تقارير دحلان للأميركان وللمصريين مهدت لاستشهاد عرفات
عرب 48 – تحرير : محمد وتد
ما زالت الأسباب والدوافع وراء استشهاد الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، مثار للجدل بكل ما يتعلق بالجهة التي تتحمل المسؤولية وتوجه إليها إصبع الاتهام، إذ تطفو بين الحين والآخر على الأجندة تساؤلات وتضاف أسماء أخرى إلى قائمة المسؤولين والجهات التي مهدت وكانت معنية بوفاة عرفات.
وفي الوقت الذي ما زالت تتباين المواقف حول الجهات التي كانت تقف وراء التخلص من الرئيس عرفات بالسم، بيد أن هناك شبه إجماع بأن أطراف النزاع مع الرئيس الراحل ممثلة بالإدارة الأميركية وإسرائيل وشخصيات فلسطينية وحتى أنظمة عربية كانت معنية باختفائه عن المشهد السياسي.
وسط التقاء المصالح، لم يعد إصبع الاتهام ليوجه فقط إلى إسرائيل ولم يعد تحميلها المسؤولية المباشرة لوحدها عن وفاة الرئيس الفلسطيني، إذ تعددت الخيارات وإصبع الاتهام باتت توجه إلى أكثر من جهة، حيث رجحت تقارير صحافية بأنه كانت لجهات فلسطينية وعربية ودولية مصلحة في اختفائه عن الساحة السياسية.
وبظل تعقيدات المشهد، كشفت صحيفة روز اليوسف المصرية وقائع لقاءات وتبادل رسائل بين مسؤولين مصريين وفلسطينيين وأميركيين يتبادلون فيها الآراء حول أداء ياسر عرفات ودوره في زعزعة الأمن وإزكاء المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وبحسب الصحيفة المصرية، فإن رئيس جهاز الامن الوقائي الفلسطيني، محمد دحلان، فتح قنوات اتصال مباشرة مع رئيس جهاز الاستخبارات المصرية، عمر سليمان، الذي التقاه في منزل الملياردير المصري، جورج ساويروس.
وأدعت ‘روز اليوسف’ أن دحلان كان يقوم بزيارات للأميركيين والمصريين ويزودهم بمعلومات مفصلة عن تحرك ياسر عرفات وعن مخططاته.
واعتمادا على تقارير دحلان، فعند اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في العام 2000 استنتجت الأجهزة الأميركية، أن ممارسات إسرائيل ليست السبب بانفجار هذه الانتفاضة، حيث تولدت لديها قناعة بأن ياسر عرفات الذي كان يعاني من تراجع شعبيته ويواجه اعتراضات داخلية على سياسته العامة أقدم على تحريك الشارع الفلسطيني وافتعل تلك الانتفاضة أملا في أن يؤدي ذلك إلى التفاف الشارع حوله في وقت المحنة وليثبت للجميع أنه لا يزال الرجل القوى القادر على تفجير المنطقة.
وفي أعقاب تقارير دحلان الموازية مع تصاعد الانتفاضة، ساءت العلاقة بين عرفات والإدارة الأميركية وأعلن جورج بوش الأبن منذ اليوم الأول لولايته بأنه لا يثق بالزعيم الفلسطيني، بينما كان الرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك يرى في الانتفاضة عاملا سلبيا قد يفجر المنطقة ويزعزع الاستقرار في بلاده.
واستغل دحلان أجواء عدم الثقة السائدة بين الأميركيين والمصريين من جهة وعرفات من جهة أخرى وبدا بتقليب الطرفين على أبو عمار في محاولة منه لإزاحته والحلول مكانه.
ولكن عرفات، بحسب الصحيفة، استدرك الأمر وقام بتعيين محمود عباس رئيسا للحكومة مع بعض الصلاحيات لكي يمتص نقمة الأميركيين والمصريين عليه. وهكذا التقت إرادة ثلاثية تعمل على تحجيم عرفات وإنهاء دوره القيادي.