كنعان النشرة الإلكترونية 13 آب (أغسطس) 2018
■ لفهم ما لا يُفهم! تركيا، اليهود، حماس، عادل سمارة
كنعان النشرة الإلكترونية
Kana’an – The e-Bulletin
السنة الثامنة عشر – العدد 4829
13 آب (أغسطس) 2018
في هذا العدد:
■ “قانون الكيان” قَلَبَ الطابور على راسه: يوم السبت هدية “ثقافوية” للصهيونية، عادل سمارة
■ لفهم ما لا يُفهم! تركيا، اليهود، حماس، عادل سمارة
■ في رحيل المفكر الماركسي المصري سمير أمين
(1) وفاة سمير أمين، الطاهر المعز
(2) سمير أمين: رحيل الماوي الأخير
(3) رحيل سمير أمين… شيخ الماركسيين العرب
(4) سمير أمين: سيرته ومؤلفاته
■ واشنطن وأنقرة: هل يقود التوتر إلى الافتراق؟ منذر سليمان، مركز الدراسات الأميركية والعربية – واشنطن
● ● ●
“قانون الكيان” قَلَبَ الطابور على راسه
يوم السبت هدية “ثقافوية” للصهيونية.
عادل سمارة
دعى فريق الطابور السادس الثقافي إلى تظاهرة مشتركة بين فلسطينيين ويهودا “ديمقراطيين- اصول تبهيت الموقف” احتجاجا على قانون “قومية ل لا قومية”. كان ذلك في بيان من الغموض والعجز المقصود في المعنى. ومما جاء في بيانهم/ن:
“… كما وجهوا دعوة إلى النواب العرب لـ”تعليق عضويتهم جماعيا، قبل مظاهرة السبت، أو في إطار المظاهرة في اليوم المذكور، لفضح الطابع العنصري للديمقراطية الإسرائيلية”.
تعليق العضوية الكنيسيتية. جميل، ولكن هل هو تعليق من أجل يوم التظاهرة؟ وماذا بعد التعليق؟ إلى متى، وما العمل؟ وهل الرد على هذا “القانون” هو بتعليق العضوية يوما ، اياما، أي مجرد تعليق؟ ثم، الم يكن الكيان كما هو الآن قبل “القانون” فلماذا دخلتم الكنيست؟
أليس ممتعا للكيان التوقف عند تعليق العضوية، لا سيما وان ذلك يعني أن اعضاء الكنيست لم ولن يحنثوا “قسم الولاء والوفاء لدولة اليهود؟ فأية خدمة ل “ديمقراطية” الكيان هذه كل ما بها تعليق ، وعودة إلى ممارسة الولاء للكيان!
ويضيف:
“…التي ستتوّج في مظاهرة شعبية يوم السبت 11 آب/ أغسطس، ضد قانون ‘القومية اليهودية’ الذي يستهدف تشريع وجود إسرائيل كدولة احتلال واستيطان وتمييز عنصري”.
وهل كانت ما تسمى إسرائيل قبل هذا القانون دولة غير عنصرية؟ وهل نحن مقيدين بتشريع مشرعي الكيان الاستيطاني الاقتلاعي؟ إذن لم يعترض هؤلاء على الكيان لولا أنه فعلها بتصدير “قانون”!!
“… وأكدوا على ضرورة “تعزيز مكانة لجنة المتابعة العليا والعمل على إعادة بنائها وهيكلتها على أسس ديمقراطية والانتخابات، وصولا بحيث تصبح برلمانا يحتضن ويدافع عن الحقوق الجماعية للفلسطينيين في الداخل، وعلى رأسها حق تقرير المصير، وكأداة عمل مع القوى اليهوديةـ الإسرائيلية الديمقراطية والمعادية للصهيونية والعنصرية”.
