فلسطينيو ال 48 ندوة في ميلانو إيطاليا
كلمة نضال حمد في ندوة ميلانو عن النكبة الفلسطينية
في ذكرى النكبة الفلسطينية خصصها عن فلسطينيي داخل الداخل
أقامت شبكة ميلانو الطليانية لمقاطعة “اسرائيل” ندوة بذكرى النكبة يوم الخامس عشر من شهر ايار/ مايو الجاري 2010، تحدث فيها كل من : خضر التميمي : رئيس الجالية الفلسطينية في لومبارديا، د. فوزي اسماعيل : لجنة فلسطين في سردينيا وعضو الأمانة العامة لاتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في الشتات – اوروبا. والطالبة الجامعية والناشطة الطليانية العربية سارة رواش. بالإضافة لنضال حمد عضو الامانة العامة لاتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في الشتات – أوروبا ، مدير موقع الصفصاف. وكذلك الناشط السياسي الطلياني المعروف فرانشيسكو جوردانو من لجنة ميلانو لمقاطعة “اسرائيل”، والناشط الطلياني جان لوكا دي لاورو.
خصص نضال حمد أجزاءا كبيرة من كلمته عن فلسطينيي 48 داخل الداخل…
إخترت الحديث عن فلسطينيي 1948 الصامدون الصابرون في فلسطين المحتلة لأن الذين سبقوني في الكلام أثناء الندوة في ميلانو تحدثوا في الأمور السياسية والملحة الأخرى. ولأن هذا الموضوع يقف الآن على رأس أولويات العمل الوطني الفلسطيني… إذن كان لا بد من تسليط الضوء عليه. ومن ثم الحديث بشكل سريع جداً عن قضايا أخرى أيضاً أساسية وهامة.
قبل النكبة الفلسطينية الكبرى في أيار/ مايو سنة 1948 بسنوات طويلة بدأ قادة الحركة الصهيونية الفاشية، العنصرية، التخطيط الفعلي والعملي لأقامة وطن قومي لليهود في أي مكان يمكنهم السيطرة عليه بمساعدة المستعمرين الأوروبيين وبالذات بريطانيا. ابتدعوا مسألة الشعب اليهودي مع أنه لا وجود لشعب يهودي لا هنا ولا هناك. بل هنالك ديانة يهودية مثل كل الديانات والعقائد الأخرى المسيحية والاسلامية والبوذية وغير ذلك.
المشروع الصهيوني مشروع استعماري، استيطاني، احلالي، اجتثاثي، قام بوضع جماعات مهاجرة بالقوة والارهاب والمذابح مكان السكان الاصليين، تماماً كما فعل الأمريكان مع الهنود الحمر. كما قام بتزوير التاريخ والحقائق وسرقة تراث وآثار الشعب الفلسطيني بعدما سرق أرضه وطرده خارجها.
تم طرد غالبية الشعب الفلسطيني خارج أرض فلسطين الوطن القومي الوحيد لهذا الشعب وذلك بعدما تغلب الصهاينة على الفلسطينيين العزل وبعدما أرتكبوا عددا كبيرا من المجازر والمذابح. تفعيلاً للفكرة الصهيونية القائمة على الاستئصال والاجتثاث والطرد والقتل والتشريد والتهجير والتصفية الجسدية والتطهير العرقي .. لكن الشعب الفلسطيني الذي انقسم بين لاجئ في وطنه وآخر خارج فلسطين، استطاع بعد سنوات قليلة من النكبة تأسيس ثورته المسلحة والبدء بممارسة النضال ضد الاحتلال الصهيوني.
