عام 2017.. عام التطبيع مع الاحتلال
مؤشر على درجة الانحطاط العربي
أطلق محللون سياسيون على عام 2017 “عام التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي”، لكثرة الزيارات المتعددة من الوفود العربية رفيعة المستوى للكيان الإسرائيلي بشكل علني وأخر سري.
وكانت أخر زيارة تطبيعيه للاحتلال الإسرائيلي عام 2017 لوفد بحريني، كما شهد العام ذاته إجراء موقع إيلاف السعودي مقابلة مع وزير الاستخبارات الصهيوني، ونشره مقالا للمتحدث باسم جيش الاحتلال في وقت سابق.
وأثارت هرولة الأنظمة العربية نحو التطبيع مع الاحتلال ردود فعل مستنكرة من قبل الشعوب على المستويين المحلي والعربي، مؤكدين أن صمت الحكومات العربية على التطبيع مع الاحتلال مسلسل عبثي يسهم في التغطية على إجراءات التهويد والاستيطان.
الفصائل الفلسطينية حذرت من الخطورة الكبيرة و”التصفية” التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، في الوقت الذي تهرع فيه الأنظمة باتجاه التحالف والتطبيع العلني وغير العلني مع الاحتلال “الإسرائيلي”.
ويرى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، د. مصطفى البرغوثي، أن ما جرى بعد القرار الأمريكي بشأن القدس وضعَّ سداً منيعاً أمام محاولات التطبيع مع الاحتلال “الإسرائيلي” من جهة، وصفقة ترامب التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية والتنسيق مع الدول العربية للتطبيع مع الاحتلال من جهة أخرى.
وأضاف البرغوثي في حديث لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، أن الموقف العربي الجامع ضد القرار الأمريكي الذي يعترف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” أصبح بمثابة حد فاصل أمام محاولات التطبيع مع الاحتلال.
وأوضح أن المطبّعين مع الاحتلال تلقوا ضربة قاصمة، بالتزامن مع ثبات الموقف الفلسطيني بشكل حازم ضد أي شكل من أشكال التطبيع، لافتاً أهمية العمل مع الشعوب العربية بشكل فعال ومتواصل لملاحقة الاحتلال ومحاسبته في المحاكم الدولية.
وقال البرغوثي: “إن التطبيع شجّع الاحتلال على الإمعان في اعتداءاته على الشعب الفلسطيني، مضيفاً أنه حفّز السلطات “الإسرائيلية” على الاستمرار بالتغول الاستيطاني واستغلال التطبيع عالمياً للترويج لمواقفها وروايتها الزائفة.
وشدد على ضرورة المواجهة الجادة للتطبيع العربي مع الاحتلال، مشيراً إلى أن الموقف الفلسطيني والعربي الحازم ضد التطبيع من شأنه أن يدعم حركة المقاطعة الإسرائيلية (BDS) محلياً ودولياً.
وكانت هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف حذّرت من محاولات التطبيع مع “إسرائيل”، داعية إلى وقفه حتى انسحابها من الأراضي العربية المحتلة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
من جهته، قال المحلل السياسي مصطفى الصواف، إن السبب الرئيسي لتطبيع الأنظمة العربية مع الاحتلال اعتقادهم أنه يوصلهم للرضى الأمريكي، مشيراً إلى ما يهم المطبّعين هو التطبيع وفق رؤيتهم ومصالحهم غير مباليين بضياع حقوق الشعب أو أنه قد يدمر دولة بأكملها.
وأوضح الصواف، لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية” أن العلم المسبق لرؤساء الدول العربية بما سيجري في القدس يدلل على وجود تنسيق عربي كامل مع الإدارة الأمريكية، واصفاً ذلك بأنه مؤشر واضح على درجة الانحطاط العربي بالتآمر على المقدسات الإسلامية عامة وليس على حقوق الشعب الفلسطيني فقط.
وأضاف: “التطبيع خيانة يجب أن تواجه بالصمود الفلسطيني والرفض لكل المحاولات البائسة للتطبيع، مشيداً بالدور الهام للشعوب العربية الرافضة التطبيع، باتخاذ خطوات عملية ضد الأنظمة الخائنة المطبّعة مع الاحتلال على حساب المقدسات الاسلامية والقضية الفلسطينية.
وكان أكثر من 300 عالم إسلامي وقعوا على “ميثاق علماء الأمة”؛ بهدف وضع حدّ لموجة التطبيع المتزايدة مع كيان الاحتلال الاسرائيلي موكدين على أن “التطبيع مع هذا الكيان حرام شرعا”.
وحذر الصواف، من صمت الشعوب تجاه الأنظمة التي تحاول التطبيع التي قد تعترف بإسرائيل وتقيم علاقات مباشرة معها، لافتاً أن كل محاولة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي من قبل الدول العربية تعتبر خنجراً مسموماً في ظهر كل عربي ومسلم حر.
فلسطين اليوم 1-1-2017