27 نيسان اليوم الوطني لجبهة التحرير الفلسطينية
كي لا ننسى ولأجل التاريخ
27 نيسان اليوم الوطني لجبهة التحرير الفلسطينية
يوم نتذكر القائد الشهيد طلعت يعقوب رمز الجبهة، وكل شهداء الجبهة وفلسطين والأمة والنضال الثوري والأممي التحرري.
بعد أيام قليلة وبالتحديد في 27 نيسان – ابريل تحل ذكرى اليوم الوطني لجبهة التحرير الفلسطينية.
في نظامها الداخلي تعرف الجبهة نفسها على أنها ( تنظيم ثوري ديمقراطي يتطور نحو امتلاك فكر الطبقة العاملة.). والجبهة تنظيم يؤمن بالكفاح المسلح وحرب التحرير الشعبية نهجا رئيسا لتحرير فلسطين كل فلسطين.
ترجمت الجبهة فكرها وإيمانها ذلك عبر العديد من العمليات العسكرية الفدائية البطولية في سنوات السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن الفائت. واستطاعت استقطاب مجموعات عديدة ومميزة من الشباب الفلسطيني والعربي المؤمن بذلك بالإضافة لبعض المتطوعين والفدائيين الأمميين من دول عالمية عديدة.
انه يوم تاريخي لفصيل صنع جزءا من تاريخ النضال الوطني والتقدمي في فلسطين وشتات شعبها. تنظيم قدم التضحيات الجسام واستمر بالرغم من المؤامرات والدسائس والانشقاقات ..
تنظيم قاده طلعت يعقوب في أحلك الظروف ورفض التنازل عن مبادئه الى أن قضى شهيدا في الجزائر يوم 17-11-1988 في موت مشبوه. قيل انه نتيجة أزمة قلبية. تبعه في قيادة الجبهة والحفاظ على مبادئها قادة مناضلين مازالوا يمسكون بجمر الثوابت. ومن هؤلاء الرفاق أبو نضال الأشقر، علي عزيز و محمد ياسين ومجدي وتوفيق وياسين وأبو المأمون… ومعهم كل الذين صبروا وصمدوا وناضلوا واستمروا لأجل الشهداء والجرحى والأسرى والمناضلين، ولأجل فلسطين أولا وأخيرا.
عاشت المبادئ وعاش حراسها.
في جبهة التحرير الفلسطينية رفاق مازالوا يناضلون وآخرين مازالوا يحبون جبهتهم وتاريخها بالرغم من عدم استمرارهم في العمل التنظيمي.
تخرجت من هذه المدرسة أسماء معروفة يشهد لها النضال الوطني الفلسطيني بالصدق والانتماء والوفاء والتمسك بالثوابت والمبادئ. من هؤلاء الكاتب والروائي الكبير رشاد ابوشاور، المناضل القدوة والأسير المحرر سمير القنطار، الناشط والمناضل المبدئي كمال خريبي، الناشطة عطاف خريبي، المناضل العصامي ابو رفيق التونسي، المحلل السياسي والباحث اللبناني محمود حيدر، الإعلامي الفلسطيني ديب حوراني .. بالإضافة لكاتب هذه السطور وآخرين كثر.
ومن الأسماء اللامعة التي كانت في الجبهة:
الكاتب الراحل الشهيد عماد بني حسن، الكاتب والمثقف العراقي الراحل أمير الدراجي، المناضل الثوري الشهيد أبو الفهود العراقي، المناضل اللبناني الشهيد سمير الكردي، الفنان العراقي الراحل حسيب الجاسم. الكاتب البريطاني المقدسي عبد الكريم كلوب وآخرين كثر و كثر و كثر ….
جبهة التحرير الفلسطينية ضحية من ضحايا الألاعيب السياسية لفتح وأبو عمار.
عندما انشق أبو العباس عن الجبهة نهاية سنة 1983 لم يكن لديه اي سبب سياسي مقنع وواقعي للانشقاق بل فعل ذلك لأسباب شخصية بحتة. فالتحق بأبي عمار في طرابلس – شمال لبنان – التي كانت موشكة على الحصار نتيجة صراع فتح مع فتح والمنشقين عنها ومع سورية وليبيا.
مع العلم ان موقف الجبهة والرفيق الأمين العام طلعت يعقوب والمكتب السياسي واللجنة المركزية كان مع وحدة منظمة التحرير الفلسطينية، ووحدة حركة فتح، ومع الإصلاح فيهما. وضد الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني. واتفقت الجبهة في ذلك مع مواقف فصائل أخرى مثل الجبهتان الشعبية والديمقراطية والحزب الشيوعي الفلسطيني. وفي وقت لاحق أسسوا معا التحالف الديمقراطي الفلسطيني الذي نادى بالحوار والوحدة ووقف الاقتتال.
ببساطة أبو العباس ومن معه انحازوا لمصالحهم الخاصة والشخصية وتسببوا في تجويع رفاقهم وانشقاق جبهة التحرير الفلسطينية وإضعافها. ولم تنجح معهم كافة الحوارات لإعادة لحمة الجبهة وكنت شاهدا على بعضها.
بعد استشهاد أبو العباس في السجن الأمريكي بالعراق ووفاة أبو احمد حلب في غزة. عادت غالبيتهم الى حضن الجبهة الأم في دمشق وتحديدا في مخيم اليرموك من حيث بدأ الانشقاق سنة 1983 . فيما بقي أصحاب الامتيازات في رام الله ولبنان يرفضون أي كلام عن الوحدة إلا ما يقولونه هم أنفسهم في وسائل الإعلام للدعاية والإعلان وتزييف الحقيقة.
الذين يواصلون الانشقاق حتى يومنا هذا ويختطفون اسم الجبهة وتاريخها ونضالاتها لا أسباب سياسية او تنظيمية لانشقاقهم. ببساطة لديهم مكتسبات مالية وإعلامية داخل المنظمة هم يحافظون عليها بعيدا عن المصلحة التنظيمية والوطنية.
هناك فئة صغيرة ارتمت في أحضان السلطة الفلسطينية برام الله وارتضت بما هي عليه. هذه الفئة لا تريد الوحدة ولا تفكر بها وهي أصلا كانت ولازالت آخر همها.
انصح الرفاق والأصدقاء في الجبهة نسيان تلك الفئة وعدم الالتفات إليها والتفكير بوضعهم الحالي ومحاولة تحسينه وإيجاد مصادر تساعدهم على الاستمرارية والحيوية أكثر. فليس من المعقول أن لا يكون هناك مصادر لمد شرايين جبهة ذات تاريخ وطني وكفاحي عريق بدماء الحياة وإكسيرها. وانصحهم بإعادة النظر في كل شيء وإيجاد صيغة سياسية وتنظيمية ومصادر مالية تعيد تنشيط عمل التنظيم، الذي يجب أن يحيا ويتسمر ويساهم ويشهد حرية واستقلال وانتصار وعودة شعب فلسطين الى كل فلسطين.
( نضال حمد)
23-04-2014
رابط ذو صلة