مؤسسة القدس الدولية تطلق تقرير “عين على الأقصى” السنوي:
الاحتلال يتقدم نحو تقسيم الأقصى مكانيًّا واقتحامات السياسيين والمستوطنين تستبيح المسجد بصورة غير مسبوقة
مؤسسة القدس الدولية تطلق تقرير “عين على الأقصى” السنوي:
للاطلاع وتحميل الملخص التنفيذي أضغط هنا
عقدت مؤسسة القدس الدولية اليوم الثلاثاء 18/9/2018، مؤتمرًا صحفيًّا في العاصمة اللبنانية بيروت لإطلاق تقريرها السنويّ الثاني عشر “عين على الأقصى” الذي يرصد تطورات الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد والمواقف وردود الفعل المختلفة ضمن الفترة الممتدة من 1/8/2017 إلى 1/8/2018، بحضور شخصيات دبلوماسية وسياسية ودينية وفكرية وإعلامية وممثلين عن القوى الأحزاب الفلسطينية واللبنانية.
وقال معالي الأستاذ بشارة مرهج نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية في كلمة الافتتاح:” إن المسجد الأقصى المبارك اليوم في خطر حقيقي يستهدف هويته ومعالمه وأجزاءه، وعلينا أن نتحمل المسؤولية في الدفاع عنه وحمايته والحفاظ عليه، فمساجدنا وكنائسنا وأديرتنا هي أمانة ربانية، لا نقبل الاعتداء عليها أو سرقتها أو تزويرها، ولا نقبل تقاسمها مع الاحتلال أو التدخل في شؤونها وإدارتها”.
واستعرض مدير عام المؤسسة الأستاذ ياسين حمود أبرز ما جاء في التقرير، وقال:” يستمرّ استهداف الاحتلال للوضع القائم التاريخي للوصول إلى وضع جديد تكون فيه السّيادة على المسجد بيده، ولمسناه في تطوّر الاقتحامات وما يرافقها من ممارسات وصلوات تلموديّة تتمّ تحت عين الشرطة وبرعايتها، وعودة الاقتحامات السياسية لأعضاء الكنيسيت ووزراء في حكومة الاحتلال”.
وقال حمود: ” بلغ عدد الذين اقتحموا المسجد الأقصى خلال مدة الرصد ما بين 1/8/2017 و1/8/2018، نحو 33198 مقتحمًا، من المستوطنين وعناصر الاحتلال الأمنية والطلاب اليهود بارتفاع 40.3% عن العام الماضي، فيما اعتمدت “منظمات المعبد” تكتيكًا يقوم على زيادة الاقتحامات عامًا بعد عام حتى تقدَّم هذه الزيادة كانعكاس لمطالبات شعبيّة يمكن معها إلزام حكومة الاحتلال بالاستجابة لمطالب أخرى وتحويل الوجود اليهودي في الأقصى من مؤقت إلى دائم”.
وأوضح التقرير أن أذرع الاحتلال استفادت من الأعياد والمناسبات التهويديّة لإدخال أكبر عدد من المقتحمين، فقد بلغ عدد مقتحمي الأقصى نحو 1400 مستوطن خلال عيد العُرش اليهودي (8-10/10/2017)، كما اقتحم المسجد 1620 مستوطنًا في ذكرى احتلال الشطر الشرقي من القدس (13/5/2018).
وأوضح التقرير أن أذرع الاحتلال استفادت من الأعياد والمناسبات التهويديّة لإدخال أكبر عدد من المقتحمين، فقد بلغ عدد مقتحمي الأقصى نحو 1400 مستوطن خلال عيد العُرش اليهودي (8-10/10/2017)، كما اقتحم المسجد 1620 مستوطنًا في ذكرى احتلال الشطر الشرقي من القدس (13/5/2018).
وبيّن التقرير أن سلطات الاحتلال أبعدت نحو 130 مقدسيًا عن الأقصى خلال الرصد، فضلًا عن منع تنفيذ 20 مشروعًا لإعمار الأقصى.
