بالأمس عباس واليوم فياض
نضال حمد
يتضح يوما بعد يوم أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومن يعمل معه ويوافقه الرأي ويتشبه به سياسياً يتجهون نحو تحالف علني ومفتوح مع الصهاينة والإدارة الأمريكية. مديرين الظهر للأمة العربية وللشعب الفلسطيني. متنازلين عن الثوابت الفلسطينية، مثل حق المقاومة وحق العودة.
قبل أيام أعلن محمود عباس تجريمه المقاومة واعتبار سلاحها غير شرعي وخارج عن القانون. وكأن فلسطين المحتلة تعرف القوانين… كما طالب رئيس السلطة الذي يدعي رئاسته لفتح والمنظمة كذلك من مقاتلي المقاومة وبالذات فتح تسليم أسلحتهم مقابل عفو احتلالي عن المطاردين منهم. ومقابل مبالغ مالية كبيرة للآخرين. ولا ندري من أين لميزانية السلطة الفارغة أن تأتي بالأموال لتسديد أثمان قطع السلاح التي ستسلم من قبل بعض العابرين على المقاومة. خاصة ان الجهات التي تقف خلف الدعوة حددت سعر الكلاشينكوف بألفي دينار وال إم 16 بستة آلاف دينار.
واضح ان هناك ممولين أيديهم مفتوحة بسخاء من أجل إنهاء ظاهرة المقاومة وتشليح حركة فتح أولاً من آخر أثوابها النظيفة. فالدعوة لوقف المقاومة وممارسة الضغط والابتزاز على المقاومين لن تجلب لعباس ومن معه سوى المزيد من القلق والعزلة وحتى العداء. لأن هذه الدعوة خطيرة وتصل لمستوى الخيانة. خيانة المبادئ والأسس والمواثيق التي قامت على أساسها حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية. والتي عمدت بدماء عشرات آلاف الشهداء والجرحى، وقُدست بآلام وعذابات عشرات آلاف الفلسطينيين ومنهم الأسرى واللاجئين والنازحين والمبعدين والمشردين.
يجب على من تبقى من قادة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية التصدي الفعلي والعملي لدعوات عباس وفياض. لأنها دعوات خطيرة وواضحة نزعت عن جماعة أوسلو آخر أوراق التوت. لتظهر عورتهم للجميع. فدعوة عباس لنزع سلاح المقاومة ودعوة فياض للتخلي عن حق العودة تستلزم رداً صلباً وقوياً، أقله وأسرعه الدعوة لعقد مؤتمر شعبي فلسطيني يدعو لإجراء انتخابات شعبية ديمقراطية للمجلسين الوطني والمركزي في المنظمة، وحيث أمكن ذلك. ثم يبدأ العمل الجاد والحقيقي من أجل عزل عباس ومن معه، وكل الذين يوافقونه الرأي في هذه القضية واستعادة المنظمة منهم. كي تتمكن قوى الشعب المنتخبة من تمثيل الشعب الفلسطيني. أما المنظمة فمادات رهينة لدى عباس ومن معه لا يمكنها تمثيل هذا الشعب.
ثم نقول لقادة فتح والفصائل والمنظمة أنهم إذا لم يباشروا بذلك من تلقاء أنفسهم سوف يقوم الشعب الفلسطيني نفسه بهذا العمل. إذ لم تعد الأمور قابلة للتحمل أو الصبر وغض الطرف. فجماعة أوسلو حزموا متاعهم و شدوا الرحيل نحو الكنيست والبيت الأبيض. وما تصريحات رئيس وزارة عباس، السيد سلام فياض حول التخلي عن حق العودة سوى جريمة جديدة وكبيرة من جرائم التخلي عن ثوابت الشعب الفلسطيني الغير قابلة للتصرف.
قال فياض لصحيفة هآرتس الصهيونية :
” حّق العودة يجب ألاّ يقلق ( إسرائيل)، فهذا لن يتّم إلاّ بموافقتها…” .. بموافقة من يا فياض؟
ومن الذي خولك ان تتحدث باسم شعب فلسطين، باسم ملايينه اللاجئة.. ومن أنت حتى تقول كلامك أعلاه؟؟؟..
ألا تدري أن هذا الحق فردي ولا يمكن لأي شخص أن ينوب فيه عن أحد؟..
يبدو أنك لا تقرا جيداً الخريطة الفلسطينية وتجهل خطورة تصريحاتك. ولا تعرف أي شيء هام عن تاريخ فصائل العمل الوطني الفلسطيني. وعن قادة عظام من أبناء شعبنا أمثال الشهيد وديع حداد الذي علم المتخاذلين ما لم يعلموا. وعَرّف من لم يكن يريد أن يعترف بكامل التراب الوطني الفلسطيني، وبحقي العودة والمقاومة.
ويبدو أنك وأمثالك من السياسيين الفلسطينيين الذي لم يتمرغوا في تراب ووحل المعسكرات والقواعد والمخيمات، ولم يقاتلوا دفاعاً عن قضيتهم وشعبهم. يبدو أنكم بحاجة لدرس في الثوابت، ومن ثم درس آخر في الحديث عن تلك الثوابت. فحق المقاومة قائم وشرعي وممكن ومكفول قانونياً مادام هناك احتلال في فلسطين. وحق العودة كذلك. أما إذا كنتم أنتم ومن معكم في السلطة العتيدة مللتم وتخليتم عن حقي العودة والمقاومة كما تخليتم عن معظم أراضي فلسطين. فهذا غير مسموح به جماهيرياً وشعبياً ووطنياً. كما لن يقبل به شعب فلسطين ولا بكم ولا بتصريحاتكم. ويومها لن ينفع الندم حيث ستكون الأمور قد قطعت شوطاً كبيراً واحترقت آخر جسور التراجع.
بالأمس عباس واليوم فياض
24-07-2007