الشهيد مصطفى الدنان “أبو شقرا” – نضال حمد
الشهيد البطل مصطفى خضر الدنان الملقب “أبو شقرا” من مواليد مخيم عين الحلوة 1960
كان قبل السفر الى ألمانيا بداية الثمانينات من القرن الفائت فدائياً في صفوف الثورة الفلسطينية وربما في الجبهة الشعبية القيادة العامة، حيث كان أيضاً متفرغاً شقيقه الشهيد رفيقنا سمير خضر الدنان، الذي استشهد في معارك الدامور ضد القوى الفاشية الانعزالية الطائفية اللبنانية حليفة كيان الاحتلال. وهو من مواليد مخيم عين الحلوة سنة 1959. بعد أقل من سنتين على احتلال مخيم عين الحلوة عاد الرفيق مصطفى الدنان الى لبنان ليشارك في عملية النضال ومشروع التحرير. فيوم ذهب في مهمة فدائية مع رفاقه وزملائه وأصدقاءه واخوته من أبناء مخيم عين الحلوة والمخيمات الأخرى. استشهد وفقدت آثاره في عملية “علمان” المعروفة التي نفذتها مجموعات من الفدائيين الفلسطينيين من أبناء مخيم عين الحلوة ومخيمات لبنان في 31-12-1984.
يا شهيدنا مصطفى ها أنا أكتب عنك هذا اليوم الموافق 25 نيسان 2021 وأنت الذي استشهدت في 31-12-1984 في معركة بطولية في منطقة علمان قرب ميدنة صيدا عاصمة الجنوب اللبناني، ومخيمها الصامد مخيم عين الحلوة، مخيم الشهداء والعطاء والفداء، مخيم السخاء لأجل فلسطين، عاصمة مخيمات لبنان، قلعة الانتماء والوفاء وصون عهد وأمانة الشهداء.
عدت يا مصطفى مع رفاقك وإخوانك من أبناء المخيم والمخيمات ومن شباب فتح الانتفاضة وشباب المخيمات، في يوم انطلاقة فتح ديمومة الثورة والعاصفة شعلة الكفاح المسلح. عدت الى لبنان من المانيا تاركاً خلفك متاع الدنيا وما فيها من رفاهية ألمانية وأوروبية لتشارك في المواجهة. تركت الحياة الغربية ومكان السكن ومكان العمل، لتلتحق بركب الفدائيين، المقاومين للاحتلال الصهيوني ولعملائه في لبنان، ولمجرمي جبهة بشير الجميل وسمير جعجع الذين كانوا يتموقعون ويتخندقون على حدود مخيمك عين الحلوة، ويمارسون القنص والقصف والارهاب ضد سكانه… وكانوا يعدون العدة لارتكاب مجزرة شبيهة بمجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا التي حدثت في النصف الثاني من أيلول – سبتمبر 1982. لكن أنت ورفاقك ومنهم الذين استشهدوا ومنهم الذين جرحوا وأسروا ومنهم الأحياء حتى يومنا هذا، أفشلتم أهدافهم بدمائكم الزكية وبتضحياتكم أنتم ومن لحقكم من الشهداء والمناضلين. فكنتم عند الانطلاق من مخيمي صبرا وشاتيلا أقسمتم بأن تذودوا وتدافعوا عن مخيمكم وعن شعبكم. فكنتم طليعة فرسان فلسطين العائدين الى المخيم المحتل والمحاصر. سلاحكم الايمان بالقضية وبالنصر وحب الشهادة كما يحب أعداؤنا الحياة.
ودعتم مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت واتجهتم الى الجنوب وجهتكم صيدا ومخيم عين الحلوة. لكن لكي تصلوا الى المخيم كان عليكم أولاً تجاوز القوات الصهيونية ومواقعها في المنطقة، وخاصة كمائنها ومواقعها في منطقة نهر الأولي وعلمان. هناك وجدتم أنفسكم في قلب معسكر وكمين للقوات الصهيونية المحتلة فأشتبكتم مع لواء غولاني ودامت المعركة ساعات استشهد وأسر وجرح خلالها جميع أفراد المجموعة وفقدت أنت في تلك المعركة وأختفت آثارك هناك، ربما أنك أصبت بالرصاص وابتلعك النهر وربما وربما.. فقدناك شهيداً لتبقى حياً في ضمير شعبك المكافح وفي أزقة مخيمك عين الحلوة. لم يتحدث العدو كثيراً عن حسائره لكنه تكبد خسائر لا ندري تعدادها.
كنت أنت يا مصطفى من بين الشهداء الذين قضوا في تلك المعركة البطولية في آخر ايام سنة 1984. فلم تكحل عينك برؤية مخيم عين الحلوة. ولم تطأ قدميك أرض المخيم لكنك وصلت الى مدخل صيدا واستشهدت في المكان النهري، حيث أو بالقرب من المنطقة التي كنا نسبح فيها صغاراً، في النهر الذي شهد نمونا ونشأتنا وصبانا. فهنيئاً لك الشهادة يا بطل .. وهنئيا لك العرس الذي لا ينتهي. ونحن نعاهدك على متابعة النضال ومواصلة المسيرة حتى تحرير الأرض والانسان.
نضال حمد في 25-4-2021