حكام الخليج واللاعروبة – عادل سمارة
قراءة مختلفة:
تجليس الإمارات ك كيان صهيوني… …لماذا غفلتم!
(حلقة 2)
عادل سمارة
حكام الخليج واللاعروبة
كُتب الكثير خوفاً على عروبة الخليج ديمغرافيا بل أرضا وشعبا، وكانت تلك أجراس إنذار لا شك. لكنها أتت في ظرف التدهور العربي الهائل بمعنى عدم وجود لا وحدة عربية ولا دولة عربية قوية تتدخل وتفرض أو تحمي هذه الأرض أو تلك من الضياع، هنا نتذكر موقف مصر عبد الناصر من ثورة السلال في اليمن حيث أرسل الجيش المصري إلى هناك وهو ، برأينا، ما ارعب الغرب والصهيونية كمالك للنفط حيث أصبحت مصر الناصرية على حدود آبار النفط فكان لا بد من تدميرها بعدوان 1967، ، وبالمقابل نتذكر رفض عبد الناصر لمحاولة قاسم استعادة الكويت. هنا نرى الإيجاب والسلب مما يؤكد خطورة المحاور العربية ووجود جذر قُطري في مواقف الكثير من القوميين!
كان ما يطمئن البعض هو تعدد مشارب غير العرب في هذه الكيانات بمعنى أنه لا يوجد ما يجعل منهم تكتلا أو تحالفاً مضادا بحيث يستولي على السلطة ويُفقد تلكم الكيانات عروبتها.
“…شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة زيادة سكانية كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية بسبب النمو الكبير في مختلف القطاعات الاقتصادية ، مما أدى إلى تدفق العمال من خلفيات ثقافية ودينية متنوعة. من 4.1 مليون في عام 2005 إلى ما يقرب من 9.5 مليون في عام 2018. من هذا العدد ، يبلغ عدد المواطنين الإماراتيين حوالي 11.5٪ والباقي 88.5٪ من العمالة الوافدة. أكبر مجموعة من غير الإماراتيين هم من جنوب آسيا 59.4٪ (تشمل الهنود 38.2٪ ، بنغلاديش 9.5٪ ، باكستاني 9.4٪ ، آخرون 2.3٪)، مصريون 10.2٪ ، فلبينيون 6.1٪ ، 12.8٪ آخرون.”(على ذمة ويكيبيديا).
ودون تحليل موسع لهذه النِسب، ما يهمنا هو أن معظم العمالة/السكان الأجانب ليسوا عرباً بمعنى ان معظم حكام هذه الكيانات يفضلون عمالة غير عربية قلقا على حكمهم بمعنى أن غير العربي هو محايد.
ولكن الكثير منا غفلوا عن أن الأمر ليس ببساطة إعلان دويلات غير عربية هناك، وتجاهلوا تحويل الأنظمة نفسها إلى أنظمة لا عروبية، هذا إن لم تكن قد صُمِّمت أصلا لا عروبية، وذلك بكل من تجنيس غير العرب وتبني سياسات ضد عروبية، وهو ما يتجلى في هجوم التطبيع مع الكيان ضد فلسطين في هذه الشهر.