خمسون سؤالا فى الذكرى الثامنة لثورة يناير – محمد سيف الدولة
أسئلة النظام:
1) هل النظام الحالى فى مصر يمثل ثورة يناير ام هو تصحيح لمسارها أم انه يقود الثورة المضادة؟
2) وما هى طبيعة هذا النظام؟ ما هى انحيازاته الخارجية؟ هل هو تابع ام مستقل؟ وطنى وعروبى ام العكس؟ وما هى انحيازاته الداخلية والطبقية؟ من الذى يمثلهم ويحمى مصالحهم؟ هل يُصلح الاقتصاد ويقويه ام انه يضعفه ويزيد من ديونه وتبعيته؟ هل هو ناصرى ام ساداتي؟ امتداد لنظام مبارك أم يختلف عنه؟ وما هى اوجه الاختلافات؟ هل هو نظام مدنى ام عسكرى، فردى أم مؤسسى، ولأى درجة؟ هل لاستبداده أسقف وحدود ام انه استبداد مطلق؟ هل يستهدف بالفعل تثبيت الدولة ام تثبيت حكمه؟ هل يواجه الارهاب ام يوسع من حاضنته الشعبية؟ هل يحمى المسيحيين ام يستغلهم؟ هل يستمد شرعيته من الداخل ام من الخارج؟ وهكذا.
3) من هم اصحاب المصلحة فى نظام الحكم الحالى؟ ومن هم اصحاب المصلحة فى تغييره؟
4) ما هى المكتسبات التى حققتها ثورة يناير وتم اجهاضها فى السنوات الاخيرة؟
5) هل أركان النظام فى مصر على قلب رجل واحد، ام أن هناك تناقضات وصراعات بين الرؤى والمصالح ومراكز القوى داخله؟ وهل بينهم صقور وحمائم؟
6) لماذا لا يسمح النظام بذات الهامش الديمقراطى الذى سمح به مبارك؟
7) ما هى اجندة واستراتيجية ونوايا وتحالفات عبد الفتاح السيسى ونظامه فى السنوات القادمة؟
***
اسئلة الثورة:
8) لماذا انسحب الجميع من الميدان بعد تنحى مبارك، رغم انهم كانوا يرفعون شعارات عن اسقاط النظام كله وليس مبارك فقط؟ ولماذا لجأت كل التيارات السياسية من اسلاميين ومدنيين فى مرحلة من مراحل الثورة للتحالف والتنسيق بل والانقياد خلف مؤسسات الدولة والنظام القديم ضد شركائها الآخرين فى ميدان الثورة؟ فعلها الاخوان اولا ثم حذت حذوهم القوى المدنية فيما بعد.
9) ما هى أهم أخطاء وخطايا من قادوا وشاركوا فى الثورة من كافة التيارات؟ وهل هناك امكانية للاعتراف والاعتذار والتصحيح؟ ولماذا لم يحدث حتى الآن؟
10) بعد ان فشلت كل من خريطتى الطريق المتصارعتين واللتين أديتا لانقسامنا فى مارس 2011؛ خريطة الانتخابات اولا (2011ـ 2013) وخريطة الدستور أولا (2013ـ 2019)، ماذا كانت خريطة الطريق الصحيحة التى كان أجدر بنا ان نتبناها جميعا ونتوحد حولها؟
11) اذا كان الفائز فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية2011 و 2012 هى شخصيات وقوى من التيار المدني وليس الاخوان المسلمون، هل كانت ستسمح الدولة العميقة ومؤسساتها بانتزاع السلطة من اياديها ام انها كانت ستكرر معها ما فعلته مع الاخوان؟
12) ما هو موقف مؤسسات الدولة الثلاث؛ الجيش والشرطة والقضاء، من اى تغيير ثورى او ديمقراطى فى مصر؟ وهل يمكن ان تنجح اى ثورة، تتحالف ضدها كل هذه المؤسسات؟ وهل تعاملت معها قوى ثورة يناير بكل اطيافها بطريقة صحيحة؟ وماذا كان امامها من بدائل ممكنة؟ وكيف سيتم التعامل معها فى اى مشروع للثورة او للاصلاح او للتغيير فى المستقبل؟
