عبد الستار قاسم – حسام الدلكي
رحل رجل من اواخر الرجال المحترمين وهم قلة للاسف رحل الفلاح الفلسطيني الأسمر …!!!! رحل الدكتور البروفيسور في جامعة النجاح / نابلس المناضل الوطني والقومي عبد الستار قاسم بمرض كورونا توفي في المشافي الفلسطينية ولم يذهب كبعض المطبعين الى مشافي تل ابيب .. بنظرة بسيطة على مواقع التواص الاجتماعي اجد ان من اطلق عليه الرصاص بالامس سواء بالرصاص او باللسان ومن قرر السكوت عن الظلم الذي لحق به يبكيه ويرثيه وينعاه انها مرض الوصولية وركوب الموجة . .. فمن اغرق صفحته بوسترات تمجد عريقات الشهيد الذي اختار المشافي الصهيونيه للعلاج هو نفسه من يرثي عبد الستار الذي توفي في مشافي شعبه .. لا عجب انه الانفصام بالشخصية والنفسيه الذي احدثه اتفاق الخيانه في اوسلو .. وكثر ممن بكاه ورثاه كان قد استنكر في السابق وقوفه بوجه ( الشرعيه المؤيدة لشرعنة الاحتلال ) واقصد السلطة اللا وطنيه .. نحن شعب بل نحن امة مصابة بذاكرة السمك فقدان الذاكره … سريعة النسيان لذلك سأروي ما تجود به ذاكرتي من ملاحظات :
عبد الستار قاسم كان اول من نادى بتفعيل القانون الثوري لمنظمة التحرير الفلسطينية الصادر عام 1979 ( القضاء الثوري) والذي يقول باعدام كل متخابر مع العدو الصهيوني وهذا يترجم مقتل وجهاء العماله في قرى ومدن الضفة تحت اسم روابط القرى ذلك الزمان الثوري ؟؟ والسؤال هل كان ضرر روابط القرى اكثر من ضرر دايتون والتنسيق الامني ؟ اترك جوقة من يبكي ويتباكى عبد الستار بالاجابه .. للاشاره طبق القانون الثوري فقط مره واحده وذلك اثناء فرار عناصر فتح وعناصر مرتزقة دحلان العميل ( بالكلاسين) امام تقدم قوات حماس عام 2007 ولم يطبق بعدها ابدا !!! وشخصيا اتحدى احد يعرف عن هذا القانون ( كنا نطمح في الزمن الجميل كخريجي قانون وانا منهم ان نتوظف في جهاز القضاء الثوري حيث كانت له سمعه حسنه قبل ان تحوله القياده لجهاز بيروقراطي يرفع امثال الحاج اسماعيل وامثاله من المهزومين الى لواء )
عبد الستار قاسم طالب بتطبيق قانون الانتخابات لعام 2005 والذي يحصر فترة الانتخابات في فتره رئاسيه واحده وبالتالي عباس فاقد لشرعيته منذ عام 2009 ..
تعرض هذا الرجل لحوالي عشر محاولات اغتيال اعتقد مناصفه بين الكيان والسلطه واغلبها من معشر السحيجة واصيب جسده بعدة رصاصات .. واحرقت سيارته ثلاث مرات ويسكن جسده اربع رصاصات وممنوع من السفر عبر الجسر من طرف الصديقين الاحتلال ووكلائه
لم ارى احد ممن يبكيه اليوم كتب بموقع بطولاته ( الفيس بوك ) ادانه واستنكار باعتقال عبد الستار وقت اعتقاله على ايدي جلاوزة السلطه ووكلاء الاحتلال( لي مقاله بموقعي هذا عام 2018 بهذا الخصوص ) ؟ عندما صدر حكم بسجن عبد الستار كتبت على ما اذكر : ما هو الكاتب الذي لا يرصد التجاوزات والمخالفات وإهانة القوانين والأنظمة والضوابط ويسمي نفسه كاتبا؟ وظيفة الكاتب والأديب فتح العيون إلى كل ما يسيء للمجتمع، ونقد الأمر الواقع بهدف تحسينه. وإذا كان الكاتب لا يبث الوعي في عقول وقلوب الناس فإنه ينزع عن نفسه صفة الكاتب. طالما صحح الكتاب الكثير من الأعمال المعوجة في دولهم ومجتمعاتم، وأثني على جهودهم، إلا في الوطن العربي الذي ما زال يؤمن أن السجن هو مأوى الكتاب والأدباء .. والسلطة اللاوطنية اسواء تجسيد لهذا الواقع البائس برايي المتواضع ؟
عبد الستار قاسم فهم الواقع وفهم خطورة اتفاقيات اوسلو وفهم حجم الخراب والانفصام وتشتيت الذاكره وتمييع المواقف وانقلاب الصوره الذي احدثه اوسلو .. لذلك عوقب ..
