غــزة . . و ” الصـهـاينة الـفـلسطينيين ” . . !! – عــادل أبـو هــاشـم
وأخيرا كشف القناع عن الوجوه الحقيقية للأنقلابيين من أصحاب البرنامج التصفوي من بعض الرموز الأمنية المتعاونة مع العدو الصهيوني الذين ارتهنوا القضية الفلسطينية ، وامتطوا مسار النضال الفلسطيني طوال اثتي عشر عاما ، فصالوا وجالوا مستهترين بشعبنا ونضالاته ، وغيروا مساره من مقاومة وجهاد واستشهاد إلى شركة خاصة تحمي مراكزهم التي أوجدوها ، وامتيازاتهم التي سلبوها من قوت الشعب .!
فقد جاءت اعترافات نعيم أبو الفول المتهم بعملية تفجير حي الشجاعية بمدينة غزة لتكشف حقيقة ” الصهاينة الفلسطينيين ” من قادة التيار الإنقلابي في حركة ” فتح ” من التجار والمزاودين والدجالين الذين يعبثون بالوطن وشرف الوطن وكرامة الوطن ، والذين استباحوا الدم الفلسطيني خدمة للعدو الصهيوني . !
لقد أتقن قادة التيار الإنقلابي في حركة ” فتح ” صناعة الفتن وتدبير المؤامرات وتلفيق الأراجيف والأكاذيب الرخيصة وتزوير البيانات التي تعبر عن شخصياتهم وأخلاقهم ، فلا دين يردعهم ، ولا أخلاق تلجمهم ، ولا وطنية تحكمهم .!
بعد فوز حركة ” حماس ” بالأنتخابات في يناير 2006 م لجأ التيار الأنقلابي التصفوي في حركة ” فتح ” إلى الإعلان عن ذاته من خلال إسقاط البيت الفلسطيني من الداخل ، و ذلك بتصفية بندقية وثقافة المقاومة داخل فلسطين ، حيث بدأ خطواته من خلال توجيه الرصاص مباشرةً إلى صدر المجاهدين ، وإلى بندقية المقاومة التي تمثل خيار الشعب وفصائله وقواه الأسلامية و الوطنية الجهادية الحية .
في يناير 2007 م استأسد هذا التيار بعد خطاب ” معلمه ” الموتور في ملعب اليرموك في غزة و الذي أعلن فيه الحرب على الله و الشعب والوطن والمقدسات .؟.!!
لقد وصل الأمر بـ ” الصهاينة الفلسطينيين ” إلى أن يصبوا حقدهم على بيوت الله في سابقة خطيرة تظهر العقلية التي تسيطر على هؤلاء الفاسدين والزنادقة ، تارة بإطلاق النار على مسجد التقوى في بيت لاهيا، وأخرى يطلقون النار على مسجد التوبة في مخيم جباليا أثناء صلاة العصر، مما أوقع أضراراً مادية في المسجد .!
ثم توالت جرائمهم التي يندى لها الجبين والتي لم تتوقف عند انتهاك حرمة المساجد ، بل قاموا بقتل المصلين حيث أقدموا على إطلاق القذائف تجاه المصلين في مسجد الهداية في حي تل الإسلام في مدينة غزة أثناء تأديتهم صلاة العشاء ، واقتحام المسجد وإعدام إمام المسجد أمام مرأى المصلين وهو الشيخ الفاضل المجاهد زهير المنسي” أبو أنس ” أحد قيادات حركة حماس في مدينة غزة ورجل الاصلاح الذي استشهد وهو يقرأ القرآن داخل المسجد، لتصعد روحه إلى السماء شاكية إلى الله ظلم الفئة الباغية المجرمة التي لم تراع حرمة لبيوت الله ، أو تقيم وزنا لدين أو إنسانية أو وطنية أو أخلاق ، وتكون شاهدة على المجرمين وتطاردهم أينما حلوا وتلعنهم وقادتهم إلى يوم الدين ، وكذلك إعدام اثنين من المصلين( إيهاب حمودة، ومسعود شملّخ) وهم يتدارسون داخل المسجد ، ويصيبون تسعة آخرين ويختطفون اثنين من داخل بيت الله، ويحاصرون المسجد. .!
ثم هرب قادة هذا التيار مع ” معلمهم ” إلى خارج فلسطين مع أخذ كل ما نهبوه من خيرات الوطن بناءً على نصيحته التي أعلنها صراحة ” أنه لا مكان لنا في هذا البلد إذا فازت حركة “حماس ” ..!!
هربت كل الحيوانات من الأسد والنمر والتمساح والحوت والفك المفترس والهامور و سبع الليل والنهار وأبو الغضب وأبو الجماجم وأبو الليل و “أبو ضراط على البلاط ” و الخارق والحارق و المزدوج والكيماوي و الساقط والمتساقط من قادة ” فرق الموت ” و ” فرقة جهنم ” الذين أذاقوا الأمرين لأبناء شعبها طوال اثني عشر عاما من التخريب والإبتزاز والنهب والسرقة والفوضى والمحسوبية وفرض الأ توات والقتل والإعتقال والتعذيب والمطاردة للمناضلين والمجاهدين وتسليمهم لقوات العدو الصهيوني ..!!