13) لماذا أيدت غالبية الاخوة المسيحيين عبد الفتاح السيسى؟ وهل يمكن ان ينجح اى نظام او تيار يلقى رفضا من الغالبية الساحقة منهم؟
14) كيف استطاعت الدولة ان تخترق صفوف الثورة بكل هذه العناصر الامنية والانتهازية التى ادعت ثوريتها ودعمها لثورة يناير ثم انقلبت عليها فيما بعد؟
15) وكيف سمحنا باختراق رجال الاعمال لثورتنا، وان تكون صحفهم وقنواتهم الفضائية هى المتحدثة باسم الثورة والموجهة لخطابها ومطالبها؟
***
اسئلة الخارج:
16) هل تتقرر طبيعة ومستقبل نظام الحكم فى مصر ومن الذى يحكمها، من داخلها او من خارجها؟
17) وما هو النظام الامثل لمصر من المنظور الامريكى والاسرائيلى والسعودى والخليجى والاوروبى؟
18) وهل ستسمح كل هذه الاطراف الدولية والاقليمية والعربية بتغيير النظام فى مصر ضد مصالحها؟
19) وهل الامر يتوقف على ارادتها، ام انه بمقدور القوى الوطنية المصرية المستقلة ان تفرض ارادتها ونظام الحكم الذى تريده على الجميع؟
20) ولماذا تسابق “الجميع بدون استثناء” على اعطاء التطمينات للامريكان ومجتمعهم الدولى عن نوايا الثورة تجاه المصالح الامريكية والعلاقات مع اسرائيل؟ وبماذا أفادتنا هذه التطمينات فى نهاية المطاف؟
21) هل الرهان على الظرف الدولى والاقليمى والدعم الامريكى فى الفترة من 2004 الى 2011 كان خيارا صحيحا ام انه كان فيه مقتل الثورات العربية وفى القلب منها الثورة المصرية؟
22) وهل يمكن حماية حقوق الانسان فى مواجهة انظمة الحكم المستبدة بدون دعم وحماية وضغوط المنظمات الحقوقية الدولية؟
23) ومتى نكف عن الرهان على الخارج؟
24) وهل يمكن ان تكون هناك ثورة مصرية او عربية حقيقية لا تعادى امريكا و(اسرائيل) ولا ترفض كامب ديفيد ولا تدعم فلسطين؟
***
أسئلة الانقسام:
25) هل يعبر الانقسام والصراع المدنى الاسلامى عن واقع ومشكلات مصر الحقيقية ام انه كان الاجدر تصنيف القوى وبناء الجبهات والتحالفات وفقا لمواقفها الوطنية والطبقية بعيدا عن الرايات الايديولوجية؛ مواقفها من التبعية وامريكا ومن اسرائيل وكامب ديفيد ومن صندوق النقد وتوزيع الثروة .. الخ؟
26) لماذا يتفوق الاسلاميون على نظرائهم من التيارات الاخرى فى غالبية الاستحقاقات الانتخابية فى مصر وعديد من الاقطار العربية؟
27) وهل سيستمر هذا الوضع الى ما لا نهاية؟ ام ان هناك فرصة لاعادة التوازن مستقبلا بين تيارات الامة من حيث درجات التاثير والانتشار الجماهيرى؟
28) وهل ستسمح الاطراف النافذة فى الداخل والخارج ان تشهد مصر او اى بلد عربى حياة ديمقراطية وتداول سلمى للسلطة وانتخابات نزيهة 100%، فى حالة فوز الاسلاميين بالأغلبية مرة اخرى؟
29) ام انه يجب الا يكون هناك مكان للإسلاميين فى اى حياة سياسية قادمة؟
30) وفى هذه الحالة، هل يمكن اجتثاثهم تماما، هم أو غيرهم، من الحياة السياسية المصرية والعربية؟ وكيف يمكن ذلك بدون الزج بمجتمعاتنا فى دوامات من الصراعات والحروب الاهلية، او فى اضطراب وتهديد دائم للاستقرار فى أحسن الاحوال؟ ولدينا نماذج لذلك فى العراق ولبنان والجزائر وآخرين.