في الوقت الذي تم فيه طرد مئات آلاف السكان الفلسطينيين الى بلدان الجوار العربي بقيت مجموعة من أهل فلسطين في ديارهم التي صارت في ليلة وضحاها بالقوة والارهاب والتزوير والتحايل والتواطؤ العالمي تسمى “اسرائيل” … وهؤلاء كانوا ولازالوا أهم ضحايا نكبة 1948 . لأنهم فضحوا عنصرية المحتلين اليهود الصهاينة وتواطؤ العالم الغربي وتخاذل الأنظمة العربية. هؤلاء فرضت عليهم الجنسية ” الاسرائيلية”، وعوملوا معاملة سيئة كما العبيد في بداية اقامة دولة المارقين. فلم تتم ابادتهم لأن الكطيان الوليد أرادهم كأيدي عاملة… عوملوا في أرضهم معاملة عنصرية مع تمييز في كل المجالات مازال مستمرا حتى يومنا هذا. وأكدت مؤخراً مصادر دبلوماسية في سفارات أوروبية بفلسطين المحتلة عبر تقارير سريّة قدمتها لحكوماتها تلك السياسة التمييزية في كل المجالات.
فرضت على أهل فلسطين ال48 حالة الطوارئ وتم العمل بقوانين الانتداب البريطاني الجائرة والتي مازال بعضها قائما حتى يومنا هذا. وتم طرد بعضهم من قراهم وبلداتهم بحجة أنها مناطق عسكرية مغلقة، ومازالوا يسكنون بجوارها وينظرون يوميا لمساكنهم وحقولهم وأماكن عبادتهم من مساجد وكنائس، ولمدارسهم ولقبور آبائهم وأجدادهم التي ظلت شاهدة على إجرام الارهابيين الصهاينة. ينظرون ولا يستطيعون ولوج المنطقة تلك مع أنها لازالت فارغة وتنتظر عودتهم كما غيرها من قرى وبلدات ومدن فلسطين، التي تنتظر بدورها عودة أصحابها الحقيقيين.
إثنان وستون سنة من محاولات طمس هويتهم الفلسطينية العربية وعزلتهم عن محيطهم العربي لم تنجح في كسر إرادتهم ولا في تبديل ولاءهم وقوميتهم العربية … فأزدادت أعدادهم وتضاعفت مع مرور الزمن، ليصبح تعدادهم هذا العام 1.4 مليون فلسطيني في أراضي فلسطين المحتلة سنة 1948 . فيما في قطاع غزة والضفة هناك نحو 4.0 مليون فلسطيني صامدون وصابرون يتحدون الاحتلال والجدار والحواجز والحصار، وظلم ذوي القربى من المنسقين مع الاحتلال، ومن وكلاء وعملاء وأشباه عملاء…
يعني هذا أن هناك الآن في فلسطين التاريخية الطبيعية أكثر من 5 مليون فلسطيني. إذا أضفنا اليهم تعداد الفلسطينيين اللاجئين في الشتات يصبح العدد نحو 11 مليون فلسطيني مجموع هذا الشعب العظيم. وهذا يعني أنه بحلول عام 2015 سوف يتساوى تعداد الفلسطينيين في فلسطين المحتلة مع تعداد المستوطنين اليهود الصهاينة فيما يسمى كيان ” اسرائيل“.
هنا يكمن الخطر الحقيقي على الفكرة الصهيونية التي تقوم على التطهير العرقي واستبدال السكان العرب باليهود وتهويد المناطق كلها. وكذلك هنا يبرز خطر نظرية الترانسفير التي تحدث ويتحدث عنها معظم القادة الصهاينة سواء من اليسار أو اليمين. وبرأيي أن هذا الخطر أصبح حقيقياً وواقعاً يهدد حياة الفلسطينيين في أراضي ال48 وكذلك في الضفة المحتلة. أنظروا الاعتقالات وسياسة المنع المتبعة من قبل الحكومات الصهيونية المتعاقبة، وقرارات السلطات الصهيونية بطرد آلاف الفلسطينيين من القدس والضفة الى قطاع غزة والاردن بحجة أنهم غير شرعيون. احتلال غير شرعي يتحدث عن الشرعية …
كذلك أنظروا للاعتقلات التي بدأت تطال قادة الجماهير العربية الفلسطينية في اراضي ال48 . كما حدث مؤخراً مع أمير مخول ود. عمر سعيد واتهامهم بالتعامل مع حزب الله. وكما حدث سابقاً مع د. عزمي بشارة والشيخ رائد صلاح ومحمد بركة وابو أسعد كناعنة ومنير منصور وأنطون شلحت وآخرين من قادة ومثقفي ومناضلي هذا الشعب الصابر.
