تركيا استعمار استيطاني إسلامي!…فهل تعلم أنك عميلها؟- عادل سمارة
تركيا استعمار استيطاني إسلامي!…فهل تعلم أنك عميلها؟
لا تجزع ولا تنفعل ولا تنتفخ أوداجك، ولست مرغماً على الرد.
إستعمر الترك وطننا 400 سنة باسم الإسلام ونهبوا ثرواته وترفهوا في القصور وبالقيان والقادين (اسماء بل درجات الجواري في قصور العثمانيين) ، واستوطنوا في أجزاء منه بعد انهيار امبراطوريتهم التي اسموها عثمانية وليس إسلامية. أما اليوم فيلصقون الإسلام بمشروعهم الاستعماري الذي يستحمر الكثيرين! بل إن أية دولة باسم الدين هي قومية هدفها التوسع على حساب الوطن العربي خاصة مهما ثرثر عملاؤها من الفلسطينيين والعرب.
يستوطن الترك اليوم أجزاء من سوريا ويتفاوضون مع العدو الأمريكي على عدد الكيلومترات في سوريا ويطالبون بالموصل في العراق. فهل من فارق عن الكيان الصهيوني؟ يشاركهم في ذلك نقيضهم أي الكر-صهاينة. يلتقيان ضد العرب و في الاستيطان والعمالة لأمريكا والصهيونية، ويختلفان ما بينهما.
هذه الأسئلة لمن ينادون بالتبعية لتركيا التي تخدم قوميتها الطورانية التي لا تختلف عن النازية والصهيونية وتتغطى بالدين. أما وأنتم هكذا، إذن فلتتبعوا الكيان الصهيوني وتباركوا له فلسطين، لا فرق فكلاهما استعمار استيطاني وحليف للأخر وأدوات لأمريكا. ربما تقولوا ذات يوم، :”لا مشكلة فليبقى الصهاينة في فلسطين كما هم لأن الأديان تتآخى”، وسيدعمكم في هذا ماركسيون تصهينوا ولبراليون وما بعد حداثيين ومثليين…الخ.
فهؤلاء جميعا ايضا وقفوا ضد سوريا، وإن تبهنس بعضهم لاحقا بعامل الخزي.
من لا يلاحظ مدى الخراب البنيوي في فلسطين والوطن العربي؟ من لا يربط هذه الأمور ببعضها يتحول إلى عميل بلا رؤية حتى لو حمل السلاح من أجل فلسطين فهو لم يتردد في تحويله إلى بارودة صيد الذباب أو اعتقال الشرفاء. وهو لن يتردد أن يُديره إلى رأسك، فهل يمكن إقامة تحالف في الوطن العربي بين قوى تطالب بتحرير ما تحتله تركيا وقوى تبارك الاستعمار باسم الإسلام؟ وقوى تنادي بدولة مع المستوطنين في فلسطين!
هذه بالمناسبة مشكلة تكوين “تحالف تاريخي/كتلة تاريخية-غرامشي” في الوطن العربي. كان في السابق معاقاً بوجود قوى تتبنى سياسة الاتحاد السوفييتي في الوطن العربي وخاصة من الكيان الصهيوني ولا زالت تعترف بالكيان. واليوم التناقض مع نفس هذه القوى في هذا المستوى ومع اللبراليين المتغربنين وما بعد الحداثيين ومع قوى الدين السياسي. أما حكام الخليج، فهم آخر طبعات العدو ضد الذات، ولا أخطر.
كنعان
عادل سمارة