المفكر والمناضل الكبير غطاس أبو عيطة ينتقل روحاً الى بيت ساحور – نضال حمد
فقدت فلسطين وثقاتفها الوطنية المكافحة، ثقافة العودة والتحرير والتثوير المفكر والكاتب والسياسي والمناضل الكبير غطاس أبو عيطه، أحد أبرز الكتاب الفلسطينيين المتمسكين بالثوابت الوطنية الفلسطينية. بالرغم من كل ماشهدته الساحة العربية الفلسطينية من نكبات وكوارث سياسية وتطبيعية، تفتقت عنها عقلية الخونة والمستسلمين والمهزومين أشباه السادات، أول العراة العرب وأول الذين زاروا فلسطين المحتلة، معلناً الاستسلام الرسمي العربي المصري. ليفتتح طريق الخيانة أمام أشباهه من الفلسطينيين والعرب.
تفاجأت قبل قليل ببيان نعي أصدره الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين ينعى فيه للأمة العربية والشعب الفلسطيني، الفقيد الكبير غطاس أبو عيطة عضو الأمانة العامة للاتحاد. جاء في نص البيان أن الاتحاد بحزن وألم كبيرين… تلقى مساء هذا اليوم في دمشق خبر رحيل المفكر المناضل غطاس أبو عيطه، عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، وأحد أبرز حراس الذاكرة الوطنية الفلسطينية من خلال كتاباته الهامة عن القضية الفلسطينية.
معروف أن المناضل أبو عيطة لم يبخل على فلسطين بشيء فكل حياته وكل عمره قضاهما لأجل فلسطين الكاملة. كما كان شعاره “كل شيء لأجل فلسطين الكاملة”. هذه الفلسطين العظيمة التي كما ورد في بيان الاتحاد: “ناضل وعمل غطاس أبو عيطة من أجلها في أصعب وأدق الظروف، مضحيا بكل ما يملك من أجل أن تبقى القضية الفلسطينية المقدسة حية ومتقدة حتى تحقيق كامل أهداف شعبنا العربي الفلسطيني في التحرير والعودة”…
لقد آمن الراحل الكبير بأنه لا يمكن تحقيق العودة والتحرير بدون المقاومة والكفاح والنضال بكل أشكاله التي عرفتها ثورات الشعوب والأمم وحركات التحرر العربية والثورية العالمية. آمن بأن الفدائي وبندقيته المقاتلة هما الممثل الشرعي والوحيد لشعب فلسطين ولا يوجد غيرهما ممثل لا شرعي ولا وحيد.
عرف غطاس أبو عيطة أن الانتماء لثورة شعب فلسطين يتطلب التضحة والعطاء والفداء ونكران الذات، فكان كذلك حتى يتمكن مع رفاقه واخوته ورفيقاته وأخواته من تحقيق حلم النصر والتحرير. فقد آمن بذلك منذ أن “وجد نفسه يعمل في العمل السياسي والأدبي والتعليم في فلسطين المحتلة والمقاومة… يحلم بالعودة إلى فلسطين وبلدته الجميلة بيت ساحور التي لم تفارقه طوال حياته الحافلة بالعطاء والعمل من أجل فلسطين”. هكذا عرفه رفاقه واخوته في اتحاد كتاب وأدباء بالدم نكتب لفلسطين.
ولد في بيت ساحور قرب القدس ورام الله وبيت لحم وبيت جالا في مهد فلسطين الحضارة والعراقة والتعايش والتاريخ والشعب العتيق المتجدد دوماً. قرب مغارة السيد المسيح وصخرة الرسول الأعظم. في بيت فلسطيني عربي خرج منه ليصبح مفكراً وثائراً فدائياً. ليصبح بعد رحلة طويلة من النضال والعطاء والفداء كما رآه الاتحاد في بيان نعيه له اليوم : ” إن الاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين، يودع اليوم أحد أبرز الرموز الثقافية والفنية الفلسطينية الكبار الذين، اختاروا أن يكونوا في مقدمة المدافعين عن القضية بكل طاقاتهم أين ما كانوا حتى اللحظات الأخيرة من حياتهم … في وقت من أصعب الأوقات وفي لحظات مرّة وقاسية، يمر بها شعبنا العربي الفلسطيني في كل أماكن تواجده داخل فلسطين وخارجها”.
لقد جسد الأديب والمفكر والسياسي والمناضل الراحل الكبير غطاس أبو عيطة طوال حياته القيّم والأهداف النبيلة والعظيمة لشعب فلسطين ولثقافة نضال وكفاح شعب فلسطين. وكما جاء في بيان نعيه:” كتب أجمل القصص والحكايات عن فلسطين وأهلها ومخيماتها وأوضاعها وأحلامها، في كل مناحي الحياة الصعبة والقاسية للشعب العربي الفلسطيني”. نعم الراحل الكبير أبو عيطة كتب ورحل دون أن يطلب شيئاً من أحد سوى حب فلسطين والتضحية الدائمة لأجلها ولأجل حريتها وعودة شعبها”.
برحيله تفقد فلسطين رمزاً من رموزها الثقافية والوطنية .. رمزاً من رموزها الفدائية والوطنية والقومية والثورية. فقد مضى أبو عيطة وعينه على فلسطين الكاملة، لكن للأسف لم يكحل عينه بالعودة الى بيت ساحور. وهو محملاً بكل نتاجاته الثقافية والابداعية والسياسية. ترك لنا ذاكرة الحنين الى اريحا، كتابة الجميل والأهم بين كتبه. وترك لنا ذاكرة الحنين الى كامل تراب فلسطين كي نعمل من أجل العودة وتحرير فلسطين كل فلسطين.
على عهد فلسطين الكاملة .. المجد والخلود لمن قدم حياته كلها لأجل فلسطين.
نضال حمد
5 نيسان 2021