الاسير المحرر المريض نعيم الشوامرة:
الاسير المحرر المريض نعيم الشوامرة:
جسد يذوي يشهق بلائحة اتهام طويلة ضد سياسة الاهمال الطبي بالسجون
خلال زيارته للاسير المحرر نعيم الشوامرة في مسقط رأسه في دورا الخليل، قال عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الاسرى ان الاسير المحرر نعيم الشوامرة يعاني من ضمور العضلات ويمر في حالة صحية خطيرة وصعبة ، عاد الينا من السجن محطما ومريضا، بعد ان زرعت الامراض في جسده ولم يتلق العلاج على مدار سنوات.
واشار قراقع ان حالة نعيم الشوامرة هي شاهد ساطع على سياسة القتل البطيء والجرائم الطبية المستمرة بحق الاسرى المرضى والذين سقط منهم 73 شهيدا منذ بداية الاحتلال.
واوضح قراقع انه على مدار ال 6 سنوات الاخيرة سقط 7 شهداء بسبب الاهمال الطبي وهم جعفر عوض ، وميسرة ابو حمدية، وزهير لبادة، وزكريا عيسى، واشرف ابو ذريع ، وحسن الترابي وفادي الدربي هذا غير العشرات من الاسرى المحررين الذين توفوا بسبب اصابتهم بامراض داخل السجون.
وقال ان شهقات الوجع والألم لنعيم الشوامرة الذي يذوي جسده شيئا فشيئا، لا يستطيع الحركة ولا النطق ولا الوقوف، تتدلى من بطنه برابيش التغذية، هي لائحة اتهام طويلة ضد اطباء السجون وحكام دولة اسرائيل الذين يتركون الاسير دون علاج او فحوصات حتى تستفحل الامراض في اجسامهم ويدخلون في مراحل حرجة.
واشار قراقع ان حالة نعيم الشوامرة تفتح الملف الطبي للاسرى المرضى الذين بعضهم حياته مهددة بالخطر الشديد جدا كحالة الاسرى خالد الشاويش ومنصور موقدة ومعتصم رداد ويسري المصري وناهض الاقرع و اياس الرفاعي وسامي ابو دياك وصلاح الطيطي ومعتز عبيدو ومحمد براش وشادي دراغمة وامل طقاطقة وابر اهيم الشاعر ومراد سعد وخضر ضبايا وغيرهم.
ويذكر ان الاسير نعيم الشوامرة اعتقل عام 1995 وحكم عليه بالسجن المؤبد وكان سليما ويمارس رياضة داخل السجون، وبعد 20 سنة من اعتقاله اصيب بمرض ضمور العضلات حتى افرج عنه في الدفعة الثالثة من اسرى ما قبل اوسلو في اواخر عام 2013.
ومن أقواله المشهورة بعد الافراج: ( امنعوا ان يصيب الاسرى ما اصابني من امراض، اعطوهم حياة وشفاء، لا تتركوهم للقهر والمرضى يتدمرون على يد سلطات الاحتلال) .
**
والد أسير مريض: “السرطان” أرحم على إبني من الاحتلال
فروانة لـ”قدس برس” :”من أكثر ملفات الحركة الوطنية الأسيرة ألما وقسوة”.
2-11-2015-“قدس برس”- اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية بتاريخ التاسع من تموز/ يوليو، شاباً فلسطينياً مريضاً من قطاع غزة، أثناء محاولته التوجّه لتلقي العلاج من مرض السرطان في إحدى مستشفيات الضفة الغربية المحتلة.
ورافق المواطن الفلسطيني عادل الشاعر نجله المريض إبراهيم (21 عاما)، متجهاً من قطاع غزة إلى مدينة الخليل جنوبي الضفة، للعلاج من ورم سرطاني، قبل أن تعتقل قوات الاحتلال المتمركزة على معبر “بيت حانون – إيريز” الإسرائيلي، نجله دون مراعاة لوضعه الصحي.
يروي والد الأسير الشاعر، تفاصيل حادثة اعتقال نجله، ويقول “انتهت قوات الاحتلال من تفتيش إبراهيم وبقي محتجزاً في غرفة التفتيش برفقة ضباط مخابرات الاختلال، قبل إبلاغي باعتقاله ووجوب رحيلي عن المكان”.
وأضاف الوالد خلال حديثه لـ “قدس برس”، “حينما عرفت أن إبراهيم أصبح معتقلا بدأت بالتفكير كيف سيتم علاجه من مرض السرطان وماذا يريد الاحتلال من مريض كهذا في سجونه”.
