سيادة المطران عطا الله حنا : “هنالك من يدعون التبشير بالمسيحية في امريكا والمسيحية منهم براء
سيادة المطران عطا الله حنا : “هنالك من يدعون التبشير بالمسيحية في امريكا والمسيحية منهم براء وهؤلاء يروجون لثقافة الكراهية والعنصرية والتقوقع وهم عامل يشجع المسيحيين في هذا المشرق على الهجرة ”
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في لقاء الكتروني مع عدد من اباء الكنيسة الارثوذكسية الذين يخدمون في الولايات المتحدة الامريكية حيث وجه اليهم تحية المحبة والاخوة والسلام من رحاب مدينة القدس مشيدا بما تقوم به الكنائس الارثوذكسية في امريكا الى جانب عدد من الكنائس الاخرى في نشر قيم المسيحية الحقة ورسالة المحبة والاخوة الانسانية بعيدا عن ثقافة البغضاء والتطرف والكراهية.
لقد ازدادت في الاونة الاخيرة ظاهرة خطيرة في امريكا وخاصة بعد ان كثر المهاجرون المسيحيون من عدد من الاقطار العربية التي اصابتها الحروب ومظاهر الارهاب والموت والعنف.
هنالك وسائل اعلامية مسيحية في امريكا ناطقة باللغة العربية نُجلها ونحترم القائمين عليها لانهم ينشرون القيم المسيحية بكل محبة وتفان واخلاص بعيدا عن لغة التحريض والكراهية ولكن ويا للاسف هنالك بعض المواقع المشبوهة التي بدلا من ان تبشر بالمسيحية الحقة تتبنى ثقافة التحريض والكراهية والتطاول والتشهير بعدد من القيادات الروحية المسيحية في هذا المشرق ناهيك عن استعمالهم لمفردات واساليب هي ابعدما تكون عن المسيحية وقيمها.
انني احذر من خطورة هذه المنصات الالكترونية التي تدعي التبشير بالمسيحية والمسيحية منها براء فرسالة المسيح في هذا العالم لم تكن رسالة تحريض وكراهية وعنف وتطاول وتشهير بل دعوة الى المحبة والاخوة والرحمة .
هنالك اية انجيلية تقول ” ويل لي ان لم ابشر” ولكن ويا للاسف هنالك من نصّبوا انفسهم مبشرين بالمسيحية في امريكا وفي غيرها من الاماكن من الناطقين باللغة العربية وهم يبثون سموم الحقد والكراهية فهؤلاء ليسوا مبشرين وليسوا صناع خير في هذا العالم بل محرضين ومسيئين للمسيحية وقيمها وهم يستهدفون بشكل خاص الكنيسة المشرقية ورسالتها الروحية والانسانية والحضارية .
حذار من هذه المواقع التي تغذي الغرائز الطائفية والمذهبية والتي لا علاقة لها بالمسيحية فالمخلص لم يأتي الى هذا العالم لكي يؤسس طائفة بل اتى واسس الكنيسة الجامعة المقدسة الرسولية والدفاع عن هذه الكنيسة لا يحتاج الى ان نحرض او نسيء لاحد بل من خلال ابراز القيم الايمانية والروحية النبيلة لحضورنا المسيحي العريق في هذا المشرق وفي العالم بأسره .
اقول لابناءنا ليس كل من ادعى انه مبشر بالمسيحية هو كذلك فهنالك من يدعون هذا القول ولكنهم في الواقع دجالون مسيئون مخربون محرضون وبعضهم تقف خلفه جهات مشبوهة بهدف تصدير خطاب الكراهية الى منطقتنا والى مشرقنا خدمة للاجندات المعادية .
ادعو ابناءنا ان يكونوا حريصين وحذرين وحكماء لكي يتمكنوا من التمييز ما بين المبشر الحقيقي بالمسيحية الحقة وما بين الدجالين والكاذبين والمحرضين والمسيئين والذين لا يشرفنا ان نذكر اسماءهم لكي لا نلوث لقاءنا وصفحاتنا بهذه الاسماء القذرة التي نعرف ما هي خلفياتها وما هو الهدف من الذي يقومون به .
نرفض استغلال الكنائس ومنصات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المسيحية بهدف استعمال لغة التحريض والاساءة والتطاول واثارة الفتن والضغينة والكراهية بين الانسان واخيه الانسان ، فليست هذه رسالة المسيح في عالمنا وليست هذه رسالة الانجيل المقدس ومن يشهر ويسيء ويتطاول على الشخصيات الكنسية المشرقية ولاسباب واهية وخبيثة فانما هو جزء من المؤامرة التي تستهدف حضورنا المسيحي في هذا المشرق والذي يجب ان نقويه ونعززه من خلال تكريس لغة المحبة والاخوة والتلاقي بين كافة مكونات مشرقنا .
