فيلم عمر افتتح مهرجان الفيلم العربي الرابع في أوسلو
نضال حمد
مهرجان أيام الفيلم العربي في دورته الرابعة في العاصمة النرويجية أوسلو يبدأ من الرابع وحتى السادس من ابريل – نيسان 2014 مع مجموعة من الأفلام العربية الجديدة.يفتتح المهرجان رسميا مع المخرج الفلسطيني هاني أبو اسعد وفيلمه الرائع ( عمر ) الذي حصد جوائز عالمية وعربية عديدة وترشح للأوسكار مؤخرا. كما تقام بعد العرض الافتتاحي لفيلم عمر ندوة مع مخرج الفيلم وأبطاله على هامش المهرجان.
يحظى مهرجان الفيلم العربي منذ انطلاقته قبل أربعة أعوام باهتمام الإعلام النرويجي والمؤسسات الفنية والسينمائية والثقافية في النرويج. وأصبح واحدا من المهرجانات السينمائية السنوية التي فرضت نفسها في بلاد الفايكنغ حيث هناك مهرجانات سنوية عديدة تقدم أعمالا سينمائية لمخرجين عرب وأفارقة وآسيويين ومن أمريكا اللاتينية، ولمخرجين من تلك القارات يقيمون في بلاد أجنبية وأوروبية. وسبق للمهرجان ان قدم أفلاما عربية عديدة من فلسطين ولبنان وسورية ومصر وتونس والمغرب والجزائر والعراق وليبيا وقطر والسعودية.
أصبح للمهرجان جمهوره النرويجي والعربي المقيم في أوسلو وجوارها، الذي ينتظره كل عام وهو بشوق لمشاهدة أحدث الأفلام الوثائقية والتسجيلية والروائية والطويلة والقصيرة العربية، وأفلاما أخرى لمخرجين عرب مقيمون في العالم الغربي وبالذات الأوروبي. حيث يحظى باهتمام المعنيين والمثقفين والإعلاميين وأهل السينما والفن في النرويج. وكذلك بشوق الجمهور للقاء صناع السينما العربية في أوسلو في نيسان – ابريل من كل عام.
يعود اهتمام مديرا ومنسقا مهرجان الفيلم العربي في النرويج وهما الشابان المتألقان كريستيان تاكفام كيندت و يرموند غرانلوند الى فترة دراستهما للغة العربية في جامعة أوسلو، ومن ثم انتقالهما لمواصلة الدراسة في مصر وسورية. حيث أعجبا بالمجتمعين المصري والسوري وبالثقافة والسينما هناك.
في معرض جوابه على سؤال عن ذلك أجاب كريستيان
(عندما دخلت في الجامعة كنت أريد تعلم اللغة العربية لأنها لغة جميلة وصعبة فقلت لازم أجرب ودرست سنة وذاكرت فيها كثيرا ولكن بعد تلك السنة اكتشفت أنني مازلت لا أتقن العربية ولذا قررت السفر الى الشرق الأوسط للتعلم والدراسة فسافرت الى سورية ومن ثم الى مصر وهناك تعرفت أكثر على اللغة و أحببت الثقافة والأفلام العربية. وبدأت تدور في رأسي فكرة توزيع وعرض الأفلام العربية ، هذه الأفلام الجيدة والجميلة في النرويج).
عن أصل الموضوع والفكرة وكيفية إقامة مهرجان الفيلم العربي في أوسلو يقول كل من كريستيان ويرموند:
الفكرة بدأت من خلالنا مع صديق ثالث كان يدرس معنا.. كنا درسنا اللغة العربية معا وتعرفنا على الثقافة والسينما العربية وشاهدنا كثيرا من الأفلام العربية عندما كنا في الشرق الأوسط. ونتيجة ذلك وعلى اثر إعجابنا الشديد بها قررنا
ان نعد مهرجانا يركز على الأفلام العربية فقط، لأنها تقريبا، هذه الأفلام غير موجودة في النرويج. سافرنا خصيصا الى مهرجان دبي السينمائي والى القاهرة واخترنا أفضل الأفلام الروائية والوثائقية والتسجيلية من العالم العربي.
وعن كيفية اختيار الأفلام للمهرجان أجابا :
اهم شيء اننا نختار الأفلام الجيدة من حيث الإخراج والتسجيل والموضوع المطروح وخاصة التي تتناول الموضوعات المهمة. مثلا في السنة الأولى للمهرجان سنة 2011 ركزنا كثيرا على الوضع في مصر فاخترنا مثلا فيلم “أنا والأجهزة” اعتقد انه أول فيلم تسجيلي من ميدان التحرير، ودعونا المخرجة وكان هناك نقاش حول الفيلم معها وفي الدورة الثانية 2012 ركزنا على الأوضاع في سورية. وقدمنا وعرضنا فيلما للمخرجة “صوفيا عمارة” عن الوضع في سورية. وفيلم سوري آخر عن مدرسة قرآنية في دمشق، مدرسة للإناث. كذلك اخترنا فيلما تونسيا عن الملاكمة النسائية في تونس. ودعونا المخرج والمنتجة الى أوسلو.