31) هل الصراع والانقسام والرفض والكراهية الحالية بين التيارين المدنى والاسلامى هو وضع طبيعى نابع عن سلوك مستقل، ام انه انقسام موجه من السلطة، مع حظر تام لأى محاولات لرأبه؟
32) وهل يمكن لتيار واحد من تيارات الامة الفكرية والسياسية الاربعة ان ينجز مشروع التغيير والتحرر والتقدم منفردا؟ ام انه لا غنى لأحدنا عن الآخر؟
33) هل تقتصر المطالبة بالحقوق والحريات لأنصار التيارات التى ننتمى اليها فقط، ام انها يجب ان تمتد لتشمل خصومنا السياسيين ايضا؟
34) هل سيتم الافراج عن المعتقلين الاسلاميين قريبا ام انهم سيقضون نحبهم فى السجون؟ وماذا سيكون تأثير ذلك على اجيالهم القادمة؟
***
أسئلة المستقبل:
35) ما هى اهم التحديات أو الفرص التى تواجه قوى المعارضة الوطنية؟ هل تستطيع معارضة الداخل أن تفك الحصار المفروض عليها وتنجو من الاستهداف والمطاردة والتهديد المستمر وتشرع فى شق طريق الحقوق والحريات مرة أخرى؟ أو تستطيع معارضة الخارج ان تحافظ على استقلالها؟ وتنأى بنفسها عن اى محاور او تحالفات اقليمية أو دولية؟
36) هل تكمن المشكلة فى العصف بالاخوان وازاحة اول رئيس مدنى منتخب؟ أم تكمن فى غدر النظام بشركائه من القوى المدنية فى 30 يونيو بعد ازاحة الاخوان؟ ام تكمن فى اجهاض ثورة يناير كلها والعصف بكل حرياتها ومكتسباتها وانحيازاتها وقواها وتياراتها؟ أم ان ثورة يناير بكل احداثها وتطوراتها وقواها وكل من شارك فيها، لم تكن سوى كارثة كادت ان تهدم الدولة المصرية كما يدعون؟
37) وهل الهدف هو استرداد ما قبل 3 يوليو 2013 أم اشراك القوى المدنية فى الحكم مع بقاء الحظر المفروض على الاسلاميين؟ ام استعادة ظروف وأجواء يناير 2011؟ وايهم يمكن ان يكون محل اجماع من كافة قوى المعارضة اليوم؟
38) هل يمكن فى ظل النظام الحالى ان تشهد البلاد انتخابات رئاسية او برلمانية نزيهة وعادلة تتساوى فيها فرص المكسب والخسارة للجميع؟
39) هل يمكن استعادة الهامش الديمقراطى الذى كان قائما ايام مبارك؟
40) هل يمكن تكرار ما حدث فى ثورة يناير؟
41) واذا حدث فكيف نتجنب السقوط فى ذات المصير والانتهاء الى ذات المآلات؟
42) وما الفرق بين المشهد السياسى والاقتصادى والخارجى اليوم وبين مثيله فى السنوات الاخيرة لمبارك؟
43) ما هى اهم الافكار والاقتراحات والمشروعات والاستراتيجيات المطروحة حول كيفية التعاطى مع حالة البطش والاستبداد الحالية؟ هل هناك من مخارج قابلة للتحقيق؟
44) وفى هذا الاطار ما هى المهمات الوطنية والسياسية “العملية” فى حدودها القصوى والدنيا لعام 2019 والسنوات القليلة التالية؟
45) وما هى ادوات التغيير المتاحة اليوم ان وجدت؟
46) هل لا يزال من عارضوا مبارك مثل قادة واعضاء حركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير واخواتها، قادرين على تكرار التجربة ام انه تم حصارهم او كسرهم أو احتواءهم أو تحييدهم؟
47) واذا استمر السيسى فى حكم مصر لعشرين سنة قادمة على غرار اسلافه من رؤساء وحكام مصر، فماذا ستكون طبيعة ادوار وردود افعال الحركة السياسية المصرية خلال هذه السنوات؟
48) هل ستشهد مصر عودة مرة اخرى الى التنظيمات السرية التى تعمل خارج القانون والشرعية، كرد فعل على الاغلاق والتاميم الحالى للحياة السياسية؟
49) هل نقر ونعترف بفشل وهزيمة ثورة يناير، ونعكف على دراسة التجربة لنتعلم من دروسها واخطائها وخطاياها، لنبدأ مرحلة جديدة بافكار واستراتيجيات وقوى جديدة؟ ام انه لا يزال بالإمكان استرداد الثورة؟
50) ماذا يحمل جيل وشباب ثورة يناير الذى تنحصر اعماره اليوم بين 25 الى 35 عاما من مميزات وامكانيات وافكار واضافات جديدة تؤهله للنجاح فيما فشلت فيه الاجيال السابقة عليه؟
*****
القاهرة فى 25 يناير 2019
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com