فؤاد كردية من بلدة الصفصاف… حكايا فلسطين باقية في ذهنه – انتصار الدنان
فؤاد كردية… حكايا فلسطين باقية في ذهنه
يتابع فؤاد: “في 28 أكتوبر/تشرين الأول عام 1948، حلق طيران العدو الصهيوني فوق البلد، وبدأ القصف. المعركة استمرت طوال الليل. كان الشباب قد بنوا برجاً في مقابل الشارع الذي يستطيع من خلاله الناس العبور إلى صفد ومنها إلى لبنان. حدثت معركة بين الفلسطينيين والعدو الصهيوني انتهت بحلول الصباح. وعندما أدرك العدو حجم خسائره، نفّذ هجوماً وكانت مجزرة كبيرة بحق المدنيين، وقتل نحو 46 شابّاً من قريتنا”.
ويقول فؤاد: “خرجنا من بلدنا وأُخبرنا أن الأمر سيستمرّ أسبوعاً. وحتى اليوم، ما زلنا في لبنان. كان قد سبقنا إلى لبنان أناس بأعداد كبيرة. توجهنا إلى يارون (جنوب لبنان) ومكثنا فيها بضعة أيام. بعدها، توجهنا إلى منطقة بنت جبيل (جنوب)، وبقينا فيها شهراً كاملاً، ومنها إلى مخيم البرج الشمالي في مدينة صور (جنوب) الذي لجأ إليه من خرج من فلسطين في شهر مايو/أيار عام 1948. بعدها انتقلنا للعيش في مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، وما زلنا نعيش فيه حتى اليوم”.
يوضح أنه في مخيم عين الحلوة، سكن مع عائلته في شوادر. كان العمل قليلاً، قبل أن يوفّر لهم مشروع الليطاني فرص عمل. لاحقاً، “قدمت لنا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ألواحاً من الزينكو. كان ممنوعاً علينا أن تكون أسقف بيوتنا من باطون (إسمنت)”. وبعد فترة، “بدأ الناس يبنون بيوتاً من الحجر والباطون”. انضمّ فؤاد إلى حركة القوميين العرب في وقت لاحق، “وما إن بدأت الانشقاقات في صفوف الثورة الفلسطينية، حتى التفتُّ إلى تأمين معيشتي اليومية”، يقول.