الذكرى العاشرة لاغتيال القائد المجاهد د. عبد العزيز الرنتيسي
دكتور المقاومة شهيدا – بقلم :نضال حمد – 17-04-2004 – موقع الصفصاف:
كنا حتى يوم أمس نسمي 17 ابريل يوم الاسرى فقط لا غير، لكن من الآن وصاعدا أصبح يوما للدكتور المجاهد، الشهيد القدوة والقائد الشجاع عبد العزيز الرنتيسي.. هذا الرجل المميز بجرأته وشجاعته وانتماؤه قلبا وقالبا للمقاومة الفلسطينية وللنهج الفلسطيني الرافض للاحتلال ولأية علاقات مع هذا الاحتلال الهمجي..
الرنتيسي هذا الجلمود الفلسطيني المقاوم الذي لا يتكسر ولا يرضخ سوى لمشيئة الله وكان الله كريما معه وله حيث منحه ما كان يتمناه ألا وهو الشهادة في سبيل القضية والوطن والجهاد المشروع ضد الصهيونية الهمجية ومشروعها الغيبي الغريب.
لقد شكل اغتيال اسد فلسطين وحارس كامل ترابها الوطني من يبنا ورفح في الجنوب حتى الخالصة في الجليل الأعلى شمالي فلسطين المحتلة عام 1948، ضربة مؤلمة جدا وموجعة لكل فلسطيني عرف ما تعنيه عملية اغتيال الرنتيسي، بعيد لقاء شارون بوش وتصريحات الأخير المعادية للفلسطينيين والمتآمرة على حقوقهم، وعلى القرارات الأممية، والقانون الدولي.
لقد كانت عملية اغتيال الأمين عبد العزيز الرنتيسي دكتور الفقراء والمقاومة وابناء الثورة والمخيمات،الناطق الشجاع باسم مبعدي مرج الزهور في جنوب لبنان، وأحد أهم وأشجع قادة النضال الفلسطيني المعاصر، وقائد حركة حماس في غزة ضربة قوية للفلسطينيين اينما كانوا، خاصة انه لم يمض بعد وقت طويل على اغتيال شيخ حماس والمقاومة المجاهد الشهيد احمد ياسين.
رغم هذا نقول بان شعب فلسطين يعرف انه يسير في طريق الشهادة وبأن كل نفس ذائقة الموت، وبأن قادته من فرسان المقاومة هم أيضا مشاريع شهادة وشهداء على قائمة الحرية والاستقلال والكفاح العادل لشعب لا يقبل الهزائم، ولا يسلم بما يريده الأعداء وأسيادهم من الذين هم أشد عداءا لشعب فلسطين من الصهاينة انفسهم. كما من زلمهم ومن الذين لازال بعض من الشعب الفلسطيني يعتبر بعضهم من الأصدقاء والأشقاء، مع أن هؤلاء القوم تفرغوا لخدمة الأعداء عن وعي او بدون وعي …
استهداف واستشهاد الرنتيسي لن يغير المعادلة ولن يقلب الأمور فمشروع المقاومة الفلسطينية مشروع تحرر وحرب شعبية طويلة المدى والأمد، لذا لا مجال ولا مكان للحديث عن الثأر بمعناه القبلي أو الانتقام بمغزاه الدموي والهمجي، بل هناك حديث يجب ان يأخذ مكانته وهو حديث التواصل بالمقاومة من اجل لجم العدوان وإزالة الاحتلال وسحق الاستيطان ، والمساهمة بكل ما ملكت ايمانكم يا اهل فلسطين في تمريغ أنف بوش وادارته وجيشه ونخبة قوته الاستعمارية بالوحل العربي. فبعد تصريحات بوش الاخيرة وتجرأه على التدخل في شئون شعب فلسطين وتآمره العلني على حقوقه، ثم تحالفه الشرير والمعلن مع شارون في الحرب على القضية الفلسطينية والحقوق المقدسة للشعب الفلسطيني، خاصة حق اللاجيئن بالعودة والتعويض معا في حال العودة، أصبح بوش عدوا صريحا وشريكا وقحا ووبشا متغطرسا يهين شعب الشهداء وبلازمه العداء.
لقد كان القائد المجاهد الرنتيسي من الاهداف الكبيرة التي قرر الاعداء ضربها والقضاء عليها. ونفس دكتور المقاومة كان يردد ذلك ويعي انه الهدف الأول على قائمة الصهاينة بعد استهداف الشيخ احمد ياسين في آذار – مارس الماضي. واستهداف الرنتيسي من جديد يوم أمس يفتح باب التساؤلات حول العملاء ودورهم في القطاع بشكل خاص وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل عام. نحن بدورنا نسأل ونقول إلى متى سوف يبقى هؤلاء احرارا طلقاء يتجسسون على شعبهم ويضرون بمصالح وطنهم؟
ثم يأتي الدور على لجان التنسيق الأمنية بين السلطة الفلسطينية ممثلة بأجهزتها الأمنية المخردقة من قبل الاعداء، حيث لازالت تواصل تنسيقها الأمني مع الصهاينة بدون خجل.
بصراحة يجب على السلطة الفلسطينية وقف تلك الاتصالات بكل اشكالها ومن ثم اعلان تخليها عن سلام الشجعان الذي جعل من ابناء شعبنا اهدافا مستباحة للاحتلال. فقد ولى زمن الشجاعة السلمية على حساب المصالح الوطنية وعلى حساب القضايا المقدسة والحقوق العادلة، فاسهاب السلطة الفلسطينية ورموزها في تقديم التنازلات والتملق لدى الادارة الأمريكية مع الافراط في الواقعية والعقلانية التي جعلت من البعض دمىً خيانية تتنازل عن حقوق الاغلبية الفلسطينية في العودة والحرية والتعويض والاستقلال والسيادة والحياة العادية، هؤلاء يجب ان يقدموا الاعتذار للشعب الفلسطيني وان يرحلوا عن ساحة العمل الوطني لأنهم السبب الآخر في وصول الوضع الفلسطيني الى ما وصل اليه من سوداوية وظلامية. ثم يجب ايضا على اصحاب رسالة التواقيع التي طالبت بعدم الرد على اغتيال شيخ المقاومة المجاهد الشهيد احمد ياسين ان يدفنوا رؤوسهم بالرمل وعلى أصحاب اتفاقية جنيف السيئة الذكر ان يغوصوا في الوحل، فهذا الشعب سيواصل المسيرة ولن يكترث بهم ويوم تشتد الأمور وتزداد حدة سوف يحاسبهم ويلجمهم ويعاقبهم.
أما دكتور الحياة والشهادة، أبن بلدة يبنا المحتلة ومخيم يبنا المقاوم كأنه فلوجة فلسطين التي تفعل فعلها في صهاينة كيان (اسرائيل) الدخيلة، هذا الرجل الجبل، الجلمود المقاوم، الذي تحدى البراكين والزلازل، وظل شامخا وجليلا حتى سقوطه شهيدا بطريقة يتمناها كل مؤمن بالشهادة، هذا المجاهد الكبير نقول له نم مع إخوانك الشهداء قرير العين، فشعبك سيواصل المسيرة، ورحلة المقاومة حتى تعود فلسطين للأبناء والأحفاد كما كانت هي نفسها فلسطين الأجداد من كنعان ابن سام حتى أقران محمد الدرة وايمان حجو.