ويضيف كريستيان: السبب ان هناك ناس عندنا في النرويج يعتقدون ان المرأة العربية ضعيفة ولا دور لها وأنها فقط تجلس في المنزل بدون أي عمل. كنا نريد عرض أفلام عن النساء العربيات، والفيلم التونسي كان عن ملاكمات تونسيات، وذلك لإظهار الوجه الآخر المجهول للمرأة العربية. كذلك عرضنا فيلما لبنانيا لندين لبكي.
لا شيء يعلوا على الإصرار والإرادة فمن فكرة بسيطة لكن عظيمة أصبح هناك مهرجانا للأفلام العربية خاص بها يقام كل سنة في أوسلو وبمشاركة وحضور من أهل السينما العرب. وها نحن اليوم ندخل العام الرابع والدورة الرابعة للمهرجان الذي اخذ يستقطب أسماء سينمائية عربية كبيرة من المشرق والمغرب العربيين.
من الأفلام المشاركة في مهرجان هذا العام 2014 :
فيلم ( عمر ) للفلسطيني هاني أبو اسعد وهو فيلم رائد وهادف يتحدث عن مجموعة من الشبان الفلسطينيين الذين يمارسون العمل السري المسلح المقاوم ضد الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة، عبر قصة حب بين شابة فلسطينية واحد أفراد المجموعة المسلحة وهم ثلاث شبان أصدقاء منذ الطفولة، احدهم قائد المجموعة ( طارق ) شقيق بطلة الفيلم. و (عمر) الذي أحب الفتاة وأحبته بدورها. لكن ثالثهم (امجد ) وهو أقلهم وعيا، كان أيضا يحب الفتاة من طرف واحد، وهو الذي أطلق النار خلال العملية وقتل الجندي الصهيوني لكنه ولكي يتخلص من (عمر) وينفرد بالفتاة قام بخيانة المجموعة وخداع عمر والفتاة، كما وتسبب في مصرع شقيقها طارق واعتقال عمر. الفيلم يتحدث عن التضحية والحب والمقاومة والخيانة وكيفية الإيقاع بالمقاومين وتحويل بعضهم لعملاء.
– فيلم بلجيكي بعنوان ( شكرا لله إنها الجمعة) للمخرج يان بيديغونيدوتس يتحدث عن الفلسطينيين في قرية النبي صالح بفلسطين المحتلة ومواجهتهم مع المستوطنين هناك. هذا و يشارك المخرج في المهرجان .
– فيلم وثائقي مصري ( الكترو شعبي ) وهو عن الثورة المصرية وموسيقى الشباب في الشارع المصري وهو فيلم ضد الحكومة والظلم والقمع ويطالب بالعدالة الاجتماعية والحريات السياسية والنقابية ويواجه الفساد في أم الدنيا.
– وثائقي مصر إنتاج سنة 2013 ، ( القاهرة درايف ) للمخرج شريف القشطة. يعالج قضية زحمة السير في القاهرة.
تشارك منتجة الفيلم أميرة غزالة في عرض الفيلم والتحدث عنه بالمهرجان.
– فيلم وثائقي سوري ( عودة الى حمص) لطلال دركي.
– فيلم ( فرش وغطا ) للمصري احمد عبداالله، عن الثورة المصرية، إنتاج سنة 2013 .
– فيلم وثائقي مصري (الميدان) من إنتاج سنة 2013 وكان رشح أيضا للأوسكار. ويشارك الممثل الشاب خالد عبدالله في عرض الفيلم وهو أيضا ناشط سياسي من الميدان.
– فيلم يمني لسارة اسحق ( بيت التوت) وثائقي يتحدث عن عائلة المخرجة أثناء الثورة اليمنية.
– فيلم ( السلام بعد الزواج) روائي كوميدي درامي اتهمه البعض بأنه فيلم ( تطبيعي) لكن الممثلة سامية عباس رفضت تلك الاتهامات. الفيلم إنتاج (أردني – إسرائيلي) للمخرجين بندر وغازي البوليفي من بطولة غازي البوليفي، عمر بارنيرا، وسامية عباس إنتاج سنة 2013 يتحدث الفيلم عن قصة حب وزواج بين شاب فلسطيني وفتاة يهودية (إسرائيلية)..
– فيلم (السطوح) الجزائري للمخرج مرزاق عكواش، من اهم المخرجين الجزائريين, الفيلم قصة عن المجتمع الجزائري وكان نال جائزة أفضل مخرج في الشرق الأوسط من احدى المجلات الفنية العالمية .
– فيلم روائي كوميدي درامي من المغرب ( روك دي قصبة) من بطولة ممثلات و ممثلين مغاربة وعرب منهم المصري عمر الشريف، الفلسطينية هيام عباس، اللبنانية ندين لبكي وآخرين.
– فيلم (دايس أوف غلوري ) أو ( أيام المجد) جزائري، مغربي و بلجيكي مشترك عن الجزائريين والمغاربة الذين خدموا في الجيش الفرنسي سنة 1943 و في الحرب العالمية الثانية للمخرج رشيد بوشارب.
– فيلم ( قسمة) يوناني قبرصي للمخرجة نينا ماريا باشاليدو إنتاج سنة 2013 . وهو عن تأثير المسلسلات التركية على المشاهد العربي.
– مجموع الأفلام المشاركة 15 فيلما منتقاة بعناية ودقة من قبل القائمين على المهرجان.
20-3-2014