(حلم أجدادي مرة بدعوة أحفادهم إلى منزل بنوه من لا شيء.)
هكذا خاطبت ابنتي سيليستينا العالم في مقالتها عن زيارتها لوطنها المحتل فلسطين.
تعرف وردتي سيليستينا ان حلم الاجداد امانة محفوظة لدى الأبناء والأحفاد.
وأن ما أخذ بالنفاق والارهاب والقوة لن يسترد بغير طريق الحق والنضال والمقاومة ..
وتعرف ابنتي ويعرف جيلها الفلسطيني الأممي ان فلسطين عربية وان شعبها المعطاء لا يتوقف عن النضال حتى التحرير والعودة وازالة الاحتلال الصهيوني … وأن جنسيتها النرويجية لا تلغي جنسيتها الفلسطينية. وان فلسطين زرعت في قلبها كما اشجار الزيتون والبرتقال والتين التي زرعها جداها في ارض الصفصاف بالجليل الفلسطيني الأعلى المحتل قبل ان تزرع بريطانيا والرأسمالية الاستعمارية المعادية ما يسمى كيان ( اسرائيل ) على أرض فلسطين..
وتعرف ابنتي كما يعرف جيلها الفلسطيني الاممي ان لفلسطين شعبا يحميها وثقافة مقاومة تصون قضيتها بالرغم من كل انواع السخف والهبل والمذلة التي جلبتها سياسة بعضنا الفلسطيني.
وتعرف ابنتي كما كل ابناء وبنات جيلها الاممي الفلسطيني المولودون والمولودات من أب أو أم فلسطيني – فلسطينية و العكس ايضا اي من اب او ام اجنبي – اجنبية . انه لا بديل عن فلسطين الا كامل تراب فلسطين.
وتعرف ابنتي ان الذين قتلوا او اغتالوا الشهيد المبدع الاديب غسان كنفاني يريدون اغتيال اي صوت مبدع في فلسطين، واي صوت ينادي بالكتابة بالدم لفلسطين. وتعرف ان رئيسة وزراء الكيان الصهيوني الفاطسة غولدا مئير قالت يوم استشهاد غسان : ( اليوم تخلصنا من شخص كان اخطر من لواء مسلح). نعم كان غسان اخطر من جيش مسلح لانه كان يتسلح بالفكر وبالابداع وبالقلم والريشة وبثقافة تؤسس لاجيال العودة والتحرير.
وتعرف ابنتي ويعرف جيلها ان الكتابة بالدم لفسلطين كان خيار اجدادها وخيار ابيها ورفاق ابيها وانها اختارت هذا الطريق لانها فلسطينية لا تؤمن بغير العودة الى فلسطين.
منذ طفولتها كانت وردتي تنحو باتجاه طريق الثقافة المقاومة .. طريق الحق الذي تسلكه قلة من الناس .. طريق العودة الذي لا يؤدي الا الى وطنها فلسطين.
الأجيال الفلسطينية التي ولدت بعيدا آلاف الاميال عن الوطن السليب والمحتل تحمل الوطن والقضية وتسير نحو الحرية. جوازات سفرها اوروبية وعالمية لكن هويتها عربية فلسطينية.
نم قرير العين يا غسان … نم مرتاح البال يا ناجي … ناموا هادئين متأكدين ايها الشهداء واانتن ايتها الشهيدات فلفلسطين جيل شاب عربي واممي لا يرضى بغير فلسطين الحرة وطنا سيدا حرا وسعيدا.
نضال حمد – اوسلو في 9-7-2016
* سيليستينا نضال حمد في مخيم عين الحلوة 06-1998