وأشار إلى أنه شرع بالاتصال بـ “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” ومؤسسات حقوق الإنسان من أجل إطلاعها على حالة نجله، والتي بدورها أبلغته بعجزها عن فعل أي شيء.
يقول موسى الشاعر “إن ابني شاب عادي ليس له أي انتماء تنظيمي، ولو كان يعرف أن له أي علاقة بالمقاومة لما اقترب من معبر بيت حانون ولتركه يصارع المرض بعيدا عن الاحتلال، لأني أدرك أن هذا المرض الخبيث (السرطان) ارحم بكثير على ابني من الاحتلال، فكيف إذا كان هذا المريض بهذا المرض وقع في الأسر”.
وأوضح أنه منذ اعتقال نجله إبراهيم لم يسمح له الاحتلال بزيارته في سجن “إيشل” الإسرائيلي حيث يقبع، لافتاً إلى أن عائلته لا تعلم التهم الموجهة إليه.
وطالبت عائلة الشاعر، كافة المؤسسات الدولية والحقوقية بالتدخل من أجل إنقاذ حياة نجلها بالإفراج عنه لاستئناف علاجه قبل أن يتفاقم وضعه الصحي، محذرةً من أن يلاقي مصير الأسير الفلسطيني فادي الدربي الذي استشهد قبل نحو أسبوعين جرّاء سياسة الإهمال الطبي المتعمّد داخل معتقلات الاحتلال.
من جانبه، قال محامي هيئة الأسرى والمحررين (وزارة الأسرى سابقا) يوسف نصاصرة، “إن الأسير الشاعر يعاني من ورم السرطان في الفم ويأخذ جلسات كيماوي في مستشفى سوروكا مرتين أسبوعياً، كما أنه يعاني أيضاً من إزاحة في الفك، ووضعه الصحي سيء للغاية ويحتاج إلى متابعة طبية”.
واعتبر الخبير والمختص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، أن ملف الأسرى المرضى “من أكثر ملفات الحركة الوطنية الأسيرة ألما وقسوة”.
وقال فروانة لـ “قدس برس”، “يتكدس اليوم في السجون الإسرائيلية أكثر من 1600 أسير فلسطيني، يعانون من أمراض مختلفة، من بينهم من هم بحاجة إلى إجراء عمليات عاجلة، بل وبينهم من يحتضرون”.
وأضاف “عدد المرضى لا يقتصر على هذا، فلربما يرتفع في أي لحظة، إذا ما أجريت فحوصات شاملة على الجميع، وفي ظل استمرار وجود المسببات التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض، وفي ظل استمرار سياسة الإهمال الطبي المتبعة في السجون والتي تجعل من الأمراض البسيطة، مزمنة وخطيرة، وهذا ما يجعلنا نجزم بأن هناك منظومة من العوامل وسلسلة من الإجراءات المتعمدة تستهدف إلحاق الأذى بصحة وحياة الأسرى بشكل متعمد وأن الإهمال الطبي هو الحلقة الأخيرة في هذه السلسلة المؤلمة”، كما قال.
وأكد فروانة، أن حلم هؤلاء الأسرى بالعودة إلى بيوتهم سيراً على الأقدام، يتلاشى مع مرور كل يوم جديد، في ظل استمرار سوء الأوضاع الصحية وسياسة الإهمال الطبي وتمادي سلطات الاحتلال بانتهاكاتها واستهتارها بحياة المرضى.
وأفاد أن 55 أسيراً فلسطينياً قد استشهدوا داخل السجون منذ عام 1967، جرّاء الإهمال الطبي آخرهم كان الأسير فادي الدربي الذي استشهد بتاريخ 14 تشرين أول (أكتوبر) المنصرم إضافة إلى مئات آخرين قضوا بعد تحررهم بفترات وجيزة، جرّاء أمراض ورثوها من السجون؛ لا سيما السرطان.
وأشار إلى وجود قرابة 30 أسيراً يعانون من مرض السرطان في السجون الإسرائيلية، مرجعاً سبب ذلك إلى كون نصف الأسرى محتجزون في معتقلات قريبة من مفاعل “ديمونا” في صحراء النقب، وفي محيط بيئة ملوثة وفي مناطق تدفن فيها مخلفات المفاعل النووي؛ كسجون “بئر السبع” و”نفحة” و”ريمون” و”النقب”.
http://www.qudspress.com/