البروفيسور السوريّ المُعارِض بسّام طيبي بزيارة للكيان الصهيوني
البروفيسور السوريّ المُعارِض بسّام طيبي بتل أبيب:
سوريّة مستعمرة إيرانيّة شيعيّة والعلويون قتلوا السُنّة الذين يؤمنون أنّ (إسرائيل) لا تُشكّل تهديدًا عليهم
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
“بعد سنواتٍ من الحرب الدمويّة، أصبحت سوريّة مستعمرةً شيعية لإيران”، هذا ما قاله قبل عدّة أيّام البروفيسور السوريّ، بسّام طيبي، الذي يعيش في ألمانيا في مؤتمرٍ (إسرائيليٍّ) عُقد في الأيّام الأخيرة. وبحسب موقع (Jewish News Syndicate) (الإسرائيليّ) قال طيبي، الأستاذ الفخريّ للعلاقات الدوليّة في جامعة (Georg-August University of Gottingen) بألمانيا، في كلمة أمام مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجيّة في جامعة بار إيلان: لقد قتلوا عشائرنا، وعائلاتنا، العلويون من نظام الأسد قتلوا الهويّة السُنيّة لدمشق، على حدّ تعبيره، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الصراع السوري تحولّ إلى حربٍ طائفيّةٍ-دينيّةٍ، مضيفًا أن هذه الحقيقة الجوهرية غابت عن العديد من المراقبين الغربيين.
وتابع في الندوة التي عُقدت تحت عنوان “التحدّيات الإستراتيجيّة للسعودية وإيران ودول الخليج”، بمُشاركة باحثين وخبراء (إسرائيليين)، تابع: منذ الغزو الأمريكيّ للعراق في عام 2003، وسّعت إيران قوتها، واليوم، هناك كتلتان في الشرق الأوسط: السنية والشيعية، مؤكّدًا أنّ الكتلة الأقوى، هي الشيعية، وأنّ السعوديين غير قادرين على مواجهة التحدّي الإيرانيّ، وتتحكم إيران حاليًا في العراق ولبنان وسوريّة، بحسب تعبيره.
وشدّدّ على أنّ إيران تعمل مع الجهات الفاعلة الحكوميّة وغير الحكوميّة بهدف السيطرة على المنطقة، قائلاً إنّ حكومات سوريّة والعراق ولبنان تحت سيطرة طهران، وحزب الله والحوثيين (أنصار الله) والميليشيات الشيعيّة بالعراق هم أيضًا أعضاء في تحالف طهران الراديكاليّ.
وتابع: السُنّة لا يعتقدون أنّ (إسرائيل) تُشكّل تهديدًا، ولكن إيران الشيعيّة، تطمح إلى الهيمنة إلى ما هو أبعد من حدودها، مُضيفًا أنّ هناك إمكانيات كبيرة للدول السُنيّة للتعاون مع (إسرائيل) حول المخاوف المُشتركة.
وعلى الرغم من هذا التطوّر الإيجابيّ، حذّر طيبي من أنّ السعودية، التي تُعتبر اليوم رائدة في العالم العربيّ السُنيّ، تفتقر إلى سياسة لصدّ إيران بشكلٍ فعّالٍ، وقال: لا يحتمل فوز السعودية، ولكن يجب على المرء أنْ يدعمها ضد الإيرانيين. وأضاف: هناك محور القوّة القادمة من إيران إلى البحر المتوسط، ومن إيران إلى آسيا الوسطى، ومن إيران إلى البحر الأحمر، مُشيرًا إلى أنّ جميع مَنْ يتحدث عن الصراع في سوريّة لا يعترفون بالقوّة الإيرانيّة، وأنّ الصراع هو بين السُنّة والعلويين.
ورأى طيبي أنّ الغرب فشل في مواجهة التحدّي الإيرانيّ، مُوجّهًا انتقاداتٍ شديدةٍ للاتفاق النوويّ مع إيران، والذي بموجبه لا يُسمح للمُفتشين دخول المواقع العسكريّة في الجمهوريّة الإسلاميّة، مُوضحًا أنّ طهران ما زالت ناجحةً.
واستشرافًا للمستقبل رَسَمَ طيبي صورةً قاتمةً، قائلا: سوريّة، بلدي ووطنيّ، تنزف، وفي السنوات الخمس المقبلة، لن يكون هناك حل، السنيون والعلويين، وحماة العلويين، أيْ الإيرانيين، لا يستطيعون العيش معًا، على حدّ تعبير البروفيسور طيبي المُعارض للنظام في دمشق.
من ناحيته قال دانيال س. مارياسشين، الرئيس التنفيذيّ لـ”بني بريت”، وهي منظمّة يهوديّة-صهيونيّة، الذي التقى مؤخرًا مع قادة من الخليج في الإمارات، قال في المؤتمر عينه إنّه بسبب التهديد الإيرانيّ، لم يعُد القادة العرب السُنّة يخافون (إسرائيل)، بل باتوا حلفاء مُتحملين لها.
وقال البروفيسور هيلل فريش، وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط، وباحث كبير في معهد بيغن-السادات، قال إنّ مصطلح “الصراع العربيّ (الإسرائيليّ)” لم يعد ذا صلة لوصف المنطقة، مُضيفًا أنّه نزاع (إسرائيليّ)-إيرانيّ أوْ صراع فلسطينيّ-(إسرائيليّ)، والذين يُواجهون تل أبيب هم وكلاء إيران فقط.
علاوةً على ذلك، أعرب فريش عن قلقه إزّاء انسحاب أمريكا من منطقة الشرق الأوسط، واصفًا هذه السياسة بأنّها التهديد الرئيسيّ الذي يُميّز سياسة الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب وسلفه، باراك أوباما، بحسب تعبيره.
وأضاف أنّ القوى الإقليميّة غير العربيّة: (إسرائيل) وإيران وتركيا، تزداد قوتها، وبالمُقابل فإنّ الدول العربيّة تشهد تراجعًا كبيرًا، زاعمًا أنّ الأمريكيين ساعدوا في ذلك عندما دمّروا الدولة السُنيّة في العراق، والتي حلّت مكانها دولةً شيعيّةً.
وقال البروفسور بنيامين ميلر، الخبير في العلاقات الدوليّة من كلية العلوم السياسيّة بجامعة حيفا، في كلمته أمام المؤتمر إنّ طهران ربحت بشكلٍ كبيرٍ من خلال بناء ما أسماه الممّر من إيران إلى البحر الأبيض المتوسّط، مُضيفًا أنّ إدخال الديمقراطيّة إلى العراق جعل إيران وسيطًا رئيسيًا في هذا البلد، الذي يضم أغلبيةً شيعيّةً بنسبة 60 في المائة، وشدّدّ على أنّ التهديد المشترك الذي تُشكلّه إيران (لإسرائيل) والدول العربيّة السُنيّة ساعد في تحسين العلاقات بينهم، على حدّ تعبيره.