المرحلة القادمة ستكون مرحلة حماية وصيانة الوجود الفلسطيني في فلسطين المحتلة سنة 48 وفي القدس المحتلة، وللوقوف ضد سياسة الترانسفير والإعتقلات والطرد والإبعاد. وكذلك ستترافق هذه المهمة النضالية الحساسة وذات الأولوية والمهمة جداً مع مهام كثيرة هامة مثل المقاومة وفك الحصار عن غزة والأسرى واللاجئين وحق العودة والجدار ومقاطعة الكيان الصهيوني، ومحاسبة مجرمي الحرب الصهاينة، وإعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية على أساس الميثاق القومي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي كان الإجماع الوحيد الذي أجمع عليه شعب فلسطين كله يوم تأسست المنظة سنة 1964. فالمنظمة الحالية تخلت عن الميثاق وعن المشروع الوطني التحرري الذي انطلقت لأجل تحقيقه. كما أنها لم تعد تمثل كل الشعب الفلسطيني ولا حتى غالبيته، وهي رهينة ومختطفة من قبل مجموعة من قادة المصادفة ومنسقي الأمن والتعاون في السياسية والاقتصاد مع المحتلين وأعداء شعبنا. كما تهيمن عليها فئة ضالة ومعزولة ومنبوذة، لذا محاربتها ومحاربة نهج الاستسلام والفساد والتنسيق الأمني والسياسي والاقتصادي مهمة وطنية ملحة.
لقد أصبحنا في الجاليات والفعاليات والمؤسسات والشخصيات الفلسطينية في الشتات وفي اوروبا بالذات نخجل من هذا الشيء، وأصبحنا نخجل من وجود سفراء لمنظمة التحرير الفلسطينية والشعب الفلسطيني لا يمثلون شعبنا ولا يمثلوننا، كما لا تجمعنا بهم أي مهام وطنية حقيقية. فهم لا يفعلون أي شيء لأجل قضية شعبهم ويمتثلون لتوصيات وسياسات وقرارات قيادتهم التي لم تتوانى عن التفريط بكثير من حقوق شعب فلسطين.
أنظروا ماذا فعل بعض هؤلاء السفراء مثل يوم التصويت على مشروع قرار قطري لادخال معونات الى قطاع غزة المحاصر، فقد عارضه مندوبا الاحتلال الصهيوني والسلطة الفلسطينية (رياض منصور) في مجلس الأمن الدولي. وفي مكان آخر ووقت لاحق قام مندوب سلطة رام الله في جنيف بسحب مشروع التصويت على تقرير غولدستون .
أما الياس صنبر ممثل السلطة في اليونسكو فقد صوت هو ومندوبا الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا ضد مشروع قرار لحماية القدس.
كما كان قبل فترة ساهم أيضاً في إفشال قرار دولي لصالح فلسطين. مما يعني أن هؤلاء السفراء يعملون أيضاً ضد الجاليات والتجمعات والمؤسسات والفعاليات والشخصيات الفلسطينية في الشتات، التي حملت ومازالت تحمل لواء القضية الفلسطينية وحق العودة واللاجئين يوميا في أوروبا والعالم.
إن منظمة التحرير الفلسطينية بشكلها الحالي وبدون ميثاقها الوطني وبدون إجراء انتخابات للمجلس الوطني ومؤسساتها لا يمكنها تمثيل شعب فلسطين. ولا التحدث بإسمه ولا توقيع أية اتفاقيات دون الرجوع اليه. فهذه المنظمة بشكلها الحالي أصبحت تشكل خطراً على القضية الوطنية والوحدة الوطنية والمصير العام لشعب فلسطين..
نضال حمد – ميلانو – ايطاليا
هنا تجدون البوم صور النكبة— foto
صور ندوة بذكرى النكبة في ميلانو – ايطاليا
Milano Nidal Hamad 15/05/2010