وأكد التقرير أن الحفريات والمشاريع التهويدية التي تهدد الأقصى فوق أرضه، وأسفل منه، وفي محيطه لم تتوقف، بل تطورت في التبني الرسمي الإسرائيلي لها عبر تخصيص وزيرة الثقافة نحو 17 مليون دولار لخطة حفريات في محيط الأقصى. وتحوّلَ عدد من هذه الحفريات إلى كُنسٍ يهودية، وقاعات لتنظيم المناسبات الدينية والاجتماعية اليهودية، ومزارات للسيّاح يتلقون فيها شروحاتٍ محرّفة لتاريخ يهوديّ مختلق في المكان. وقد ظهرت تداعيات الحفريات الخطيرة على بنيان الأقصى بعد سقوط حجر من سوره الغربيّ في تموز/يوليو 2018 جرّاء الحفريات التي يجريها الاحتلال أسفل المتحف الإسلامي الواقع في الزاوية الجنوبية الغربية للأقصى. وقد شهدت مدة التقرير تقدم الاحتلال في عدد من المشاريع التهويدية الكبرى في محيط الأقصى، منها مشروع “بيت هليبا” أو “بيت الجوهر” التهويدي الواقع على بعد 100 متر من سور الأقصى الغربي، ومشروع منصة الصلاة الخاصة بـ”اليهود الإصلاحيين” الملاصقة للسور الغربي للأقصى، ولكنّ أخطر ما رصده التقرير هو تقدم الاحتلال في مشروع التقسيم المكانيّ للأقصى عبر استهداف المنطقة الشرقية من المسجد، ومحيط سوره الشرقي.
وأكد التقرير أن التصعيد في المنطقة الشّرقية كان سيّد التّطورات حيث عمل الاحتلال على إخلائها تمامًا من المسلمين في فترة الاقتحامات، مع تزايد حالات أداء المستوطنين الصلوات التلمودية في المنطقة، بالإضافة إلى سعي الاحتلال إلى تحويل مقبرة باب الرحمة إلى حديقة تلمودية للمستوطنين عند السور الشرقي للمسجد. وهذا المخطط لا ينفصل عن مخططات أخرى تستهدف الجهة الشرقية من داخل المسجد الأقصى ومن خارجه حيث يستعد الاحتلال لإنشاء قطار هوائي (تلفريك) يتنقل المستوطنون والسياح عبره في محيط الأقصى، وستكون المنطقة الشرقية المقابلة لسور الأقصى الشرقي من الخارج إحدى محطاته.
وأوضح التقرير أنّ الاحتلال كان معنيًّا بإخفاء هزيمته في معركة البوابات الإلكترونية التي حاول تركيبها على أبواب الأقصى في تموز/يوليو من العام الماضي، واتخاذ الإجراءات التي يحسب أنّها ستمنع تكرارها. فنصب أبراج المراقبة في باب العمود لإحكام القبضة الأمنية على البلدة القديمة والأقصى، وركّز نقطة أمنية فوق مبنى باب الرحمة داخل المسجد الأقصى من جهة الشرق، وعمد إلى تركيب كاميرات مراقبة ذكية في مواجهة أبواب الأقصى، وانقضّ على المصلين في الأقصى في الذّكرى الأولى لانتصار المقدسيين في هبة باب الأسباط أو معركة البوابات الإلكترونية.
وأكد التقرير أنّ الاحتلال بات يستسهل إفراغ الأقصى من المصلّين ويستسيغ إغلاق المسجد، وهذا ما كرّره يومي 27/7 و17/8/2018، الأمر الذي يحتّم منع الاحتلال من إغلاق المسجد مطلقًا، وعدم الاكتفاء بالاعتصام والصّلاة عند أبواب المسجد في كلّ مرة ينفّذ فيها اعتداءه هذا.
