حرق القرآن ليس حرية تعبير بل شكل من أشكال العنصرية والاسلاموفوبيا

تعقيب حول قيام عنصريين بحرق القرآن في السويد والنرويج والدنمارك

على هامش عادة حرق القرآن من قبل أشخاص عنصريين في اسكندنافيا والغرب .. بالمناسبة هم فئة قليلة جداً في مجتمعات تحترم التعدد الثقافي والديني والإثني.

الغرب أي دول الغرب عموماً هم أولياء أمر الصهاينة ومؤسسي “اسرائيل” وهم من يمدها بإكسير الحياة ويعملون كل ما يمكنهم لكي تبقى متفوقة بكل شيء على الفلسطينيين والعرب وحتى المسلمين. وهذا يعني أننا منذ 75 سنة ونحن نقاتلهم جميعا بشكل غير مباشر. ويعني أيضا أنهم جميعهم تقريباً أدوات للمشروع الصهيوني.

أما حرق القرآن في الأحياء الاسلامية بالسويد والنرويج والدنمارك فلا يوجد تفسير آخر  للأمر سوى انه يندرج تحت بند العداء والكراهية للاسلام ومحاولات اذلال المسلمين واهانتهم وتحقير كتابهم المقدس وكل ذلك عن سبق اصرار وتعمد وترصد.

 أنا شخصياً مع استخدام نفس أساليبهم القانونية في مواجهتهم وهي مواجهة ستستمر طويلاً وستكون معقدة وصعبة ولكنهم سيخسرونها لأنها تفضح زيف ديمقراطيتهم وعدالتهم وقوانينهم التمييزية.

إذ لا يمكن أن يأتي شخص ويحرق القرآن في حي اسلامي إلا لأنه يكره المسلمين يعني حرق القرآن شكل من أشكال العنصرية والكراهية والاسلاموفوبيا والعداء لفئة من المجتمع. يعني بحسب قوانينهم يوازي معاداة السامية التي فُصِلَت خصيصاً لليهود مع أنهم ليسوا بساميين.

 يعني أنه عمل غير قانوني ولا ينطبق عليه قانون حرية الرأي والتعبير. يعني علينا مواجهتهم في الانتخابات وصناديق الاقتراع والصحافة والمحاكم.

لكي نستطيع فعل ذلك على الجميع أن يتوحدوا تحت شعار معركة المصير المشترك والكرامة المشتركة ومعركة المساواة ورفض التمييز والعنصرية والاسلاموفوبيا.

حرق سيارة خارق القرآن أو سيارة الشرطة السويدية تعتبر فشة خلق.

وقال قائد الشرطة الوطنية السويدية أندرس ثورنبرغ صباح الجمعة في رد فعله على أحداث الخميس “نعيش في مجتمع ديمقراطي وتتمثل إحدى أبرز مهام الشرطة في ضمان أن يكون بإمكان الناس استخدام حقوقهم التي يكفلها الدستور بالظاهر والتعبير عن آرائهم”، وأضاف في بيان: “لا يحق للشرطة اختيار من يحظى بهذا الحق، لكن عليها دائماً التدخل في حال وقوع انتهاك”.

هذا كلام فارغ تتحمل مسؤوليته الأحزاب السياسية والبرلمان النرويجي والقائمين على الدستور والقوانين في السويد واسكندينافيا. لأنه لا يمكن ان يكون حرق القرآن في حي سكانه من المسلمين حرية تعبير، فعملية الحرق اعتداء على خلفية عنصرية وبسبب البغض والكراهية، وهذا ممنوع في الدستور السويدي والنرويجي والدنماركي والأوروبي والعربي بشكل عام. لماذا لم يسمح للعنصري راسموس بولدان باحراق القرآن في مكان غالبية سكانه سويديين مسيحيين أو من اليهود؟. فمجرد موافقة البلدية على مكان الحرق يعتبر برأيي مشاركة منها في الاعتداء على فئة من سكان البلدية.

على كل حال فإن حرق السيارات وأعمال العنف التي شهدتها السويد مؤخراً قد تفتح باب النقاش على مصراعيه في السويد وجاراتها. ولكنها بالتأكيد لن تكون هي الحل. فالأهم أن تعمل الجمعيات الاسلامية والمجتمع الاسلامي في السويد والنرويج والدنمارك على إجبار البرلمانات هناك على تغيير القانون الأحمق والعنصري. التغيير يكون عبر صناديق الاقتراع التي تأتي بالبرلمانيين.. وعبر المشاركة في الانتخابات بكل قوة فهي مؤثرة جداً في تلك الدول، كما وتهتم بها الأحزاب كثيراً. لكن على المسلمين أولاً أن ينضموا أنفسهم وأن يشاركوا بشكل منظم بالتصويت وفي الانتخابات.

نضال حمد

18-4-2022

• 

• 

• 

•