الناشر والكاتب رياض نجيب الريس ضحية كورونا
“كورونا” يقتل رياض نجيب الريس.. وداعاً للصحافي المشاكس
الكاتب والناشر السوري – اللبناني رياض نجيب الريس يرحل عن دنيانا بعد إصابته بفيروس “كورونا”.
متأثراً بإصابته بفيروس “كورونا”، رحل عن عالمنا الصحافي والشاعر السوري – اللبناني رياض نجيب الريس (1937 – 2020).
ونعاه صديقه الكاتب اللبناني فواز طرابلسي، قائلاً إن “رياض الذي لم يرد تعريفاً بشخصه أكثر من انه صحافي يتعاطى النشر، أحد آخر كبار الصحافة العربية المكتوبة التي تطوي اعلامها امام اجتياح وسائل الاتصال الاجتماعية والاعلام الرقمي”، مضيفاً “لن تسنح لي ولمحبيه الكثر إلقاء النظرة الأخيرة عليه، لكني متأكد من أن رياض الريس، السوري- اللبناني، ساكن في قلوب كثيرات وكثيرين في هذا العالم العربي قدر ما أنا متأكد من انه باقٍ في ما كتب ونشر”.
الريس الذين وصف نفسه أكثر من مرة بأنه “صحافي مشاكس”، أسس في العام 1986 (دار رياض الريس للكتب والنشر)، وسبق ذلك إصداره لجريدة “المنار” في العاصمة البريطانية عام 1977.
وقال في تصريحات لوسائل إعلام قبل سنوات: “أنا منبوذ من كل الصحافة العربية اليوم. بعد تجربتي في صحف عدّة (…) صار عليّ حظر. يقولون إن اسمي يسبّب الصداع. التصقت بي صفة الكاتب المشاكس. إنهم يرفضون أن أكتب قبل أن يعرفوا ماذا سأكتب”.
ولم يكتف رياض نجيب الريس المولود في دمشق بالعمل صحافياً، حيث تقدم إلى الشعر مصدراً ديوانين، وكان عضواً في مجلة “شعر” التي أسسها شعراء منهم أنسي الحاج ويوسف الخال.
كما طرق الريس أبواب النقد الأدبي فأصدر مجلة “الناقد” عام 1988 إلى أن توقفت عن الصدور في العام 1995، ثم مجلة “النقاد” من العام 2000 إلى العام 2003.
وقال في هذا الشأن إنه “صَحْفن الثقافة” حيث جاءت “النقاد” مجلة صحافية أكثر من الجريدة نفسها.
لم يوقع الريس اسمه مبتوراً، بل كان يصر على التوقيع باسمه الثلاثي، ربما للتذكير بمكانة والده نجيب الريس، صاحب جريدة “القبس” السورية، الذي عاش حياته مناضلاً وسجن بسبب ذلك غير مرة، وكتب النشيد الذائع الصيت: “يا ظلام السجن خيّم، إننا نهوى الظلاما، ليس بعد اليوم إلاّ، فجر مجد يتسامى”.
وأصدر رياض الريس خلال حياته نحو 37 كتاباً منوعاً، آخرها كتاب “صحافي المسافات الطويل” الذي يستعرض فيه محطات من سيرته الشخصية على مدى ستة عقود.
من مؤلفاته: “مصاحف وسيوف”، و”رياح الشمال”، و”أرض التنين الصغير: رحلة إلى فيتنام”، “وموت الآخرين”.