مقالة من الصحافة الصهيونية… ينبغي تصديق حماس عندما تقول أنها لا تعلم
أين المخطوفون.. وقد تكون العملية مبادرة محلية…!
إن لم تحن هذه اللحظة أمس أو اليوم فستحين غدا أو في الوقت القريب. ستنظر العائلات الثلاث من نوف أيلون وتلمون والعاد ذات صباح من نوافذ بيوتها بعد ليلة اخرى من النوم القلق، ليتبين لها أن الشارع قد خلا من الناس فجأة. ستختفي فرق الاعلام المثرثرة. وسيقل رنين اجهزة الهاتف في البيوت الثلاثة. وينتقل الاسرائيليون والحكومة والجيش الى موضوع مُلح آخر ويتبين للعائلات أنها بقيت وحدها في المعركة الثقيلة. وستكون تلك لحظة مُرة ومؤلمة وقاسية.
قد يحدث عكس ذلك بالطبع بأن يسمع أحد الجنود من الآلاف الذين يتجولون اليوم فوق تلال يهودا والسامرة صوت تدحرج حجارة أو حديثا هامسا من داخل كهف أو بئر ماء أو قبو فيجدون الفتيان الثلاثة أصحاء سالمين.
ويصدر متحدث الجيش الاسرائيلي اعلانا عن ذلك بعد ثوان في محاولة يائسة للتغلب على الاشاعات التي ستنتقل في الهواتف الذكية والشبكات الاجتماعية. وقبل أن يصل المخطوفون الى بيوتهم تتلقى القناة الاولى أحدهم كي يُحدثها عما كان. ويُنقل الثاني فورا الى عدسات تصوير القناة الثانية والثالث الى القناة العاشرة. وينتظر الآباء والاخوة والأخوات، فأولادهم سيكونون عندهم سنين طويلة بعد ذلك.
وقبل ذلك سيبارك المخطوفين الذين أطلق سراحهم رئيس الدولة التارك عمله والآخر الداخل، ولن يضيع رئيس الحكومة الفرصة بالطبع، وسيقول رئيس هيئة الاركان كلمات دافئة ويستعرض قائد المنطقة العمليات التي تمت. ماذا نقول وبماذا ننطق؟ نحن مستعدون للذهاب حتى نهاية العالم كي تحين هذه اللحظة. لكن اليكم عددا من النصائح تصدر عن تجربة سنين طويلة الى أن تحين هذه اللحظة.
1. ينبغي تصديق حماس. إن هذه النصيحة تناقض في الحقيقة كل ما علمونا إياه الى اليوم وهو أن العرب كاذبون كبار وهاذين لكن التجربة في السنوات الاخيرة تدل على أنهم يقولون الصدق مرات كثيرة. فاذا كانت حماس تزعم أنها لا تعلم أين المخطوفين فيبدو – ونقول يبدو مرة اخرى – أنها لا تعلم. قد يكون الاختطاف بلا شك ثمرة مبادرة فردية من عدد من المحليين “نجحوا في ذلك”. في بداية الانتفاضة الاولى كانوا يؤمنون هنا بأن كل شيء منظم من أعلى، من القيادة العليا في تونس، وتبين سريعا أنهم لا يعرفون هناك أيمانهم من شمائلهم. وأرادوا عندنا اعتقال القادة ولم يعلموا أن الانتفاضة لم يكن لها قادة.
2. ينبغي عدم تصديق القصص والاشاعات. في الفترة القريبة ستحاول منظمات ارهاب أن تصيبكم بالجنون. وسيكون من الصعب جدا عليكم ألا تتعلقوا بأدنى إشاعة. حاولوا. ما زال يوجد بيننا كثيرون يذكرون الآلاف الذين اجتمعوا على جبل الكرمل حينما أُشيع دخول غواصة سلاح البحرية “ديكر” الى ميناء حيفا.
3. استخباراتنا لا تعلم كل شيء. هي في الحقيقة أعظم المتميزات لكن حازي شاي مثلا كان مأسورا مدة سنة وأكثر ولم نعلم أنه حي. يعلم الخاطفون أن ثمن المخطوف الحي أغلى كثيرا من جثته ولهذا سيبذلون الكثير للابقاء عليه حياً اذا لم يحدث خلل.
4. لا يوجد نقص من المخربين. من المؤكد أنكم تقرأون عن قاتل المقدم باروخ مزراحي الذي اعتقل وتبين أنه أُفرج عنه في صفقة شليط. وليس عرضا أن يحاولوا إبراز هذه الحقيقة ليبرهنوا للجمهور على أن الذين اعترضوا على الصفقة كانوا على حق. فاذا كنتم تعتقدون اعتقادهم وتُصرون على “المصلحة القومية” – التي تلائم بلا شك مواقفكم السياسية الى أن يُختطف أبناؤكم – فهذا حقكم. وسيكون رئيس الوزراء ووزراؤه أبطالا مثلكم الى أن يعرض المخربون أبناءكم ومطالبهم عوض الافراج عنهم. فاذا حدث ذلك فيحسن أن تعلموا أن آلافا من الأسرى والقتلة قد أُفرج عنهم بعد انهاء فترات سجنهم وفي نطاق صفقات مختلفة. ولا يوجد عند الارهابيين نقص في شيء واحد هو القوة البشرية. إننا نقاتل الآن أحفاد أوائل رجال فتح في ستينيات القرن الماضي ولا نرى النهاية.
وهاكم نصيحة أخيرة: اذا كنتم تريدون أن تروا في البيت نفتالي وغيل عاد وإيال فلا تتركوا الحكومة والجيش ونحن. عندنا حلم أن تضحك الدولة كلها وتسخر اليوم مما كُتب هنا لأن أولادكم وأولادنا عادوا أمس أصحاء سالمين الى بيوتهم.