وفي المواقف والتّفاعل مع الأقصى، أكد التقرير أنّ الموقف الشعبي العربي والإسلامي لا يزال خط الدفاع الأول عن المسجد في ظلّ تهافت المواقف الرسمية واتجاهها إلى مزيد من التراجع أمام صلف الموقف الأمريكي الداعم للعدو الصّهيوني، وأظهر التفاعل الشعبيّ العربي والإسلامي مع القدس والأقصى أنّ رصيد القدس لا يزال عاليًا في وجدان شعوب الأمة على الرغم من جراحها، فقد انطلقت مئات المسيرات والفعاليات في الدول المختلفة دعمًا للقدس ورفضًا لقرار ترمب، وتجلّت ذروة الإبداع في الحراك الشعبي بانطلاق مسيرات العودة في 30/3/2018 في فلسطين عمومًا، وقطاع غزة خصوصًا.
وختم التقرير بسلسلة من التوصيات، أبرزها دعوة السّلطة الفلسطينيّة إلى التساوق والانسجام مع ما يريده الفلسطينيون لا ما تفرضه الولايات المتحدة والاحتلال، ووقف التنسيق الأمني، ومدّ اليد إلى تحقيق مصالحة حقيقية وإطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية، كما أوصى التقرير بنقل تجربة مسيرات العودة إلى كل أماكن الوجود الفلسطيني خاصة القدس والضفة الغربية بالطريقة التي تناسب كل مكان، واستنهاض الشعب الفلسطيني لمواجهة التحديات الخطيرة.
ودعا التقرير الأردن إلى التعامل بحزم مع اعتداءات الاحتلال على الأقصى، والدفاع عن الحصرية الإسلامية في إدارته بكل ما يمكن، وحماية موظفي الأقصى ودعمهم لمزيد من التصدي لعربدة المستوطنين في الأقصى، وتوجيه الأوقاف الإسلامية في القدس لتأهيل المنطقة الشرقية من الأقصى رغمًا عن الاحتلال، وكذلك وقف التعاون مع الاحتلال لا سيّما أنّ ذلك يضع رقبة الأردن تحت المقصلة الإسرائيلية، ما يصعب عليه مواجهة اعتداءات الاحتلال على الأقصى.
ودعا فلسطينيي الضفة الغربية إلى إدراك دورهم كحاضنة للقدس وشريان حياة للأقصى والعمل على الوصول إلى أقرب نقطة للأقصى لإقامة الصلوات والفعاليات هناك إذا ما منعوا من الوصول إليه.
وأضاف التقرير في توصياته، “القدس ليست عنوانًا للبيع أو التفاوض تحت أي عنوان، لا سيما إذا كان العنوان “سلامًا” يخدم الاحتلال، فالمطلوب أن تترسّخ قناعة لدى الحكومات العربية والإسلاميّة بأنّ التفريط بالقدس دونه سقوط حكومات. وندعو الحكومات العربية والإسلامية إلى إعلان مضاد لإعلان ترمب يتم فيه ترسيخ أنّ القدس بشطريها عاصمة أبدية لكل فلسطين، وتقديم كل الدعم للقدس والمقدسيين”.
وأشاد التقرير برباط المقدسيين وصمودهم، داعيًا إلى تكثيف الرباط في الأقصى خاصة في الفترة الصباحية، وتكثيف الحضور في المنطقة الشرقية للمسجد الأقصى المعرضة للاستيلاء، واستمرار مسيرات العودة، واستنهاض الهمم في الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948 وأماكن اللجوء وعدم انتظار سيف الصفقات المشبوهة حتى يصل إلى الرقاب، كما طالب الشعوب العربية إلى الضغط على الحكومات لمنع انجرارها وراء الصفقات المشبوهة التي تضيع المقدساتوالحقوق، والضغط لوقف التطبيع مع الاحتلال على الصعد كافة ومهما كانت الذرائع.
وتخلل المؤتمر فيديو مسجل قدمه الأستاذ هشام يعقوب رئيس قسم الأبحاث والمعلومات في المؤسسة ومحرر التقرير شرح فيه المخاطر المحدقة بالمنطقة الشرقية في الأقصى ضمن مشروع التقسيم المكاني.
للاطلاع وتحميل الملخص التنفيذي أضغط هنا