الشهيدة وداد بهلول – (شهيدة معارك خلدة والدامور) – علي بدوان
الشهيدة البطلة وداد بهلول. القليل منا يعلم قصة هذه المرأة البطلة . ولدت وداد في مخيم الرمل للاجئين الفلسطينيين في مدينة اللاذقية في سورية بعد أن هُجّرت عائلتها من قرية الطيرة قضاء حيفا عام 1948.
ترعرعت في أسرة مكونة من أم فقط، حيث استشهد أباها وثلاثة أخوة لها في معركة الكرامة بالأردن مع قوات الثورة الفلسطينية في آذار/مارس 1968.
درست وداد في مدرسة بلد الشيخ التابعة للأونروا في مخيم الرمل، وأكملت تحصيلها العلمي في جامعة تشرين باللاذقية حتى حصلت على دبلوم في اللغة الإنجليزية وفي عام 1981.
أحبت شاباً من مخيمها وتزوجته الى أن بدأت معارك بيروت بين قوات الثورة الفلسطينية والإحتلال الصهيوني وحينها كان النفير العام في جميع مخيمات الشتات للإلتحاق بصفوف الفدائيين فذهبت الى مكتب حركة فتح في المخيم وطلبت الإلتحاق بصفوف الفدائين فجاء الرفض التام بسبب حملها بالشهر الثامن. فذهبت نحو دمشق وبالتحديد الى مخيم اليرموك نحو مكتب حركة فتح وطلبت منهم الإلتحاق فجائها الرفض من جديد فما كان بها الا وأن دخلت لبنان بطريقة (التهريب) وهناك وضعت معسكر الفدائيين في منطقة تعنايل بالبقاع اللبناني تحت الأمر الواقع بإلتحاقها معهم.
خضعت الشهيدة لدورة قصيرة ثم التحقت مع الفدائين على الجبهات الجنوبية وفي احدى المعارك وبالتحديد (معركة محور خلدة) جائها الطلق الحاد وكان أقرب شخص اليها الشهيد البطل العقيد عبد الله صيام فما كان منه الا أن ساعدها على الولادة وأوصلها الى الخطوط الخلفية من المعركة وحين وصلت رفضت المكوث وأصرت على العودة الى المعركة وتركت طفلتها مع الهلال الأحمر الفلسطيني بعد تهديدها لهم بقتل نفسها ان لم يدعوها تعود للمعركة.
وفعلاً عادت الى المعركة ووجدت العقيد عبد الله صيام قائد كتيبة جيش التحرير الفلسطيني قد استشهد وكانت الدبابات تقترب من الموقع كثيراً فتلغمت بثلاثة قنابل يدوية (المطرقة) وقفزت نحو دبابة قريبة بعد فتح غطاء الدبابة واسقاط نفسها بالداخل ففجرت الدبابة بمن فيها وكانت الشهيدة والشاهد على عظمة الكنعانيات . الطفلة قد كبرت الآن واسمها فلسطين وتسكن في الدانمارك في مدينة أرهوس. لروحك الثائرة والبطلة السلام والعهد.
علي بدوان