نعم هنالك منصات اعلامية مسيحية عربية في امريكا وفي غيرها من الاماكن والتي نشكرها ونحييها فهؤلاء ليسوا مشمولين بما قلناه سابقا ولكن هنالك ويا للاسف من يسيء استعمال وسائل التواصل الاجتماعي تحت ذريعة التبشير بالمسيحية ولكن كل ما يقومون به لا علاقة له بالمسيحية لا من قريب ولا من بعيد .
نرفض لغة الكراهية ايا كان مصدرها وايا كانت الجهة التي تروج لها ومفهوم التسامح في المسيحية ليس ضعفا كما يظن البعض فإن قوتنا كمسيحيين نستمدها من التسامح الذي كان اول من نادى به المخلص وهو معلق على الصليب عندما قال: “يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون “.
نفتخر بمسيحيتنا المشرقية النقية وبانتماءنا للكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية وهذا لم يكن حائلا في يوم من الايام امام تفاعلنا وتعاوننا مع اخوتنا المسلمين شركاءنا في الانتماء الانساني وفي الانتماء الوطني .
نحترم كل انسان في هذا العالم ونحبه ونصلي من اجله بغض النظر عن انتماءه الديني وخلفيته العرقية ولون بشرته فالله محبة ومن لا يمارس المحبة في حياته فهو ابعد ما يكون عن القيم المسيحية ورسالتها ومبادئها .
لسنا بصدد التحريض على احد ولكن من واجبنا ان نحذر ابناءنا من هذه المنصات الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي المشبوهة والتي تبث من امريكا خاصة ومن غيرها من الاماكن وهي منتشرة في منطقتنا العربية وفي بلادنا حيث يسعى هؤلاء للتأثير على المسيحيين وعلى طريقة تفكيرهم واقتلاعهم من جذورهم الايمانية القويمة وكذلك انتماءهم لاوطانهم التي يسكنون فيها منذ قرون طويلة .
وكما رفضنا ونرفض اي تطاول على الديانة الاسلامية وعلى غيرها من الديانات فإننا نرفض ايضا ان يأتي الينا من يدعي انه مبشر بالمسيحية لكي يكفر ويشهر ويسيء ويتطاول على قامات روحية في هذا المشرق .
ان كثرة وسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها الكبير جعلت البعض يستغلونها كمنابر لبث سمومهم وتحريضهم واساءاتهم وتطاولهم وحقدهم وهؤلاء نرفض تصرفاتهم سواء كانوا مسيحيين ام غير مسيحيين لان الخطاب الديني الذي يجب ان نتبناه جميعا في عالمنا وفي مشرقنا هو الخطاب الذي يجمع ويوحد ويقرب الانسان من اخيه الانسان ويبدو ان هؤلاء المحرضين والمسيئين لهم علاقات مع المجموعات المتصهينة في امريكا والتي تدعي الانتماء للمسيحية زورا وبهتانا ، وما يجب ان يسمعه منا هؤلاء المحرضين بأن كنائسنا في هذا المشرق لن تنزلق الى مربع الطائفية والكراهية التي يروج لها بعض المشبوهين في الغرب وبعضهم من اصول عربية ومشرقية .
ستبقى كنائس هذا المشرق حاملة لصليب الفداء والانتصار على الموت وحاملة لشعار المحبة والاخوة فنحن لا نكره احدا ونحترم اخوتنا المسلمين والذين واياهم نتشاطر العيش المشترك والانتماء للوطن الواحد وللمشرق العربي الواحد .
واذا ما كانت هنالك اصوات نشاز تحرض على الكراهية فهؤلاء هم فئة ضالة لا تمثل شعوبنا وتاريخنا واصالة انتماءنا لهذا المشرق ولفلسطين ارض الميلاد والتجسد والفداء.
لا نقابل الكراهية بالكراهية ولا نقابل التكفير بالتكفير والتحريض بالتحريض بل بتأكيد قيم المسامحة والمحبة والاخوة والتي هي قادرة على ان تقضي على ثقافة الكراهية.
بالمسامحة نحن قادرون على احتواء من يكرهوننا ويكفروننا وبالمحبة نحن قادرون على ان ننتصر على ثقافة البغضاء والكراهية فلا يجوز ان ينجرف وان ينزلق ابناءنا الى مربعات واماكن بعيدة عن القيم المسيحية ورسالتها