الأرشيفالجاليات والشتات

١٠٨أيام طلابية لأجل فلسطين في كراكوف البولندية

نضال حمد:

تشرفت يوم أمس السبت الموافق السابع من أيلول سبتمبر ٢٠٢٤ بالتحدث أمام الطلبة والطالبات البولنديين والبولنديات الذين يواصلون لليوم ال 108، احتلال قسم من أقسام جامعة ياغيلونيان البولندية الشهيرة في مدينة كراكوف.

حرص الطلبة على التمسك بمطالبهم المعروفة وهي إدانة الابادة في غزة ووقف وقطع التعاون مع الجامعات “الاسرائيلية” ودعم حقوق شعب فلسطين في الاستقلال والحرية.

أما ادارة الجامعة والتي هي كما إدارات جامعات بولند أخرى، مرتهنة للصهاينة وللأمريكان وتأثيرهم فيها وعلى إداراتها وموظفيها وعمداءها ورؤساءها… تحرص الادارة بقوة على رفض مطااب الطلبة وعلى مواصلة علاقاتها مع  الجامعات “الاسرائيلية”، تلك التي أقيمت على بيوت وأراضي وممتلكات وجماجم وعظام الضحايا الفلسطينيين منذ سنة ١٩٤٨، والفلسطينيون لمن لا يعرف هم أصحاب الأرض الأصليين.

بعد تحية الطلبة والشرح عن أهمية تحركهم واضرابهم واحتلالهم للجامعة وتاثيره على طلبة آخرين وجامعات وكليات ومعاهد أخرى، وارتباطه بتحركات الطلبة في العالم الغربي وأينما كان. شكرتهم على ما يفعلونه لأجل فلسطين وأكدت على أن إختيارهم لهذا المكان كان موفقاً جداً لأنه مكان هام ويمر فيه يومياً آلاف الناس بولنديين وسياح أجانب. فشارع غرودزكا من أهم الشوارع الرئيسية في قلب “رينيك” أي المدينة القديمة.. وهو الشارع المؤدي الى قلعة فافل والى الحي اليهودي القريب منها. وهو شارع سياحي أساسي في كراكوف.

اليافطات والأعلام والشعارات والصور والملصقات والخيام تلفت نظر كل من يمر من هناك. آلاف الناس مروا وتحدثوا عن فلسطين والابادة وآلاف أخرى سوف يمرون ويتحدثون يومياً وهم من كل الجنسيات.

شخصياً مررت كثيراً من هناك وجلست طويلاً مع الطلبة خلال زياراتي ووجودي في كراكوف وبعيداً عن مدينتي الأوروبية أوسلو. كنت اتحدث ايضا مع المارة، فاكتشفت خلال الاحاديث بأن غالبيتهم مع فلسطين وأقلية منهم تدافع عن الاحتلال والصهاينة والأمريكان.

يوم أمس جاءني شاب فلسطيني وسلم علي وسألني إن كنت اتذكر أين التقينا وأكثر من مرة. احترت فعلاً فوجهه مألوف جدا بالنسبة لي .. أجبته التقينا في التظاهرات.. قال لي لا بل في النرويج .. ليتبين لي أنه فلسطيني نرويجي جاء من هناك في مهمة عمل بكراكوف .. عندما تأملت وجهه عرفت انه ابن الأخ فؤاد تمراز في النرويج. وعرفني على نفسه سامر تمراز .. قلت لهة خلص تذكرتك وسامر هو المسؤول عن احضار الفرق الفلسطينية للمشاركة في كأس النرويج كل عام. وكانت برفقته سيدة نرويجية من نقابات العمال، تحدثنا قليلاً بالنرويجية طبعا قبل بدء ندوتي. وللصدفة كنت قبل ايام في أوسلو خلال تسكعي مع أحد الأصدقاء أمام البرلمان النرويجي سألت عن والده وعن كأس النرويج لكرة القدم والفرق الفلسطينية التي شاركت هذا العام.

قلت للطلبة ودائما كنت أقول لهم هذا الكلام

إن انتفاضتهم ليست معزولة عن العالم وليست وحيدة بل هي مرتبطة بالتحركات العالمية والتحركات داخل بولندا وكراكوف لأجل فلسطين. وهي تعد من أفضل النشا طات الدائمة والمستمرة على مدار الساعة.

كما هناك أيضا أقرانهم في جامعتي وارسو وفروتسلاف في أن هناك محاولات أخرى لاحتلال جامعات والقيام بتحركات في مدن أخرى مثل غدانسك وبوزنان وودج ولوبلين. نتمنى لهم النجاح والتوفيق.

في كلمتي تحدث عن ضرورة التكاتف والتضامن والوحدة والصمود والصبر والايمان بالنجاح والنصر بين الطلبة والطالبات. وتكلمت عن عميد جامعة وارسو وهو صهيوني كنت السبت 7 ايلول ٢٠٢٤ خصصت عنه مقالة كاملة. فهو استدعى الشرطة وطرد الطلبة من جامعة وارسو ورفع ضدهم قضية في المحكمة ولا يتوانى عن تأكيد صهيونيته في كل تصريح يطلقه حول الطلبة والجامعة وفلسطين والاحتلال وآخرها تصريحاته لاسبوعية “ف بروست” البولندية.

أحد الطلبة سألني عن رأيي بما نشره الأخ الدكتور أحمد الصفطاوي عن عميد الجامعة وأنه يريد منح الفلسطينيين ٤٠ منحة دراسية مقابل صمتهم وتخليهم عن اعتصام الطلبة في جامعة وارسو. وأضاف الطالب الذي عرفته قبل اشهر في نشاط طلابي وتضامني في وارسو أنه بغض النظر عن موقف السفارة الفلسطينيية والفلسطينيين في بولندا هم أي الطلبة مستمرون في اضرابهم ومطالبهم. وقال لي أن الدكتور الصفطاوي رفض ذلك الأمر وطالب السفارة برفضه. الطالب سألني ما هو رأيي بالموضوع.

قلت له أنني سبق وعبرت كتابة عنه يوم لقاء السفارة بعميد جامعة وارسو وأعيد وأكرر أن عميد جامعة وارسو شخص صهيوني ومعادي لفلسطين ويجب مقاطعته وعدم التعامل معه تحت أي ظرف كان. كما يجب بكل تأكيد رفض رشوته هذه وعدم التعاطي معها بأي شكل من الأشكال.

8 أيلول – سبتمبر 2024