تمكنوا من شراء حتى الملائكة في فلسطين – نضال حمد
هذه الكلمات القليلة والتي نشرها يوم أمس في بروفيلي بفيسبوك “توفيق معين بسيسو” وهو للأسف الشديد ابن الشاعر الفلسطيني الكبير معين بسيسو. كتب هذا الشخص “عيب عليك هذا الكلام انت انسان جاهل وبدك حذف”. كتب كلماته تلك معلقاً على موضوعتي التالية:
( اسألوا جماعة اوسلو ( “ياسر عرفات أولاً لو كان لازال حياً” ثم محمود عباس، جبريل الرجوب الوقائي، وشقيقه سابقاً الوقائي محمد دحلان، والنعل الأحمر ياسر عبد ربه ومتعهد الاسمنت للجدار العازل، أبو علاء قريع واللجنتين التنفيذية للمرحومة منظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية للمرحومة حركة فتح… والفصائل التي بقيت ولازالت تدور في فلك المنظمة والسلطة وفتح … وغيرهم).. لماذا وافقوا على تقسيم مكان فلسطيني، اسلامي مقدس بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود الصهاينة المجرمين… وافقوا بعد حصول مجزرة الحرم.. أصحاب القرار المستقل والخيار الانهزامي الاستسلامي فالخياني. )
كان أفضل له أن يصمت وأن لا يعلق على بروفيلي بلغة فوقية هابطة وأن يخرج من بأدب كما دخل ضمن قائمة الأصدقاء. والآن عليه أن يعرف وأن يتذكر دائماً أنه على صفحتي كما في حياتي اليومية لا مكان لمن يدافع عن نهج الهزيمة والاستسلام والخراب والدمار الشامل. إذ لا مكان لدي لمماليك الأوسلة في فلسطين. ولا للمتطفلين الذي يريدون تعليم الآخرين الأدب والعيب.
فعلاً صدق أحد الأصدقاء والذي كتب لي اليوم تعقيباً على التعليق المذكور:
” القيادة الفاسدة المفسدة، المستسلمة والمهزومة في منظمة التحرير الفلسطينية تمكنت من شراء حتى الملائكة في فلسطين .. الملائكة التي ستشهد علينا يوم القيامة” .
صدق صديقي الخبير والمجرب والذي يعرف تلك القيادة عن قرب ويقف ضدها من قلب فلسطين حيث أجهزتها القمعية والمنسقة مع الاحتلال الصهيوني.
من خلال تجربتي ومعرفتي ببعض أبناء القادة الفلسطينيين التاريخيين ومنهم الشهداء والأحياء عرفت أن تلك القيادة التي تخلت عن فلسطين وخانت دماء الشهداء استطاعت فعلاً شراء عددا لا بأس به من أبناء قادة وكتاب وشعراء فلسطينيين كبار. وأنا هنا لا أدعي انها اشترت هذا الشخص لكن تعليقه يوحي بذلك.
في زمن التطبيع الرسمي والاستسلام العربي للصهاينة الذي بدأه الرئيس المصري المقبور أنور السادات وأكملته القيادة الرسمية الفلسطينية للمنظمة، التي بدورها شجعت وعملت على التطبيع والتنسيق مع الصهاينة أعيد نشر آخر قصيدة كتبها الشاعر معين بسيسو سنة ١٩٨٣. والتي تحدث فيها عن الخيانة العربية. وجدتها في في صفحة بالفيسبوك تحمل اسم الشاعر معين بسيسو.
قصيدة “القصيدة” هي اخر ما كتب معين بسيسو في العام 1983 وهكذا وصف اهتمام العرب بالقدس …
“فَبُورِكَتِ الزّناَزِينُ التّي صَارتْ لناَ وَطَنَا
وبورِكَ إِسْمُهُ العَجَبُ….ولاَ عجَبُ
فَشُرْطِيٌّ عَنْ الأكْتَافِ قد نَزَلاَ….و شُرْطِيٌّ على الأكْتاَفِ قدْ ركِبا
و شُرْطِيٌّ على جاَوِيشِهِ انْقَلَبا….وَجاَويشٌ على جِنِرَالِهِ قُلِبا
وَمُخْصِيٌّ على المخْصِيِّ قَدْ وَثَبا….وَأنْجَبَ مسْخَهُ العَجَبا
ولاَ عجبُ….هُمُ العربُ….ولاَ عربُ
وقلبي في يدي جرسٌ يدقُّ فيعلنُ العَسَسُ انْقِلاَباً اسْمُهُ القدسُ
ومُعْتَمِدٌ ومُعْتَضِدٌ وأَلْقابٌ وأنْدَلُسُ
ولاَ قُدْسُ
هُمُ العَسَسُ هُمُ العَسَسُ….عَسَسٌ عَسَسْ
سَفَرٌ سَفَرْ”.
نضال حمد في 26-08-2020