وفجأة عاد هذا الطابور من ” الصهاينة الفلسطينيين ” إلى الظهور منذ أشهر قليلة علانية لتنفيذ المخطط الأسود الذي يراد به زج الساحة الفلسطينية في أتونه الدموي الرهيب ، وتحقيق المؤامرة الأمريكية ــ الإسرائيلية بإسقاط ” حركة حماس ” بالتخريب بعد أن فشل مخططهم بإسقاطها بالحصار المالي والإقتصادي والمظاهرات المخطط لها في الأقبية السرية للأجهزة الأمنية ، والإضرابات وحرق المؤسسات المدنية والوزارات واختطاف النواب وحشد الأدوات الإعلامية الرخيصة والصحف الصفراء لترويج حربهم الإعلامية ضد الحركة .!
هل هي الأسلحة والأموال التي حصل عليها ” الصهاينة الفلسطينيين ” من الأمريكيين والإسرائيليين وبعض اخواننا العرب أوصلتهم إلى هذا الحد من الفجور والإستقواء على أبناء شعبهم ، وإشاعة الفوضى والفلتان الأمني من خلال جرائمهم السافرة و المبرمجة التي تشير بما لا يدع مجالا للشك إلى مخطط مدبر لتفجير الوضع الداخلي ، واستدراج حركة حماس إلى معركة داخلية شاملة ؟؟!
أم تهاون و استخفاف حركة حماس منذ البداية بهذا التيار الانقلابي أوصلنا الى ما وصلنا اليه الآن ؟!!
ويتساءل الشارع الفلسطيني والعربي بدهشة ممزوجة بالغضب :
من أين جاءت كل هذه المرجلة للزعران الإنقلابيين من ” الصهاينة الفلسطينيين ” الذين استباحوا دماء أطفالنا ونساءنا وشبابنا وشيوخنا واقتحام مساجدنا في الفترة التي تلت فوز حركة ” حماس ” بالأنتخابات في يناير 2006 م حتى تطهير قطاع غزة منهم في يونيو 2007 م ، و ارادوا تكرارها هذه الأيام في محاولتهم الخسيسة لتفجير السيارة المفخخة في حي الشجاعية .؟!
ولماذا هذا الصمت الغريب من أعضاء اللجنة المركزية لحركة ” فتح “و المجلس الثوري ، ومن المخلصين والحريصين على تاريخ حركتهم وحاضرها ومستقبلها الذين يسمعون ويشاهدون ما وصلت إليه الحركة في ظل تصدر الزعران والصغار والعاقين والخارجين على مبادئها وثوابتها لمقاديرها ، والاصرار على تحويل الحركة التي كان لها شرف تفجير الثورة الفلسطينية إلى عصابات من القتلة وفرق الموت والرعب لأبناء شعبهم في محاولات دنيئة لشطب المحطات المضيئة في تاريخها ، ونحرها من الوريد الى الوريد . ؟!
أين كان مختبئ كل هذا الحقد عند الفئة الضالة من الانقلابيين والطابور الخامس من الأدعياء والدخلاء على فتح من الغارقين في وحل الخيانة والتفريط وبيع المواقف المجانية .؟!!
و كيف التقت البندقية الاسرائيلية مع بندقية ” التيار الأنقلابي ” الذين ينفذون عمليات القتل و الخطف و التخريب والحرق و السلب . ؟!
و لما ذا لم نشاهد هذه العنتريات أمام العدو الأسرائيلي . ؟!!
لماذا لم يستخدم هذا السلاح يوما ضد الاحتلال الصهيوني واعتداءاته واجتياحاته المتكررة واحتلاله للضفة الغربية بالكامل ، وقتله المنهجي لقادتنا وكوادرنا ومجاهدينا . ؟ !
كنا نتمنى أن نري كوادر” فتح ” وقياداتها وجنودها وهي تثأر لإخوانهم وزملائهم في الحركة الذين جردهم الجيش الإسرائيلي من كل ملابسهم العسكرية وكذلك ملابسهم الداخلية إلا ما يستر عوراتهم ، وساقوهم إلي سيارات شحن الزبالة لنقلهم إلي معسكر الاعتقال لاستجوابهم عندما اجتاحوا مدينة رام الله في مارس ” آذار ” عام 2002م ، وتارة أخرى خلال اقتحامه سجن أريحا لإعتقال القائد في منظمة التحرير الفلسطينية التي يطالبون حركة حماس الإعتراف بشرعيتها الرفيق أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مارس ” آذار ” 2006 م .!!
و كنا نتمنى أن نرى هؤلاء ” الأشاوس ” وهم يحاولون فك الحصار الإسرائيلي الجائر والظالم الذي استمر ثلاث سنوات على زعيمهم وقائدهم ياسر عرفات ، ومن ثم قتلوه بالسم .!
من هنا فقد دقت ساعة الفرز ، وأصبح من الضروري أن يتم التعامل بكل جدية مع هذا التيار الانقلابي في حركة ” فتح ” الخارج عن قيم وأخلاق ومبادئ شعبنا وأمتنا للحيلولة دون ارتكاب الخطيئة الكبرى وهي الدخول في حرب أهلية تخطط لها هذه الفئة الباغية منذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية ، ويجب التصدي بكل حزم لكل من يعمل بارادته أو من غير ارادته على خيانة القضية التي يدور من حولها المصير العربي وجودا وعدما .
وأمام كل هذه الأخطار لا بد أن تأخذ حركة ” حماس ” زمام المبادرة ، وتدعو لفضح الانقلابيين الجدد الذين قرروا مغادرة مربع الوطن و الاصطفاف في المربع الاسرائيلي ؟!