نحن أمام امبراطورية فلسطينية في المحتل 48. لجنة المتابعة برلمانا وأعضاء الكنيست في برلمان الكيان! مدهش هذا الإنجاز. إذا كانت هذه اللجنة ستصبح برلماناً للعرب الفلسطينيين، بغض النظر عن مبناها، فما معنى بقاء أعضاء الكنيست! ثم ما هو تقرير المصير للفلسطينيين اي اين؟ أقصد في كم بوصة من الوطن المغتصب؟ وما معنى العمل مع القوى اليهودية الديمقراطية…الخ؟ عمل في ماذا؟ أليس المقصود دولة واحدة بما يسمح به الكيان، ولن يسمح؟
أليس ملحوظاً الكم الواضح من التناقض في بيانهم القائم على موقفهم. فبيانهم لا يتضمن أن الوطن مغتصب مع انه حق شعبنا، وبأن برلمانهم ليس لنا موقعا فيه، وبأن “النضال” مع اي يهودي يعيش في الكيان هو استقواء بالضعف، وبأن هذا “النضال” هو على قاعدة بقاء الكيان كواقع لا جدال فيه.
اي نضال مشترك يوجب على اليهودي النضال لتحرير فلسطين والإقرار بأن شعبنا يعيش بسبب الكيان حالة محرقة ممتدة نقلها اليهود من محرقتهم المشتدة.
ثم يضيف: “… مع التأكيد على التمسك بمنظمة التحرير ككيان معنوي موحد وقائد لكفاح شعبنا على قاعدة إعادة بنائها على أسس وطنية وتمثيلية وديمقراطية بما يكفل استعادة التطابق بين قصية فلسطين وشعب فلسطين وجغرافية فلسطين وحركته الوطنية”.
ما هذه الرقعة التي لا تغلق الهريان في الثوب؟ ما موقع م.ت.ف. في “النضال” مع الصهاينة الديمقراطيين، وإلى جانب بقاء عضوية الكنيست، والدور المطلوب للجنة المتابعة في المحتل 48؟
ما هذه المخاليط التي يحكمها عقل مرتبك يحاول مداراة تفريطه بإرضاء جوانب متناقضة كحكومات الطوائف في لبنان.
إذا كان لنا أن نتذكر في هذا الصدد، فنتذكر ما أُسمي “بيان أل 55” الذي صيغ لشجب العمليات الاستشهادية.
هنيئا للكيان بهذه القشرة العالقة على جسد شعبنا.
● ● ●
لفهم ما لا يُفهم! تركيا، اليهود، حماس
عادل سمارة
يضيق الخناق على الفهلوي أردوغان. ولا خناق أخطر من الخناق الاقتصادي، دعك من الخناق النفسي والسياسي وحتى العسكري. الليرة تتدهور والحساب الجاري يتدهور، وتدفق الاستثمار الأجنبي المباشر يتوقف والبنوك تطالب بأموالها بالعملات الصعبة وفي مدى قصير، والبيع للنفطيات تغلق طريقه سوريا والاستثمار في العمران لا يُنتج غذاء ولا ربحا ولا مواد للتصدير.
يمكنك فهم مشاكسات أردوغان لأمريكا، وحتى فهم ضغوطات امريكا “الناعمة” على بلد عميل هو تركيا لأنها لا تزال ضرورية ضد الأمة العربية ولا بد من منعها دخول مخدع القيصر لا شرعا ولا زنىً.
لكن ما ليس من السهل فهمه:
أولاً: أن يقول اردوغان:
“… إن لوبي الفائدة (أي البنكيين اليهود) يريدون تدمير تركيا”!
He says that the ‘interest lobby’ (meaning (Jewish) bankers), wants to damage Turkey.
عجيب! وهل هناك صديق للكيان الصهيوني في العالم أكثر من تركيا؟ فكيف يفعل البنكيون اليهود ذلك إلا إذا اصبح هؤلاء البنكيين اليهود ضد الكيان الصهيوني.
لذا يقول له هؤلاء: ” سوف تحصل على اعتمادات أكثر إذا لم تُشر إلى البنكيين (اي اليهود)”.
You’ll get more cred not referring to “(meaning (Jewish) bankers),”,
وثانياً: أن ترى في حراك غزة ضد الكيان الصهيوني إلى جانب العلم الفلسطيني العلم التركي. كيف تكون عواطف قوى الدين السياسي مع تركيا بينما تسليح غزة من سوريا وإيران!أم أن تركيا وقطر يمولان قوى الدين السياسي.
هل فَهِمْنا ما لم يُفهم؟ (مأخوذ عن ديوان أبو العلاء المعري اللزميات:لزوم ما لا يلزم). بالمناسبة نفس الإرهابيين الذين ضختهم تركيا، لبنان والأردن هم الذين دمروا تمثال أبو العلاء المعري!