موضة حرق المصحف في دول الغرب – نضال حمد
موضة حرق المصحف في دول الغرب الدنمارك من جديد
منذ سنوات كثيرة وبمناسبة وفي أحيان أخرى بدون مناسبة يقوم متطرف ومتعصب عنصري ( صهيوصليبي) من جماعة (الاسلاموفوبيا) والعداء للمسلمين وللمهاجرين واللاجئين بحرق المصحف على مرأى من الجميع وتحميه الشرطة بحجة حرية الراي والتظاهر، التي تكفلها قوانين تلك البلاد. حرية الراي تلك تختفي ولا يسمح بها حين يتعلق الأمر بالمساس باليهودية أو بالدولة الصهيونية اللقيطة، وليدة الجرائم الأوروبية النازية والفاشية ضد يهود أوروبا بالذات.
منذ فترة شاهدت فيديو لشاب فلسطيني نرويجي يتصدى لأحد المعتصبين والمتطرفين المتصهينين النرويجيين وهو يحاول حرق القرآن، تصدى له الشاب وسط حشد من أنصاره وعدد كبير من رجال الشرطة.
يوم أمس أطلقت الشرطة الدانمركية في مدينة اوغوس النار على شاب فلسطيني حاول منع متطرف دنماركي من حرق المصحف امام مسجد للمسلمين في المدينة. أليس مجرد السماح له بحرق القرآن امام المسجد فيه استفزاز وتأجيج لمشاعر المسلمين؟ .. في هكذا حالات الدولة العاقلة والديمقراطية والعلمانية تجد حلولا عقلانية ( مثلا السماح بذلك في منطقة بعيدة عن المسجد تجنبا للصدام والعواقب)، لكن دولة الدنمارك وجدت الحل بالسماح للمتصهين الدنماركي بحرق القرآن أمام المسجد، وسمحت لشرطتها المدربة على ما يبدو في الكيان الصهيوني باطلاق الرصاص الحي على الفلسطيني الذي حاول منع احراق المصحف، فأصابته بجراح في كتفه وساقه.
للأسف القوانين الدانماركية والغربية تعتبر حرق القرآن ضمن حرية الرأي.
والشاب الفلسطيني نور ابن مخيم نهر البارد في لبنان واوغوس في الدنمارك يعرف ذلك. لكنه بالرغم من ذلك تصدى للعنصري .. على ما يبدو لم يحتمل رؤية العنصري الدنمركي وهو يحرق المصحف أمام المسجد.
في حادثة النرويج سابقاً الشرطة التي تطبق القانون اكتفت بإيقاف الشاب الفلسطيني ثم أطلقت سراحه، وربما يكون خضع لمحاسبة في المحكمة ومخالفة مالية وانتهى الأمر. بينما في الدنمارك حيث العنصرية متغلغلة في الأحزاب والبرلمان والحكومة والمؤسسات وربما في الشرطة كذلك.. الشرطة التي يجب ان تكون في خدمة الشعب لم تتوانى عن إطلاق الرصاص الحيّ على فرد من أفراد الشعب.. تدريب ( إسرائيلي)..
من المهم عند الحديث عن العنصريين والصهيوصليبيين المتشددين والمتعصبين والمتطرفين في أوروبا أن نتذكر أنهم ليسوا أكثرية ولا هم غالبية المجتمعات الأوروبية لكنهم أيضا ليسوا بالأعداد البسيطة. يستغل هؤلاء بذكاء القوانين الغربية المنفتحة على حرية الراي ليمارسوا عنصريتهم وعداءهم للمسلمين وللأجانب.
يجب ان نتذكر أن نفس هذه الدول التي تسمح بحرية الرأي والتعبير ومنها حرق المصحف هي نفسها التي سمحت وتسمح للمسلمين ببناء المساجد وتقدم ميزانيات سنوية مالية للمساجد وللمراكز الإسلامية عملا بقوانينها المحلية. كما ونفس هذا المجتمع كان يسمح للمسلمين عندما لم يكن لديهم مساجد باستخدام بعض الكنائس لإقامة الصلاة أو الشعائر الدينية او اية أنشطة تخصهم..
تذكروا أن ملايين المسلمين في الغرب يعيشون أيضا على نفقة بيت مال المشركين بعدما لاحقتهم وعذبتهم واضطهدتهم و طردتهم أو تخلت عنهم دولهم العربية والإسلامية.
لذا قبل أن تحكموا على الشيء الأول تذكروا الشيء الثاني فالمشهد دائما بوجهين واحد مظلم والآخر مضيء.
نضال حمد في 6-06-2020