ وهندسة
علمتنا الكيمياء والتكتيك
درستنا الفلسفة وحرب الشعب والديالكتيك
ثم تخرجنا وخرجنا الى الجبال
نبحث عن طريق الخلاص
لوطن لم نره لكننا نحياه…
سبعة وثلاثون سنة ولم تشرق الشمس!!..
لم يلسع اللهب وجه الحقيقة..
لم تحرقها النار
بقيت على الألسن عقدة ذنب تلازم الشقيق والشقيقة
سبعة وثلاثون سنة وأنا أبحث عن دار أمي وأبي
المفتاح بيد وبالأخرى عصاً تلازمني كما صبرا وشاتيلا
سبعة وثلاثون سنة وفلسطين لازالت سبيّة
بين نجمة داوود وكوفية من باعوا القضيّة
01-12-2000
بقلم : نضال حمد