البروفيسور عبد الستار قاسم فهم حقيقة المشروع الصهيوني واخطاره وابعاده في المنطقه وحقيقة تفتيت المفتت اي دول الجوار .. سوريا العروبه وظهر الامه العربيه في العراق وخزان الامه البشري في دول المغرب لكل ذلك اختار الوقوف في معسكر المقاومه .. فكانت نظريته تقول ان المقاومه هي جسم واحد من العراق لسوريا فلبنان ففلسطين لا يمكن تجزئتها .. عبد الستار قاسم ( دقه قديمة امثالي ) يؤمن ويعرف معسكر الاعداء والاصدقاء والتكتيك والاستراتيجية لذلك عرف اهميه ايران ومعسكر المقاومه فكان معسكر الاصدقاء وعرف الرجعيات العربية التي تآمرت على غزة في حروبها الثلاث فكان وضع هذه الانظمة في معسكر الاعداء .. فهم عبد الستار الطبيعة الكوليناليه للاحتلال .. فتكلم كثيرا بعد مؤتمر باريس ان هناك ربط بين السلطه و حيتانها و انيابها مع حبل سري هو بنوك الاحتلال .. فكان يحذر من طبقة الكمبرادور الفلسطيني المرتبط عضويا بالاحتلال لان مصلحتة هذه الطبقة مرتبط ببقاء الاحتلال وليس له مصلحة بالتحرير .. فكان عدو هذه الطبقه وهذا كاد ان يكلفه حياته عدة محاولات اغتيال ..
عبد الستار حذر نتائج مؤتمر شرم الشيخ من ان نكون افشل ثوره بالعالم اذا قبلنا التنسيق الامني .. سنكون نسهر على راحة المستوطنين بدل مقارعتهم .. ( قرات الاسبوع الماضي ان عام 2020 كان افضل عام للمستوطنين بفضل التنسيق الامني حيث احبطت مئات العمليات وبالمقابل ازدهر الاستيطان ) عبد الستار فهم وقلب وجاهر بكل تلك الحقائق لذلك ناضل وكتب محاولا نشر الوعي والثقافه المقاومه فاصبح عدوا طبيعيا للسلطه اللا وطنيه وازلامها .. واخيرا اتذكر كتبت له ايام اعتقاله .. لست وحدك فمعسكر المقاومه بخير كلنا معك … اجابني بعد مده كل خطوه وكل تعب وعرق هو لنشر روح المقاومه وتعرية وكلاء الاحتلال … كتبت له معزيا بوفاة شقيقه الاكبر الذي توفي قبل ايام بكورونا وكنت انا مصاب اصلا مصاب بكورونا وبالعزل المنزلي .. قلت له انتبة لنفسك البقاء لله .. نحن بحاجة لامثالك … للاسف لن ولم اتلقى الرد ..اختم وانا اكتب هذه المقاله او الخاطرة استمع للاخبار حول عقد الدوله المسخ الكيان الصهيوني مع دويلة المسخ واللصوصية كوسوفو اتفاقيات تطبيع وتعترف بموجبها كوسوفو بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني .. وهنا لا اريد ان اسأل جماعة انصروا اخوانكم في البوسنة انصروا اخوانكم في كوسوفو فهم مكشوفون وبانت عورتهم ؟ فمعروف موقف (اخواننا) البوسنة (واخواننا) في كوسوفو من الكيان الصهيوني وكتبت هذا مرارا ومعروف موقف صربيا الثابت مع القضايا العربية منذ ايام طيب الذكر جوزيف تيتو لكن هنا اتذكر مقولة عبد الستار قاسم من ادخل العرب لمستنقع العمالة والتطبيع ؟ اليس صاحب سلام الشجعان ما غيره؟؟؟؟
ونحن على ابواب مهرجان اسمه انتخابات ليس لها علاقه لا بالثوابت الوطنية ولا المقاومه بل اعطاء شرعية لمن يكمل مسيرة التفريط والعماله حذاري ثم حذاري اذا لم يعاد الاعتبار لخط المقاومه والميثاق الوطني لعام 1968 فستكون هذه الانتخابات تكريس للكمبرادور المرتبط مصيره بمصير الاحتلال .. .. عندما اكتب ذلك اتذكر عبد الستار قاسم ومواقفه الوطنيه المشرفه .. واتذكر مقولة الامام الثائر علي .. طريق الحق موحش لقلة سالكيه .. ولو كنا اقليه يا عبد الستار .. المستقبل للمقاومه وللامه… كنت انتظر مقالاتك بجريدة براي اليوم الالكترونيه بفارغ الصبر .. كانت لي طقوس معينة ان اخزنها لاخر الاسبوع لتذوقها مع كاس شاي صباحي في عطلة وصباحات اخر الاسبوع .. سافتقدك … رحم الله البروفيسور عبد الستار قاسم واحتسبه عند الله من الشهداء ..
المانيا /02/02/2021