ربى العاصي أسيرة و ابنة أسير – نضال حمد
ربى فهمي العاصي الطالبة الجامعية التي قام الاحتلال الصهيوني باعتقالها قبل أيام في الضفة الغربية هي ابنة الأسير الفلسطيني فهمي العاصي، المعتقل في سجون (اسرائيل) منذ سنوات طويلة.
كتب الأسير المحرر حسام الرزة..
“فهمي العاصي والد رشا وربا كنت قد التقيته في سجن النقب في الأعوام٢٠٠٤-٢٠٠٧ وكان يعاني من الاعتقال الإداري الذي عاش تحت وطأته اكثر من اربع سنين متواصله وكان قبل كل تمديد يعيش وهم الإفراج ليلتقي بزوجته وصغيرتيه”.
كانت ربا في ذلك الوقت طفلة صغيرة، اعتقدت أن والدها قتل على أيدي الجنود (الاسرائيلين)، بعدما شاهدت الدماء تغمر المكان الذي اسر منه والدها ورأت بعينيها البريئتين صراخ إمها وبكائها ليتبين لاحقا ان رفيقيه قد استشهدا وانه هو على قيد الحياة.
عاشت طفولتها البرئية وهي تعتقد إن أمها تكذب عليها حين تقول لها أن والدها في السجن وسوف يعود يوماً ما.
أما والدها الاسير فهمي العاصي كان يعيش في السجن الصهيوني تحت ضغط مأساتين الأولى مأساة السجن وارهاب وقمع وتعذيب السجان، والمأساة الثانية كانت كما كتب الاسير المحرر الرزة ” كيف يقنع ابنتيه انه لا زال حيا، ولازال يسير على قدميه في ظل منع الزيارات، وحصر التواصل مع الاهل
فقد اقتصر التواصل آنذاك بين الأسرى وعائلاتهم فقط بالبلفونات المهربة.”.
كان يتصل بهم يوميا ويتحدث معهن لاكثر من ساعه في اليوم الواحد، والاتصالات مكلفة والتلفونات المهربة كانت اسعارها مرتفعة جدا جدا. لأنها الوسيلة الوحيدة للتواصل بين الأسرى وذويهم.
بقي فهمي العاصي يتصل ويتحدث مع طفليته لسنوات عديدة الى أن أقنعهما بأنه لازال حيا وأنه موجود في السجن الصهيوني.
واصل اتصالته الهاتفية بهما الى أن اقتنعتا بأنه مسجون لدى العدو (الاسرائيلي). إلى أن اقتنعن ( أن اليهود الصهاينة حابسينه) كما يقول رفيقه حسام الرزة ويضيف: ” لكنهما لم تعودا تصدقانه بعدما كذب عليهما ستة عشر مره في كل تثبيت أو استئناف بأن المحكمة الصهيونية سوف تتخذ قرارا بالافراج عنه “.
ذات يوم أخبرته إدارة السجن أن اعتقاله الإداري قد انتهى وفي الغد سوف يتم إطلاق سراحه قضى ليلته على البلفون يتحدث مع زوجته وابنتيه، وكانوا كلهم يتخيلون روعة اللقاء في صباح اليوم التالي.
لكن عند الساعة العاشره من يوم الإفراج عنه أحضرت له اداره السجن قرار محكمة جديد يأمر بتمديد جديد لاعتقاله، ستة أشهر جديدة.
فهمي العاصي الذي عاش ولازال يعيش عذاب السجن منذ سنوات طويلة يعيش اليوم معاناة جديدة تتمثل في اعتقال ابنته، التي سوف تعيش في السجن نفس الاشياء التي عاشها هو نفسه. نفس العذاب والقمع والظلم والارهاب.
الاعتقال الاداري في السجون (الاسرائيلية) سياسة ارهابية غير انسانية ولا قانونية، تعتمدها سلطات الاحتلال ويعتمدها القضاء الصهيوني ضد الفلسطينيين.
الاعتقال الاداري لستة اشهر قابلة للتمديد مدى الحياة وبدون توجيه تهمة للمعتقلين وبدون محاكمتهم.
مئات المعتقلين الفلسطينيين لازالوا في المعتقلات وفق هذا القانون الصهيوني.
ليست هي المرة الأولى التي يعتقل فيها الاحتلال أب وأبنته أو ابنه أو حتى زوجته. فهناك العديد من الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلوا وكان اولادهم يوم اعتقالهم أطفالا. إنه من أشد أنواع الظلم والقهر أن لا ترى طفلك لسنوات، ثم تتعرف عليه عن قرب في السجن، وهو مكبل بالأغلال والأصفاد تماما مثلك .. هذا يحدث منذ عشرات السنين مع المعتقلين الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الصهيونية.
نضال حمد في 11 تموز 2020