” ليبيا عروبية في مواجهة السراج الناتوي “
سمر حسان :
ليبيا بؤرة صراع لم يتوقف منذ تدمير البلد على يد طيران الناتو وتنصيب الكفرة لحكم البلد، والاغتيال الفرنسي للعقيد القذافي.
ربيع ليبيا كان الثروة النفطية والمائية، حيث تقاسم الوحوش الغربيين هاتين الثروتين. فبالإضافة إلى النفط هناك بحيرة مائية في جوف ليبيا بمساحة ألمانيا، وتكفي ليبيا لمئة سنة احتلتها شركة الماء الفرنسية. لا يهم الغرب من يحكم ليبيا طالما يتدفق النفط إلى أوروبا. لكن تنافس القوى التكفيرية التي صنعوها، وخاصة داعش التي تحاول إنشاء دولة لها، جعلهم -أي اوربا والغرب عامة- في قلق على سهولة تدفق النفط، فكان لا بد من تصنيع طرف ليبي يمثل مصالحهم عمليا ويزعم انه وطني ليبي.
كيف يمكن لأي شخص ان يكون وطنيا وقد صنعه الاستعمار؟، وهل تصنيع السراج سوى تكرار باهت لتنصيع حكام عرب منذ مئة سنة ولا نزال نعاني منهم بل اصبحوا أداة عدوان لصالح العدو الغربي ضد العروبة بأكملها والمثال واضح في حكام النفط الخليجيين.
وفي الأساس، يجب ان نلتفت على انه لم يتم ابتداع حكومة السراج ردا او خوفا من الإرهابيين الداعشيين وحسب، بل الهدف الأهم أن قيادة الجيش الليبي أخذت تتموضع كقوة رئيسية في الوطن الليبي وتضم الوطنيين الليبيين. لنقل بكلام آخر أن الخوف هو أن يتمكن الجيش العربي الليبي من هزيمة داعش وتجديد الدولة العروبية في ليبيا. وهذا يؤكد العلاقة الوثيقة بين داعش والغرب، وأن ضربها -إن حصل- فهو لإعادتها إلى السكة المرسومة كما يحصل في سوريا والعراق.
إن خطورة وصول السراج تتبدى معنا من ان الناتو الذي اغتال البلد والقذافي معا لن يعمل على ايصال حكومة تعيد الروح إليه! .
نلاحظ كيف سارعوا الى تخليق هذا التابع وجماعته واحتفال الغرب بتنصيبها وإضفاء صبغة من الأمم المتحدة عليها، وهي صبغة خطيرة كالأصبغة التي تحوي موادا كيماوية مسرطنة، ((هي سرعة مشبوهة)).
في مواجهة عروبة ليبيا يتجدد التحالف بين قوى الناتو وماعرف بقوى الدين السياسي بحجة محاربة داعش.
ربما يمكننا القول أن مصر قد تأخرت كثيرا في التنبه لخطورة خاصرتها الليبية. فمنذ الأشهر الأولى للعدوان الناتوي على ليبيا وعد التكفيريون الكيان بقاعدة عسكرية في ليبيا ونشرت ذلك صحيفة هآرتس الصهيونية.
مصر كانت تعرف أن الناتو هو الذي دفع بالارهابيين إلى ليبيا، وبأن السلاح الذي يصل إلى سيناء آت أساسا من الحدود الليبية.
من هنا كانت زيارة الفريق خليفة حفتر لمصر ومن ثم لروسيا رسالة مفادها أن مصر لن تسمح بسلطة إرهابية إخوانية في ليبيا وبان روسيا أيضا تؤكد انها لاعب على صعيد دولي وبانها سوف ترفض الحصار التسليحي على الجيش الليبي وقد يتم ذلك عبر مصر.
ليبرز لدى القارئ سؤالان
الأول: هل مصر مستعدة لتقف موقفا يعاند مؤامرة الأطلسي؟ وهذا يضعها في خصومة مع الإرهاب الوهابي السعودي والأطلسي معا؟ ((بمعنى أن السعودية سوف تطبق الأوامر الغربية بغض النظر عن الخلافات بين تيار إرهابي سلفي وآخر)).
والثاني: هل سيصمد خليفة حفتر إلى النهاية باتجاه ليبيا عروبية؟ نطرح هذا السؤال على خلفية أن حفتر كان قائد قوات ليبيا في الحرب مع تشاد، وهناك حصل التباسا بينه وبين القذافي فهرب إلى امريكا. هل لا تزال له علاقات هناك؟ هذا ما يجيب عليه بقية قادة الجيش الليبي.
باختصار لست افاضل بين السراج وحفتر، لكن لا بد من الوقوف إلى جانب الجيش الليبي. وربما أن موقف مصري وروسي جاد هو المدخل لمواجهة النظام الدمية للسراج وما ورائه من إرهاب متلبس بالاسلام وإراهاب أطلسي.
*سمر حسان – حمص – سوريا
*الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري “الصفصاف” .